الجيش يوصي بالتخلي عن السيطرة على محور فيلادلفي

قالت صحيفة "معاريف"، يوم الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي يوصي بـ"التنازل تماماً عن السيطرة على محور فيلادلفي، عند الحدود بين مصر وقطاع غزة. ويميل وزير الدفاع شاؤول موفاز لقبول هذه التوصية، بخلاف تام لموقف جهاز الأمن العام (الشاباك)".

وقال المعلق العسكري للصحيفة عمير راببورت، في نبأ انفردت "معاريف" بنشره، إن هناك مخاوف لدى أجهزة الأمن الإسرائيلية بأنه في حالة الانسحاب من كل قطاع غزة والاحتفاظ بالسيطرة على محور فيلادلفي فقط سيتحول مئات الجنود الإسرائيليين المرابطين على طول المحور إلى هدف سهل لهجمات متكررة من قبل المنظمات الفلسطينية. والحادث الذي جرى أخيراً وقتل فيه جندي إسرائيلي يُجسّد سهولة المسّ بالجنود. في موازاة ذلك هناك مخاوف بأنه في غياب السيطرة الإسرائيلية على هذا المحور ومعبر رفح لن يكون في الإمكان وقف تهريب الأسلحة من مصر، بما في ذلك صواريخ مضادة للطائرات ومنصات إطلاق صواريخ كاتيوشا.

وأضاف راببورت أن توصية الجيش تستند إلى افتراض مفاده الوصول إلى تفاهم مع مصر تمنع هذه الأخيرة بموجبه تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة.

أما موقف الشاباك فلا يزال متمسكًا بأن التخلي عن السيطرة الكاملة على المحور المذكور سيجعل قطاع غزة مخزناً هائلاً للسلاح البعيد المدى الذي من شأنه أن يُهدّد بالخطر عسقلان والنقب الغربي. وينتظر أن يتم اتخاذ القرار الحاسم بهذا الشأن في الحكومة.

في "يديعوت أحرونوت" كتب المعلق العسكري أليكس فيشمان أنه ينبغي على إسرائيل أن "تلجم ألسنة اللهب التي تشعلها حركة الجهاد الإسلامي منذ الآن، وخلال الفترة القصيرة المتبقية حتى موعد تنفيذ خطة الانفصال وعدم الانتظار حتى أواسط شهر آب/ أغسطس". وأضاف أنه في حالة تأثير ذلك على التهدئة، إلى ناحية انهيارها، فعندها نكون على الأقل قد اخترنا التوقيت الذي نواجه فيه النيران.

وفي رأي فيشمان فإن التصعيد الأخير في الوضع الأمني كان شبه حتمي وذلك نتيجة لمعادلة بسيطة نشأت في الميدان وهي أن السلطة الوطنية الفلسطينية لا تتحمل المسؤولية عن الوضع الأمني، مقابل ذلك فإن إسرائيل تقيّد نشاطها العسكري.

كما أشار إلى أن حركة الجهاد الإسلامي موجّهة من الخارج، بالأساس من دمشق، وتبذل أقصى الجهود لتشويش أي اتفاق بين إسرائيل والسلطة.

أما معّلق صحيفة "هآرتس" عكيفا إلدار فقد رأى أن الجهاد الإسلامي وفرّت لشارون الذريعة لكي يفسّر لضيفه من رام الله، وأهم من ذلك لكي يفسّر للأميركيين، لماذا أن الوقت الحالي غير موات لأية بوادر حسن نية حيال الفلسطينيين.