نشاط إسرائيلي لترحيل فلسطينيي اللد إلى بلدان أجنبية بينها... العراق!

بعد سبعة وخمسين عاما من تهجير أهالي مدينة اللد بالإرهاب والمجازر يجد من تبقى فيها من الأهالي أنفسهم أمام مخططات تطهير عرقي جديدة بطرق "سلمية". في حديث لـ"المشهد الإسرائيلي" كشف عدد من مواطني المدينة أن حزب "موليدت" الإسرائيلي اليميني المتطرف يسعى بنشاط لديهم من أجل تطبيق خطته لـ"الترانسفير الطوعي" التي تهدف إلى تشجيعهم على الهجرة إلى الخارج عبر محاولة إغرائهم بالدعم المالي وضمان شروط حياة أفضل. ويتضح أن خطة ترحيل السكان العرب في اللد (25 الف نسمة) قد بلورت بمبادرة مدير فرع الحزب المذكور في القدس المحتلة ارييه كينغ وهي تقوم على فكرة أساسية مفادها التوجه للمواطنين العرب الذين يعيشون حالة اقتصادية اجتماعية صعبة ومحاولة اقناعهم بالسفر الى بلدان أجنبية. وتقضي الخطة بتقديم المعونات للعرب على شكل ضمان أماكن عمل وحياة أفضل من النواحي المادية والتعليمية والأمنية في كندا واوروبا وجنوب افريقيا واستراليا. وافاد بعض المواطنين العرب ان النشطاء اليهود يعرضون عليهم الانتقال للعراق ايضا زاعمين أنه "بحاجة ماسة لأصحاب المهن الحرة وللمثقفين".

وفي رسالة وجهها للوكالة اليهودية يدعو ارييه كينغ إلى عدم الاكتفاء بالهجرة اليهودية الى البلاد من اجل الحفاظ على الأغلبية اليهودية منوها بأهمية تبني خطته بالترحيل الطوعي للفلسطينيين في إسرائيل الذين سيصبحون الأغلبية بعد 50 عاما . ويلفت كينغ الى القوة الاقتصادية الإسرائيلية داعيا الى استغلالها بغية الحفاظ على الصبغة اليهودية. وأضاف "أولا هذا لا يكلف الدولة أكثر من بضع عشرات من آلاف الدولارات وبذلك هي تتخلص أيضا من دفع مخصصات الضمان الاجتماعي للشرائح العربية الفقيرة التي ستشكل خطرا يتهدد إسرائيل بتطلعاتها القومية وبأنشطة أخرى".

ونوه كينغ في رسالته الى انه يتوقع تجاوب الكثيرين من العرب مع الخطة بسبب الأوضاع الاجتماعية والسياسية الخانقة التي يواجهونها داخل إسرائيل كاشفا أن أعضاء حزبه شرعوا في محاولة تطبيق خطته مع مطلع العام في عكا ومدن الضفة الغربية أيضا.

وقال المواطن سليمان قبطي، تقني سيارات من اللد، إن النشطاء اليهود اوضحوا انه اضافة الى الامتيازات المادية فان العرب في البلدان الأجنبية المذكورة ليسوا الأقلية القومية الوحيدة ما يسهل عليهم العيش مقارنة مع حالتهم الراهنة كأقلية قومية في إسرائيل.

وقالت الناشطة الاجتماعية مها النقيب ان هذه الخطة التي يسعون لتطبيقها اليوم تذكرها بالنكبة الفلسطينية وبطرد اقاربها الى مخيمات اللجوء في الضفة الغربية والأردن. وأضافت"رغم محاولات قادة "موليدت" استخدام كلمات "لطيفة وانسانية" لا شك أننا نقف أمام عملية تطهير عرقي يحاولون انجازها بدون خجل". وأشارت النقيب الى أن الفلسطينيين في إسرائيل هم اقلية قومية اصلانية يستمدون شرعية وجودهم من كونهم أصحاب المكان داعية اياهم الى التشبث بوطنهم فوق كل اسالب الترغيب والترهيب والنضال من اجل فضح التعامل العنصري معهم واجتراح حقوقهم المدنية والقومية.

وقال النائب عبد المالك دهامشة الذي زار مدينة اللد مؤخرا إن خطة الترانسفير الجديدة تفضح العنصرية الإسرائيلية العصرية داعيا السلطات الرسمية إلى التوقف عن التمييز ضد المواطنين العرب. وكشف دهامشة ان النائب ارييه الداد عن "موليدت" يواظب أخيرا في أحاديث داخل الكنيست على طرح مسألة "الترانسفير الطوعي" للعرب مقابل إخلاء المستوطنين من قطاع غزة الذي يتم بدوافع ديمغرافية وفق اريئيل شارون.

إلى ذلك أرسل المركز لمكافحة العنصرية الحيفاوي رسالة إلى المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية طلب فيها محاكمة قادة حزب "موليدت".

يشار الى أن حزب "موليدت" أنشأه الوزير المقتول رحبعام زئيفي عام 1984 ويقوم على مشروع الترانسفير للعرب.