أقطاب إسرائيل يولون "أهمية قصوى" لتهديدات المستوطنين واليمين

يولي أقطاب إسرائيل أهمية قصوى لتهديدات قادة المستوطنين واليمين المتطرف بالتصدي لجنود الجيش الاسرائيلي بقوة السلاح في حال أقدموا على تنفيذ أوامر المستوى السياسي بإخلاء مستوطنات غزة وشمال الضفة الغربية في اطار خطة فك الارتباط، على غرار ما فعلوا بتصديهم لقوات كبيرة من الجيش والشرطة كلفت تفكيك بؤرة استيطانية عشوائية قرب نابلس. ودعا أركان الحكومة وقادة الاحزاب الصهيونية زعماء المستوطنين كافة الى عدم اقحام «جيش الشعب» في السجال الدائر على خطة فك الارتباط، متوعدين باتخاذ اجراءات قانونية صارمة «ضد كل من تسول له نفسه ان يرفع يده في وجه جندي».

وقال رئيس الحكومة اريئيل شارون ان سلوك المستوطنين المتطرفين "ينطوي على خطورة بالغة ذات أبعاد وعواقب وخيمة، ما يستدعي تغيير الاجراءات القانونية المتبعة ضد المخلين بالنظام الى جهة التشدد لردع المخالفين عن أفعالهم". واضاف موجهاً كلامه الى المستوطنين: «دعوا الجنود وشأنهم، لا تحرضوا عليهم ولا تشتموهم وإذا أصررتم على الشتم فاشتموني أنا شخصياً واتركوا الخلافات السياسية بعيداً عن الجيش». وقال ان الجيش سيستخدم القوة لتنفيذ الاخلاء.

واعتبر شارون التحذيرات التي يطلقها المستوطنون عن اندلاع «حرب اهلية» على خلفية الانسحاب المزمع من غزة تندرج في اطار حرب نفسية وحملة دعائية لا ينبغي الارتداع منها. وتابع: «ثمة انطباع بأن معركة قد تحصل هنا (مع المستوطنين)، لكن المعركة التي قد تحصل فعلاً ستكون مع المسلحين الفلسطينيين»، متوعداً الفلسطينيين بـ«أقسى رد» اذا حاولوا المساس بالاسرائيليين اثناء عملية الانسحاب.

من جهته، قال وزير الدفاع شاؤول موفاز انه لن يسمح لأحد بتجاوز الخطوط الحمر وانه اتصل بالمستشار القضائي للحكومة بطلب تقديم كل من يتطاول على الجنود للمحاكمة وانزال أقصى العقوبات بحقه.

وانتقد رئيس هيئة اركان الجيش الجنرال موشيه يعالون «الصورة السوداوية» التي رسمها رئيس جهاز الاستخبارات العامة (شاباك) افي ديختر بشأن مخطط المستوطنين مواجهة الجنود بالأسلحة، وعن «الارهاب اليهودي». وقال انه لا يلمس وجود ظاهرة رفض تنفيذ الأوامر المتعلقة بتنفيذ خطة الانفصال في صفوف الجيش.

ونقلت صحيفة «هآرتس» عن قادة عسكريين استنجادهم بأركان الحكومة لتوفير الدعم لأجهزة الأمن الاسرائيلية، وان يظهر الجهاز القضائي «قبضة من حديد» ضد مستوطنين يعتدون على الجنود. واضافت ان ضباطاً كباراً اقترحوا اعتقال منظمي العرائض الداعية الى عصيان الأوامر ادارياً الآن.

من جهته، اقترح زعيم حزب «العمل» سابقاً عمرام متسناع فرض منع تجول في المستوطنات التي يتوقع ان تشهد صدامات أثناء اخلائها واتهم الحكومة بعدم ابداء الحزم الكافي لردع المتطرفين واعتقال من يعتبرهم جهاز «شاباك» جهات متطرفة.

(من أسعد تلحمي)