بيريس يخطط للبقاء في الحكومة لإطالة زعامته لحزب العمل

قال خبير في الشؤون الحزبية الإسرائيلية إن زعيم حزب "العمل" شمعون بيريس يخطط لمواصلة مشاركة الحزب في حكومة رئيس الوزراء أريئيل شارون بعد خطة الانفصال المزمع تنفيذها في شهر آب المقبل وذلك بما يتيح لبيريس ذاته البقاء لفترة ولاية أخرى على رأس حزبه.

وذكر معلق الشؤون الحزبية، يوسي فيرتر، في تحليل كتبه في صحيفة "هآرتس" (25/7/2005)، أن الفرضية السائدة في الطبقة السياسية والقائلة إن حزب "العمل" سينسحب من الحكومة بعد تنفيذ خطة الانفصال وسيسعى إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة، لا تسود لدى شخص واحد وهو شمعون بيريس.

وأضاف أن بيريس جمع في نهاية الأسبوع الفائت في مكتبة في تل أبيب عدداً من أبرز مؤيديه واستعرض أمامهم رؤيته للشهور المقبلة.

وجاء في ما قاله بيريس "بعد الانفصال يجب مواصلة مفاوضات السلام... موقفنا سيكون: الحفاظ على الكتل الاستيطانية الكبرى داخل حدود إسرائيل. موضوع القدس وحق العودة يجب تركهما للمرحلة الأخيرة في المفاوضات، حتى لا نعرض للخطر المواضيع والقضايا التي يمكن الاتفاق حولها".

وأضاف بيريس، الذي يتولى منصب نائب رئيس الحكومة "لا يجوز لنا القول بأننا سنتنازل عن كتل المستوطنات إذا كان الفلسطينيون أنفسهم قد وافقوا عليها"، على حد قوله.

وأردف "فيرتر" في مقالته: إذا كان التعبير المرن الذي ورد على لسان بيريس- مواصلة "مفاوضات السلام" بما في ذلك الإصرار على كتل المستوطنات- سيكون شرطه لمواصلة شراكة "العمل" في الحكومة فإن بوسع شارون إذن أن يتنفس الصعداء. فالخطر (خطر تفكك الحكومة) زال، وربما لم يكن هذا الخطر قائماً أصلاً. هناك على الأقل ثلاثة وزراء آخرين من حزب "العمل" يقولون سراً لزملائهم من "الليكود" إن حزبهم (العمل) لن يسارع إلى الانسحاب من الحكومة بعد "الانفصال"، حتى إذا حقق شارون فرضية أخرى سائدة وهي "الشد باتجاه اليمين" بعد الانفصال، بمعنى أن يرفض القيام بانسحاب آخر (من الضفة الغربية).

وعندما سُئل بيريس من جانب عدد من زملائه في الحزب حول ما إذا كان "العمل" سينسحب من الحكومة بعد الانفصال أجاب "أنا لست واثقاً أن انسحابنا سيؤدي بالضرورة إلى انتخابات مبكرة. فرئيس الوزراء يستطيع إقامة حكومة مع شينوي وإطالة عمر حكومته حتى نهاية ولايتها". ولم يستبعد بيريس أيضاً، في هذا السياق التبريري، إمكانية عودة الحزب القومي- الديني (المفدال) إلى الحكومة بعد تنفيذ خطة الانفصال التي انسحب "المفدال" من الحكومة بسببها.

وأشار "فيرتر" إلى أن عدداً من كبار المسؤولين في حزب "العمل" يتداولون في هذه الأيام، وبعد مرور شهر واحد على قرار اللجنة المركزية للحزب بتأجيل الانتخابات الداخلية (البرايمريز) عقب خلافات عاصفة، فكرة جديدة مؤداها تنصيب شمعون بيريس على رأس الحزب لفترة ولاية إضافية، قصيرة الأمد وأخيرة بالتأكيد، مما يريحهم ويزيح عن كاهلهم خطر المنافسة والهزيمة.

وتقضي الفكرة المتداولة بأن يعلن ثلاثة من المرشحين الخمسة (بن اليعازار، فيلنائي وباراك) المتنافسين على زعامة "العمل" عن تأييدهم لإبقاء بيريس ولاية أخرى، وإذا رغب عمير بيرتس (المرشح الرابع) بالانضمام فليتفضل. وإذا لم يرغب فستكون المواجهة بينه وبين شمعون بيريس، وستكون النتائج في هذه الحالة محسومة سلفاً، على رأي مقربين من بيريس.