تباين المواقف الإسرائيلية في تقييم لقاء تكساس

أبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية الخلافات بين الرئيسين الأميركي والإسرائيلي حول قضايا الاستيطان ومستقبل المفاوضات مع السلطة الفلسطينية لافتة إلى ما أسمته بـ"الأصوات النشاز" التي طغت على وقائع المؤتمر الصحفي الرسمي في نهاية لقائهما.

تحت عنوان "هذا من المريخ وذاك من زحل" أشار المعلق السياسي لـ"هآرتس" الوف بن إلى الفوارق في مفاهيم بوش وشارون واوضح انه فيما يهتم الاول ببناء المؤسسات داخل السلطة كنواة للدولة المستقلة يصر الثاني على الزعم ان المشكلة تكمن برفض العرب الاعتراف بإسرائيل. ولخص بن زيارة شارون لاميركا بالقول ان شارون لم يسو اشكالية البناء في الكتل الاستيطانية الكبرى بل زاد من حدتها. واضاف "وفيما اكد بوش وعوده من نيسان 2004 فانه رفض موقف شارون الداعي لتأجيل تطبيق خارطة الطريق الى حين اجتثاث البنى التحتية الارهابية". واشارت "هآرتس" في افتتاحيتها، الاربعاء 13/4، إلى انه في تكساس تم ترسيم حدود المستوطنات مشيرة الى ان المعركة على عشرات المستوطنات القائمة شرق المجمعات الاستيطانية المركزية المسكونة بعشرات الالاف قد حسمت بما يخدم فكرة السلام والدولتين للشعبين.

وازاء توارد الأنباء الإسرائيلية حول عدم تحقيق انجازات سياسية عملية في اللقاء العاشر بين جورج بوش وبين ارييل شارون ووضع علامات السؤال حول نجاحه قام الاخير ومساعدوه بجولة توضيحات لدى الصحافيين المرافقين للوفد الصحفي المرافق لموازنة الصورة الاعلامية للزيارة. واجتهد مستشار رئيس الحكومة الاسرائيلية دوف فايسغلاس في حديث لاذاعة الجيش بالتأكيد على "نجاح" الزيارة الى واشنطن مشددا على تشجيع الرئيس الاميركي وتعزيز صلاته باسرائيل وبرئيس وزرائها.

وفي واقع الحال واستنادا الى ما يجري على الارض ومقاربة مع اللقاءات المماثلة السابقة فإن العلاقات بين اميركا و اسرائيل بنظر مراقبين عرب واسرائيليين ايضا لم تتراجع قيد انملة بعد القمة الاخيرة. ومن اجل فك "اللغز" الأميركي وفهم حقيقة الخلافات الظاهرة والمعلنة في مواقف الرئيسين تكفي الاشارة الى ما يجري على الارض من انتهاكات في بناء الحيطان وتسمين الاستيطان وعمليات خرق يومي للتهدئة . وليس افضل مما قاله ارييل شارون بنفسه تعقيبا على من فوجىء بالموقف الاميركي الحازم حيال مسالة الالتزامات الإسرائيلية بشأن الاستيطان من اجل تحاشي الوقوع بوهم تغير موقف الادارة الاميركية. ففي ختام زيارته لواشنطن رد شارون على تساؤلات حول نجاحها في ضوء تأكيدات بوش على ضرورة تجميد المستوطنات ان الولايات المتحدة طالما عارضت الاستيطان منذ اليوم الاول وان كافة حكومات اسرائيل عملت في الواقع من اجل السيطرة على مواقع اعتبرتها استراتيجية داخل الاراضي المحتلة عام 67. ونفى شارون وجود تفاوت في وجهات النظر بكل ما يتعلق بالتعامل مع السلطة الفلسطينية وضرورة وقف "الارهاب" وتفكيك قواعده قبل الشروع بالعملية التفاوضية.

وفي مقابلة مع شبكة تلفزيون فرنسية خاصة اعتبر الناطق بلسان ديوان رئيس الوزراء، آفي بازنر، ان الانتقادات التي عبر بوش عنها بشأن المستوطنات لن توقف بناء مساكن جديدة في مستوطنة معاليه ادوميم . واضاف "ان شارون اوضح ان ما نقوم به يندرج في اطار الاتفاق كما نفهمه بيننا وبين الولايات المتحدة".

ونشرت "هآرتس" أمس على لسان مصادر اسرائيلية ان موضوع المستوطنات احتل مكانا هامشيا خلال اللقاء المغلق بين بوش وشارون. واضافت "المصادر" ان الرئيس الأميركي اكتفى بتذكير نظيره الإسرائيلي بوعوده بالوفاء بتعهداته بخصوص وقف النقاط الاستيطانية العشوائية وتسمين المستعمرات.

إلى ذلك كان النائب يوسي سريد من حزب ياحد- ميرتس اليساري قد هاجم في تصريح للقناة الاسرائيلية الثانية ارييل شارون متهما اياه بالمراوغة وعدم تقديم "اي شيء" عملي للفلسطينيين رغم تفاهمات شرم الشيخ وخريطة الطريق وجهود التهدئة الفلسطينية. وجاءت اقوال سريد هذه بعد ايام قليلة من قيام "كتلة السلام" الاسرائيلية باصدار بيان اتهمت فيه وزير الاسكان يتسحاق هرتسوغ من حزب العمل بالتواطؤ مع الليكود على مواصلة تسمين المستوطنات على نحو اخطر مما فعله وزراء اليمين الذين كانوا قبله في الوزارة.

وفي حديث لـ"المشهد الاسرائيلي" كشفت النائبة اليسارية زهافا غالئون التي زارت مستعمرة معاليه ادوميم يوم الثلاثاء برفقة النائبين يولي تمير (العمل) وران كوهين (ميرتس)، ان الاحتلال شرع قبل ايام في وضع البنية التحتية لشارع ضخم يصل بين المستوطنة وبين القدس المحتلة وبشكل غير قانوني وغير شرعي استنادا الى سياسة الأمر الواقع. واضافت "شارون يواصل الكذب على الأميركيين والزائر لمستعمرة معاليه ادوميم يطلع على المسافة الواسعة بين الاقوال وبين الافعال". ولفتت غالئون الى ان ما زاد من قلقها التحضيرات التي رأتها بالامس لبناء حائط سياسي يحيط بالشرق والشمال من المستوطنة في إطار المساعي لتقطيع أوصال الضفة الغربية وتوسيع مسطح القدس المحتلة.