قائد سلاح الجو يتوقع زيادة دور سلاحه بعد الانفصال

فيما واصلت الصحف الإسرائيلية، يوم الأربعاء 29/6/2005، نشر الأنباء عن تحركات معارضي خطة الانفصال، والتي في مركزها إغلاق شوارع ومفترقات طرق رئيسية "من عكا شمالاً حتى بئر السبع جنوباً"، على حد قول "المنظمين"، أجرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقابلة سريعة مع قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال إليعيزر شكيدي، حول الانفصال تكلم في سياقها أيضاً عن نزعات التسلح لدى سوريا ومنظمة "حزب الله" اللبنانية.

وقال شكيدي إن سلاح الجو يستعد هذه الأيام لتقديم أجوبة في كل ما يتعلق بالقوات الجوية ودورها في تطبيق الانفصال وكذلك لتقديم جواب على إمكانية ما أسماه "تسخين جبهات أخرى خلال الانفصال".

بالإضافة إلى ذلك كشف شكيدي أن سلاح الجو أنشأ لواء خاصًا يضم أربع فرق سيشارك في تطبيق الخطة.

وسئل شكيدي عما يمكن حصوله بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية فقال إنه في السياق العسكري لا شك أن أنماط عمليات الجيش ستتغير، لجهة زيادة أهمية دور سلاح الجو الذي لا يعمل بطريق البّر.

ورداً على سؤال آخر قال شكيدي إن سلاح الجو حسَّن أدائه خلال الانتفاضة الحالية. وأضاف في هذا الصدد يقول "إذا كان الجيش الإسرائيلي، في بداية سنة 2004، قد طاول 100 مخرب ونجح سلاح الجو في أن يطاول 15 منهم من الجو، فإنه في الصيف الأخير غيرنا بعض المفاهيم ووسائل القتال ونجحنا في المسّ بـ 35 بالمئة من المخربين وفيما بعد بـ 60-80 بالمئة من الإرهابيين".

إلى ذلك أبرزت الصحف الإسرائيلية كافة أول تصريح لرئيس الوزراء، أريئيل شارون، يهاجم فيه نشطاء اليمين المتطرف وممارساتهم في غوش قطيف وخصوصًا اعتداءاتهم على الجنود ومحاولات حثهم على رفض الأوامر العسكرية .

وذكرت صحيفة "هآرتس" أن جهاز الأمن الإسرائيلي بدأ، اعتباراً من يوم الثلاثاء، بتشديد قبضته ضد نشطاء اليمين المتطرف وذلك حيال تصاعد اعتداءات هؤلاء النشطاء على الفلسطينيين في منطقة المواصي أيضًا.

وأشارت "هآرتس" إلى أن تصريحات شارون، وكذلك تصريحات وزير الدفاع شاؤول موفاز، حول نشاط اليمين المتطرف تأخرت يومين.

كما نقلت عن ضابط كبير قوله إنه في حالة استمرار فلتان المستوطنين ونشطاء اليمين المتطرف فإنه لا مهرب من الإعلان عن منطقة قطاع غزة قريباً منطقة عسكرية مغلقة.

ونشرت الصحيفة تعليقاً لمراسلها نداف شرغاي أشار فيه إلى تصاعد المخاوف لدى نشطاء اليمين الإسرائيلي المتطرف من لجوء جهاز الأمن العام (شاباك) إلى "استفزازات مدبرة" تسوّغ القيام بحملة اعتقالات في صفوفهم.

وكانت أنباء الاستعدادات الرسمية لتطبيق خطة الانفصال قد عادت لتحتل العناوين الرئيسية في الصحف الإسرائيلية.

وفيما اختارت صحيفة "معاريف" يوم الثلاثاء التركيز على ما أسمته "حركة رفض تنفيذ الأوامر بإخلاء المستوطنين في صفوف الجنود"، ركزت صحيفتا "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت" على جوانب أخرى من الموضوع.

فقد أفردت "يديعوت أحرونوت" عرض صفحتها الأولى لكي تنقل على لسان مستوطنين رفضوا الكشف عن هوياتهم من "غوش قطيف" مطالبتهم الجيش الإسرائيلي بطرد جميع المتطرفين من صفوفهم، وذلك في أعقاب أعمال الشغب التي تسبب بها هؤلاء لدى هدم مبان فارغة في موقع "شيرات هيام".

وأكد هؤلاء أن نشطاء اليمين المتطرف المتحصنين في فندق والذين يجابهون جنود الجيش ويسيطرون على منازل مهجورة لا يمثلون المستوطنين في الغوش. وأضافوا أنهم التقوا، الأسبوع الماضي، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية وطالبوه بإخراج هؤلاء من مستوطنات قطاع غزة.

وقالت الصحيفة إن الصور التي تبثها وسائل الإعلام على مدار اليومين الماضيين حول النشطاء المذكورين خلال انفلاتهم ضد أفراد الجيش تسببت في إثارة موجة كبيرة من الغضب في أوساط غالبية مستوطني "غوش قطيف". وقد قررت أعداد كبيرة منهم كسر الصمت حول ممارسات هؤلاء النشطاء التي من شأنها أن تمس بصورة المستوطنين، وذلك دون الكشف عن هويتهم مخافة أن يتعرضوا لتنكيل المتطرفين، حسب قولهم.

كما نوهت الصحيفة بأن قيادة "غوش قطيف" لا تؤيد الطريق التي يتبعها نشطاء اليمين المتطرف. وأوردت على لسان البعض تساؤلات حول تلكؤ الجيش في إخلاء هؤلاء المتطرفين عندما كانوا قلائل.

أما صحيفة "هآرتس" فقد ذكرت، في عنوانها الرئيسي، أن عشرات الأخصائيين النفسانيين سيشتركون في ما أسمته "عملية إعداد عقلية" لأفراد الشرطة والجيش الذين سيقومون بمهمة إخلاء المستوطنين، وذلك في سبيل إعدادهم للعمل المشترك في طواقم صغيرة ولمواجهة المصاعب المرتقبة إبان الإخلاء.

وقال الأخصائي النفساني في قيادة سلاح البر الإسرائيلي لمراسل الصحيفة إن كل كتيبة ستشارك في الإخلاء سيرافقها أخصائي نفساني تتجوهر مهمته في تقديم المساعدة للقادة في تحضير القوات وبعد ذلك في تقديم أجوبة على مشاكل يمكن أن تنشأ خلال الانفصال.

وفي رأي هذا الأخصائي فإنه لا ينبغي القلق من رفض الأوامر من طرف الجنود، فإن المسألة محصورة جداً ووسائل الإعلام هي التي تعمل على تضخيمها، منوهاً بأن الجيش قادر على إنجاز مهمة الإخلاء حتى لو تحوّل الرفض إلى "موجة عارمة".

وفي هذا الشأن الأخير أشارت صحيفة "معاريف" إلى أن 25 جندياً يفترض أن يشاركوا في تطبيق خطة الانفصال وقرروا منذ الآن رفض الأوامر بهذا الخصوص استأجروا سلفاً محامين لتقديم المشورات لهم حول عملية رفض الأوامر. وقالت إن عدد الجنود الذين أعلنوا حتى الآن رفض أوامر الإخلاء بلغ ستة جنود منذ بداية السنة الحالية، وهو عدد مرشح للازدياد.

ونقلت الصحيفة عن خبير قانوني قوله إن عقوبة مثل هذا الرفض قد تصل إلى سنتي سجن فعلي، وذلك في حالة أن الجهة المعنية تقرر تقديم لائحة اتهام رسمية ضد الرافضين.