الزيادة الطبيعية الفلسطينية: هل تهدد إسرائيل فعلاً؟

نقلت صحيفة " معاريف " يوم الخميس 14/4/2005 تقريرا موسعا عن مجلة "أتلانتيك" الأميركية أفاد بأن إسرائيل لن تحتفي بالذكرى المئوية لتأسيسها نتيجة التغيرات الديمغرافية في فلسطين. وأشارت معاريف الى ان "أتلانتيك" مجلة شهرية مرموقة تصدر في أميركا تأسست عام 1875 وكتب فيها أدباء وصحافيون بارزون في التاريخ الأميركي. واستنادا إلى معاريف فإن العدد الأخير من هذه المجلة الأميركية تضمن تقريرا لأحد محرريها ، بنيامين شفارتس، حلل فيه الاحتمالات الماثلة في وجه الإسرائيليين والفلسطينيين. في تقريره يقول شفارتس وهو محرر يهودي الأصل انه من المحتمل ان العداوة والنزاعات بين الجانبين أعمق من أن تكون قابلة للتسوية في المفاوضات.

وأضاف "لا اتوقع ان تعمر اسرائيل حتى المائة من عمرها لان المشروع الصهيوني لم ولن ينجح بالتغلب على العائق الديمغرافي الذي قض مضاجع أقطابه منذ أن أسسوه". واعتبر شفارتس ان الاحتياجات الوجودية للفلسطينيين ستضطر الدولة الفلسطينية المستقبلية إلى محاولة التوسع اما على حساب إسرائيل أو الأردن نتيجة الزيادة الطبيعية الكبيرة التي تفوق نظيرتها لدى الاسرائيليين. ولم يذكر التقرير كيف ستؤدي الزيادة الطبيعية الفلسطينية (3.5 بالمائة) الى حسم مصير الدولة اليهودية التي تبلغ الزيادة الطبيعية فيها 1.5 بالمائة.

وعقب الدكتور سيرجيو دي بارجولا، محاضر علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، في حديث لإذاعة الجيش على الموضوع بالإشارة الى ان التقرير يؤكد ان مستقبل الشعب اليهودي وإسرائيل غير مضمون لافتا الى ان التكاثر الطبيعي لدى الفلسطينيين في إسرائيل لوحدهم سيؤدي الى اختلال الميزان الديمغرافي في العام 2050 حيث سيعود اليهود الى نقطة الصفر اي الى كونهم اقلية، كما كانت الحال عشية النكبة. ونوه المحاضر الجامعي الى ان تقسيم البلاد ايضا لن ينقذ وضع إسرائيل بسبب حاجة الدولة الفلسطينية لـ"التوسع". واشار الى ان الدول لا تبقى بالضرورة لافتا الى دولة البابا التي زالت عام 1861 وانهيار الاتحاد السوفياتي عام 1989 واضاف "الحل الوحيد لمواجهة هذه المخاطر هو المبادرات الاقليمية الرامية الى خلق اوضاع عادية واكثر هدوءا تستطيع ان تستقطب الاستثمارات وتحول دون الهجرة اليهودية المعاكسة".

في المقابل شكك الدكتور دافيد بوزاغليس، المختص بالإحصاء وقراءة المسيرات المستقبلية، في حديث للاذاعة ذاتها بصدقية التوقعات المذكورة لافتا الى ان توقعات سلبية مشابهة قد تبخرت في الماضي ومنها فشل تلك التي توقعت قبل 50 عاما عدم استقدام المهاجرين اليهود الى البلاد. واضاف "كما ان اليهود في العالم ضاعفوا عددهم ست مرات في القرنين الاخيرين مقابل مضاعفة عدد سكان المعمورة بثلاث مرات فقط في الحقبة ذاتها". ولفت بوزاغليس الى احتمال قيام الفلسطينيين بتهديد جارات اخرى كالأردن مثلا بدلا من إسرائيل داعيا اليهود الى رفع نسبة تكاثرهم.

يشار الى ان نتائج استطلاع شامل أجراه مركز "مدار" قد افاد ان 48 بالمئة من الاسرائيليين يؤيدون قيام اسرائيل بتشجيع المواطنين العرب على الهجرة.

وقال النائب طلب الصانع ان تقرير "أتلانتيك" وكل التقارير التي تعالج ما يسمى "الخطر الديموغرافي" تنم عن مواقف فاشية وعنصرية وتهدف للتحريض على الفلسطينيين وتعزز قوة العناصر المتطرفة في اسرائيل. واضاف "القضية الأساس هي الاحتلال ونحن نتزوج ونقيم العائلات لأهداف إنسانية واجتماعية لا سياسية".