شارون نجح في آخر المعارك البرلمانية

انتهت أمس 20/7 المعركة البرلمانية الأخيرة التي خاضها المعارضون في اليمين الإسرائيلي لخطة رئيس الحكومة أرييل شارون فك الارتباط عن قطاع غزة بهزيمتهم، إذ رفض الكنيست بغالبية 69 نائباً (من مجموع 120) ثلاثة اقتراحات بإرجاء موعد تنفيذ الخطة. وبذلك أزيلت «العثرة» من طريق شارون لتنفيذ مشروعه لتنتقل المعركة بينه وبين قادة المستوطنين وغلاة المتطرفين إلى الميدان في وقت واصل فيه «مجلس المستوطنات» تهديداته بانطلاق آلاف من أنصاره بمسيرة باتجاه مستوطنات «غوش قطيف» المرشحة للإخلاء.

وعلى رغم ان نتائج التصويت على ارجاء الانسحاب كانت متوقعة لمصلحة شارون، إلا ان الاخير بذل جهداً لضمان غالبية مطلقة من النواب ترفض الاقتراحات، ليثبت للاسرائيليين ان 60 في المئة من نواب الكنيست يدعمون مشروعه في مقابل 33 في المئة (40 نائباً) يعارضونه، وليقول للمستوطنين ايضاً انه بفعل هكذا تأييد لن يتراجع عن خطته.

وكالعادة، صوت «النواب المتمردون» في حزب ليكود الحاكم (13 نائباً من مجموع 40) ضد زعيمه شارون، وانضم اليهم رئيس الكنيست رؤوبين ريفلين ورئيس الائتلاف البرلماني جدعون ساعر فيما تغيب وزير المال بنيامين نتنياهو عن التصويت غير عابئ بتهديدات شارون باقصائه عن منصبه. كما امتنع نائبان من حزب «ديغل هتوراة» المتدين المتشدد عن التصويت على رغم مشاركة حزبهما في الائتلاف الحكومي. واستبعد مراقبون ان يقدم شارون على خطوات عقابية بحق نتنياهو، ورأوا انه سيفضل في هذه المرحلة «غض الطرف» وعدم تعريض حكومته إلى زعزعة قد تنعكس تداعياتها على مجمل الأوضاع السياسية في إسرائيل.

الى ذلك، تواصل السجال بين قادة المستوطنين وقيادة الشرطة في شأن «مسيرة التواصل» التي يصر مجلس المستوطنات على اقامتها باتجاه المستوطنات في قطاع غزة تضامناً مع المستوطنين المزمع اجلاؤهم. وعلى رغم مواصلة قوات كبيرة من الشرطة تطويق آلاف المتظاهرين في «كفار ميمون» في النقب لمنعهم من مغادرتها إلا ان قيادة الشرطة ما زالت تخشى من قيام مئات المستوطنين وأنصارهم المحسوبين على «النواة الصلبة» بالتسلل الى مستوطنات القطاع لتقديم العون للمستوطنين فيها المعارضين اخلاءهم.

على خط آخر، قررت اللجنة الوزارية الخاصة لشؤون فك الارتباط عن القطاع نقل المقابر في «غوش قطيف» الى منطقة محاذية داخل «الخط الأخضر» على ان يتم ذلك بعد الانتهاء من اخلاء المستوطنات.

من جهته، ابلغ النائب الأول لرئيس الحكومة شمعون بيريس اللجنة المذكورة بأنه تم التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة ومحامي المزارعين اليهود في «غوش قطيف» بنقل الدفيئات الفلسطينية إلى الفلسطينيين في مقابل 14 مليون دولار ستدفعها الولايات المتحدة. وتابع انه ستتم إقامة بنى تحتية في المنطقة التي سيتم إخلاؤها تمكن الفلسطينيين من تصدير منتوجاتهم الزراعية بواسطة شركة اسرائيلية. (أسعد تلحمي)