شارون يهيىء اليهود الأميركيين لإمكانية حدوث صدام مع الولايات المتحدة بعد الانفصال

يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون من خلال زيارته إلى الولايات المتحدة التي بدأت اليوم الأحد (22/5) إلى إعداد اليهود الأميركيين لإمكانية حدوث صدام بين إسرائيل والإدارة الأميركية بعد تنفيذ خطة فك الارتباط.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن شارون سيلتقي خلال زيارته الى الولايات المتحدة بعدد كبير من قيادات المنظمات اليهودية الأميركية وعلى رأسها المنظمة اليهودية الأميركية لمساندة إسرائيل (إيباك) التي سيتحدث أمام ألف من اعضائها يوم الثلاثاء القادم في واشنطن.

واضافت الصحيفة ان شارون سيشدد امام مستمعيه اليهود الأميركيين على ان "لا نية له بتاتا ببدء مفاوضات مع الفلسطينيين حول الحل الدائم".

ويتذرع شارون بشكل متواصل انه لن تكون هناك مفاوضات مع الفلسطينيين على الحل الدائم "قبل ان ينفذ الفلسطينيون التزاماتهم وفقا لخارطة الطريق وقبل وقف مظاهر العنف والتسلح من جانب الفصائل الفلسطينية".

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن مصادر أمنية إسرائيلية تكرارها لادعاءات مفادها ان الفصائل الفلسطينية تعزز قوتها المسلحة في ظل التهدئة.

كذلك سيسعى شارون خلال زيارته الى الولايات المتحدة الى تجنيد اليهود الأميركيين لعدد من القضايا على رأسها الهجرة الى إسرائيل والاستيطان في القدس.

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ان شارون يسعى الى إحضار مهاجر مليون يهودي لتوطينهم في إسرائيل خلال السنوات الـ15 القادمة.

كذلك يسعى الى "تعزيز مكانة القدس كمركز ثقافي- روحاني لليهود في العالم وزيادة الوجود اليهودي في القدس".

كما يطالب شارون الإدارة الأميركية بمساعدات مالية واليهود الأميركيين بالتبرع لصالح مخطط تطوير منطقتي الجليل والنقب في شمال وجنوب إسرائيل.

من جهة أخرى أجمعت تقارير صحفية إسرائيلية على ان شارون لن يجري محادثات سياسية مع مسؤولين في الادارة الأميركية لكن هذه التقارير لفتت الى مشاركة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس في اجتماع ايباك الثلاثاء الى جانب شارون.

وسيغادر شارون واشنطن عائدا الى اسرائيل يوم الاربعاء القادم وهو اليوم ذاته الذي يتوقع ان يصل فيه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) الى العاصمة الأميركية للقاء الرئيس الأميركي جورج بوش في اليوم التالي.

وسيسبق وصول ابو مازن الى واشنطن لقاءات سياسية اسرائيلية- أميركية بين رايس ومستشار الأمن القومي الأميركي ستيف هيدلي من جهة ومستشار شارون دوف فايسغلاس الذي سيصل واشنطن يوم الثلاثاء.

وقالت هآرتس ان اسرائيل ستطالب الإدارة الأميركية في هذه المحادثات بعدم منح السلطة الفلسطينية تعهدات سياسية اضافية "طالما أن ابو مازن لا يحارب الإرهاب".

وتخشى إسرائيل ان يصدر عن لقاء بوش وابو مازن تصريحات أميركية تتعلق بطبيعة المفاوضات والحل المستقبلي بين إسرائيل والفلسطينيين بادعاء ان هذا "سيثقل على شارون في الحلبة السياسية الإسرائيلية قبل تنفيذ فك الارتباط".

وتأتي هذه التحسبات الإسرائيلية، بحسب هآرتس، على اثر ورود معلومات من واشنطن الى إسرائيل تفيد بان الإدارة الأميركية تنوي إطلاق تصريحات مؤيدة للموقف الفلسطيني "لتعزيز مكانة ابو مازن في الأراضي الفلسطينية مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية خصوصا مقابل تعزيز قوة حركة حماس".

لكن مصادر سياسية إسرائيلية قالت ان هناك خلافات في الرأي بين المسؤولين الأميركيين حول "منح ابو مازن تعهدات سياسية خلال لقائه مع بوش حول حجم هذه التعهدات".

وفي هذه الاثناء افادت صحيفة معاريف الاسرائيلية بان أصواتا تتعالى في صفوف كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي تطالب بتأجيل موعد البدء في تنفيذ خطة فك الارتباط.

وكان شارون ووزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز قد وقعا الخميس الماضي على أوامر تقضي بتأجيل البدء في تنفيذ اخلاء المستوطنات في قطاع غزة واربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية واعادة انتشار الجيش الاسرائيلي في هاتين المطقتين من 20 تموز/يوليو الى 15 آب/أغسطس.

لكن صحيفة معاريف نقلت عن ضباط كبار قولهم ان الموعد الجديد لبدء تنفيذ فك الارتباط "سيء جدا بالنسبة لإسرائيل".

وأضافت الصحيفة ان ضباطًا إسرائيليين كبارًا أشاروا في اجتماعات مغلقة عقدها الجيش الإسرائيلي مؤخرا الى ان "الجهات المدنية المفوضة بإيجاد حلول سكن وعمل للمستوطنين الذين سيتم اخلاؤهم ليست مستعدة لذلك بعد".

ووفقا لمعاريف فإن السبب الأساسي للمطالبة بتأجيل تنفيذ فك الارتباط هو "تجدد النشاط المسلح لحركة حماس" (اقرأ خبرًا منفردًا).


من جانبه اعلن الناطق العسكري الإسرائيلي أن لا أساس من الصحة للخبر الذي نشرته صحيفة معاريف وانه لم يتم طرح موقف كهذا لم يطرح حتى في مداولات مغلقة للجيش.

واضاف الناطق العسكري الإسرائيلي ان الحديث عن تأجيل البدء في تنفيذ فك الارتباط لا يعكس موقف الجيش الإسرائيلي.

رغم ذلك نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن نائب وزير الدفاع الإسرائيلي زئيف بويم قوله إنه "ربما ستكون هناك حاجة الى تأجيل تنفيذ خطة فك الارتباط في حال عدم الحفاظ على الهدوء".

الا ان الاذاعة أضافت ان التقديرات في إسرائيل تشير إلى ان الولايات المتحدة لن تسمح لإسرائيل بتأجيل تنفيذ فك الارتباط مرة ثانية.