لحن أغنية "القدس من ذهب" مسروق

كشفت صحيفة "هآرتس" في ملحقها الأسبوعي الصادر بتاريخ 6 أيار 2005 عن مضمون رسالة وجهتها المغنية الإسرائيلية نعومي شيمر في حياتها إلى أحد أصدقائها وتعترف له خلالها، بعد أن ووجهت بحقائق لا ترّد، بأنها سرقت لحن أكثر أغنياتها شهرة بعنوان "القدس من ذهب" من أغنية باسكية معروفة. وطلبت إليه أن ينشر هذا "الاعتراف"، غير أنه استنكف عن ذلك في حياتها وفعل ذلك الآن فقط بعد حوالي سنة من رحيلها في 2004.

ومما جاء في رسالة "شيمر" التي نشرها أيضًا موقع جريدة "يديعوت أحرونوت" الألكتروني يوم 5 أيار 2005، بناء على رغبة أفراد عائلة هذه المغنية، بعد أن كشفت "هآرتس" النقاب عن الرسالة المذكورة والاعتراف بالسرقة الذي تضمنته:

"عزيزي جيل (وهو الاسم الشخصي لصديقها الذي وجهت إليه الرسالة)

أنت الشخص الوحيد في العالم، بالإضافة إلى عائلتي، الذي ينبغي أن يعرف الحقيقة عن "القدس من ذهب". وهذه هي الحقيقة:

في أواسط الستينيات اعتادت نحاما هندل أن تزورني خلال عطل بلادها. وكنا نقضي وقتًا ممتعًا معًا، نضحك ونغني ونطبخ ونأكل. لم نسجل شيئًا من تلك اللقاءات. ويبدو أنه في أحد اللقاءات غنت لي نحاما الأغنية الباسكية الشعبية المعروفة، وقد دخلت من أذن واحدة وخرجت من الأخرى... في شتاء 1967 عندما احترت في كتابة "القدس من ذهب" يبدو أن الأغنية إياها زحفت إليّ دون معرفة مسبقة... وفقط بعد سنة أو سنتين من الحرب (حرب 1967) سمعت من أصدقاء أن الياهو كوهين يحكي في محاضراته عن الأغنية الشعبية الباسكية باعتبارها مصدر استيحاء لـ"القدس من ذهب". وقد غضبت كثيرًا، حتى أني أرسلت إلى الياهو كوهين أن يكفّ عن هذه السخافات... ولكن عندها تذكرت برعب أن نحاما غنت لي في حينه شيئًا من هذا القبيل... ومرّت عشرون سنة أخرى حتى جلب لي أفنير هوبشطاين من "يديعوت أحرونوت" الأصل. أعتقد أن ما حدث هو إصابة عمل مؤسفة".

يذكر أن "شيمر" اعتبرت "المغنية القومية" الأكثر شعبية في إسرائيل وقد كتبت الأغنية المذكورة في ظل مشاعر الزهو المتغطرسة التي أمسكت بتلابيب إسرائيل في أعقاب الهزيمة التي لحقت بالعرب في حرب 1967، والتي كان من نتائجها سقوط القدس تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي المستمر.