من تعليقات الصحف: محظور التسامح مع الإرهابيين اليهود

أكّد روني شكيد، المعلّق في "يديعوت أحرونوت"، اليوم الثلاثاء، أنه على رغم أن الذين جرى التحقيق معهم بشأن التخطيط لاقتراف اعتداء على المسجد الأقصى "طرحوا أفكاراً فقط" فإنه يحظر "أن نكون سذّجاً ومتسامحين لأن الحديث لا يجري عن متهمين ساذجين". وأضاف: في نهاية الأمر فإن أية عملية إرهابية تبدأ بمرحلة النوايا، وطرح الأفكار. وإن المسافة بين الأقوال والأفعال يمكن أن تكون قصيرة... وفي سبيل المس بالأقصى وإشعال المنطقة والعالم الإسلامي كافة ليست هناك حاجة لصاروخ (من طراز) "لاو"، إذ تكفي عبوة صغيرة يمكن أن تحملها طائرة ذات محرّك خفيف.

واعتبر شكيد الكشف عن المحاولتين إنجازاً استخبارياً لجهاز الأمن العام (شاباك) يعكس مدى تغلغله وقدرته على الوصول إلى المتهمين المحتملين حتى في مرحلة النوايا.

وتعليق شكيد هو واحد من جملة تعليقات ظهرت اليوم في الصحف الإسرائيلية غداة الكشف عن اعتقال سلطات الأمن الإسرائيلية متطرفين يشتبه بأنهم خططوا لارتكاب اعتداءات إرهابية ضد الحرم القدسي الشريف.

فقد نشرت صحيفة "معاريف" تعليقاً بقلم أفيشاي بن حاييم حول خلفية اثنين من المتهمين بتخطيط إعتداء إرهابي على الأقصى ينتميان إلى جماعة "حاخام براسليف". وأشير في التعليق إلى أنه في العقد الأخير ظهرت في أوساط هذه الجماعة الدينية اليهودية فئة تطلق على نفسها "جرحى الجدول"، وهي تسمية هناك عدة روايات حول مصدرها أشهرها أن أعضاء الفئة تعرضوا لإعتداء جرحوا خلاله عند جدول قريب من قبر الحاخام نحمان من براسليف. وتضم هذه الفئة شباناً "لا يجدون ذاتهم في المجتمع الديني المتشدّد (الحريدي)"، على حدّ قول الكاتب. وقد ارتبط اسم هذه الفئة بعدد غير قليل من الأحداث العنيفة ذات الخلفية القومية المتطرفة في السنوات الأخيرة، ومنها الإعتداء على سائق سيارة أجرة عربي وسط هتافات "الموت للعرب" وطعن أحد الحاخامات، من تيار منافس لهذه الفئة في الحركة ذاتها. كما أُشير إلى أن أعضاء هذه الفئة هم من أشدّ المتطرفين القوميين اليهود غلواء وهناك علاقات أيديولوجية قوية تربط بين هذه الفئة وبين فئة "شبيبة التلال" الاستيطانية.

ونشرت صحيفة "هآرتس" من جانبها تعليقاً بقلم نداف شرغاي، المتخصص في الجماعات اليهودية الحريدية، أكد في سياقه أن التقديرات في شاباك تُشير إلى أن احتمالات القيام باعتداءات على الأقصى موجودة بالأساس حالياً في أوساط متطرفي التلال المغتربين عن الدولة من عدة نواح. وهناك اهتمام خاص، ضمن أمور أخرى، بأشخاص جنائيين اقتربوا من الدين ولديهم مقدرة على امتلاك وسائل قتالية.

وأضاف أن القرار بالتركز في هؤلاء الأشخاص يستند إلى التجربة التي تراكمت في شاباك من الماضي بشأن ملاحقة تنظيمات إرهابية يهودية، وخصوصا تجربة التعامل مع "التنظيم اليهودي الإرهابي السري" ومع "عصابة ليفتا".

من جهة أخرى يتركز اهتمام شاباك أيضا في أشخاص "غير أسوياء" وذلك استنادا الى قيام أشخاص من هذا النوع في فترات سابقة بمحاولة ارتكاب اعتداء ضد الاقصى.

ويؤكد شرغاي أن السابقة التي تقلق عناصر أجهزة الأمن الإسرائيلية في هذا الصدد، ربما أكثر من أي شيء آخر، هي "سابقة بادرا" على اسم شمعون باردا، وهو مجرم جنائي هارب كان في عداد "عصابة ليفتا" الإرهابية اليهودية. وبعد أن القي القبض عليه قاد باردا المحققين معه الى مخزن للأسلحة في حي"بيت يسرائيل" في القدس حيث تم إخفاء صاروخ من طراز "لاو".

وكانت الشبهة في حينه أن المتهمين خططوا لإطلاق هذا الصاروخ صوب المسجد الأقصى. وبحسب ادعاء شاباك فإن الأشخاص الذين اعتقلوا هذه المرة خططوا للقيام بعملية مماثلة.