لماذا يكرهوننا؟ هذا هو السؤال الذي كرّست كبرى الصحف الاسرائيلية «يديعوت احرونوت» الصفحات الرئيسية لملحقها يوم الأربعاء للرد عليه في اعقاب آخر استطلاع للرأي في بريطانيا افاد بأن 23 في المئة من البريطانيين يرون في الدولة العبرية «الدولة الأكثر قبحاً ومقتاً» في العالم. واعادت الصحيفة الى الاذهان نتائج استطلاع آخر للرأي في اوروبا ابرزت حقيقة ان 59 في المئة من الاوروبيين يعتقدون ان اسرائيل تشكّل اكبر تهديد على السلام في العالم.
ويعتبر مدير قسم الاعلام والعلاقات العامة في وزارة الخارجية الاسرائيلية، أمير غيسين، النتائج المذكورة تأكيداً على وضع اسرائيل السيء في الرأي العام الدولي مستدركاً ان ثمة قناعة لديه بإمكان تحسين الصورة. وتفيد الصحيفة ان نتائج الاستطلاع الاخير في بريطانيا التي جاءت ايضاً بتدريج اسرائيل في اسفل لائحة الدول «القبيحة وغير الديموقراطية» وبأن الاسرائيليين ليسوا ودودين، شغلت بال كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الذين كرّسوا جهوداً كبيرة لسبر غور هذه الظاهرة وخلصوا الى تشخيص الاسباب والدوافع الرئيسية لها وتلخصت في ما يلي:
ـ التآكل في الذاكرة الاوروبية الجماعية والشعور بالذنب عن «المحرقة» ولّدت مشاعر عدم ارتياح لدى الاوروبيين انعكست بإبداء غضبهم على اسرائيل، خصوصاً في مسألة انتهاك حقوق الانسان (الفلسطيني).
ـ معارضة اوروبية شديدة وجوهرية لمواصلة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.
ـ النأي عن الماضي الاوروبي الكولونيالي في موازاة الاعتراف بحركات تحرير تقاوم الاحتلال مثل حركة التحرير الفلسطينية.
ـ تغيير جدول الاعمال الدولي في اوروبا واحتلال قضية حقوق الانسان مركز الصدارة.
ـ معظم المواقع ومراكز صنع القرار السياسي وفي الاعلام والجامعات يتبوؤها «جيل العام 1968» المناهض للامبرالية وحقيقة ان 45 في المئة من الاوروبيين محسوبون على تيار الوسط واليسار.
ـ اتساع ظاهرة معاداة السامية واعتقاد الكثيرين (في اوروبا) بأن اليهود يهيمنون على العالم.
ـ وجود اقليات مسلمة كثيرة في اوروبا يزداد تأثيرها السياسي يوماً بعد يوم.
وتضيف «يديعوت احرونوت» ان الخارجية الاسرائيلية شرعت في حملة واسعة لتحسين صورة الدولة العبرية وانه سيتم الاستعانة بالاسرائيليين الحائزين على جائزة نوبل في الكيمياء لعرض صورة اخرى عن اسرائيل. كما سيتم ابراز حقيقة ان فريقاً عربياً لكرة القدم (من بلدة سخنين في الجليل) حاز على «كأس الدولة» ومثّل اسرائيل في المسابقات الاوروبية لتقول (الخارجية) بذلك ان في هذا الانجاز نموذجاً للتعايش بين الشعبين!
ويعوّل اعلاميو وزارة الخارجية ايضاً على اتفاق «الجيرة الحسنة» الذي وقعته اسرائيل اخيراً مع الاتحاد الاوروبي لإحداث تغيير في انطباع الاوروبيين عن اسرائيل.
(من أسعد تلحمي)
