شارون سيبلغ بوش: إسرائيل خائبة الأمل من الرئيس محمود عباس

بدت الأوساط القريبة من رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون مطمئنة لجهة أن مسألة توسيع الاستيطان في الأراضي المحتلة لن تفسد الأجواء الاحتفالية للقائه الرئيس جورج بوش في مزرعته في ولاية تكساس اليوم، وتوقعت زيارة «ناجحة تماماً» ستؤكد حميمية العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل والاحترام الخاص الذي يكنه الرئيس بوش لشارون «على جرأته وشجاعته» في خطته لتنفيذ الانسحاب من غزة.

وركز الوسط الإعلامي في قراءته للزيارة على أن المسائل الخلافية بين الرجلين ستبقى "داخل الغرفة"، وأن أجواء طيبة وودية ستهيمن على اللقاء، مشيراً الى أن الرئيس الأميركي سيحرص على «معانقة ضيفه» على الملأ تقديراً لاجتيازه عقبات داخلية جمة في طريقه لتحصيل موافقة الكنيست على خطة الانسحاب.

وهذا ما أكده السفير الاسرائيلي لدى واشنطن داني أيالون لإذاعة الجيش الاسرائيلي أمس، موضحاً أنه تمت بلورة تفاهمات على كل المسائل التي يتناولها الاجتماع. واستدرك أن خلافاً في الرأي بين الجانبين في قضية الاستيطان قائم منذ 30 عاماً "لكننا نتعايش معه"، متوقعاً استقبالاً حاراً لرئيس الحكومة «يؤكد التزام الولايات المتحدة أمن اسرائيل وسلامتها».

ونقلت الاذاعة العبرية الرسمية عن محيط شارون أن استضافة الأخير في مزرعة الرئيس الأميركي الخاصة جاءت كلفتة طيبة تؤكد الأهمية التي توليها الإدارة الأميركية لخطة الانسحاب من غزة. وأضافت أن شارون يسعى الى الحصول على تأكيد أميركي جديد لـ"رسالة الضمانات» التي تلقاها قبل عام تماماً من الرئيس وشملت تعهدات بمنع طرح أي خطة جديدة للسلام في الشرق الأوسط غير «خريطة الطريق» الدولية، والتزاماً أميركياً بأمن الدولة العبرية وحصر عودة اللاجئين الفلسطينيين بدولة فلسطين فقط وعدم واقعية أن تؤدي مفاوضات الحل الدائم للصراع الفلسطيني - الاسرائيلي الى انسحاب اسرائيلي الى حدود العام 1967، على أن تأخذ هذه المفاوضات في الحسبان «التجمعات السكانية الاسرائيلية» في الضفة الغربية، أي الكتل الاستيطانية الكبرى.

ووفقاً لمراسل الإذاعة المعروف بمصادره الموثوقة في مكتب شارون، فإن رئيس الوزراء سيبلغ مضيفه أن اسرائيل أدت المطلوب منها وستفي كل ما تعهدت به تجاه الفلسطينيين، "بينما الفلسطينيون لم يفوا التزاماتهم"، وأن اسرائيل خائبة الأمل من الرئيس محمود عباس (أبو مازن) لعدم تنفيذ ما تعهد به في قمة شرم الشيخ قبل شهرين (وهو ما أكدته صحيفة "هآرتس" في عنوانها الرئيسي اليوم). وأضاف أن شارون يحمل معه الى الولايات المتحدة قائمة بـ"معلومات استخباراتية" عن النشاط الفلسطيني غير الكافي «لمحاربة الفصائل المسلحة». وتابع أن اللقاء سيتناول أيضاً مسألة الدعم المالي الأميركي لاسرائيل لتنفيذ خطة الانفصال، وتحديداً لتغطية كلفة نقل القواعد العسكرية من القطاع الى جنوب اسرائيل وتطوير النقب والجليل، اضافة الى الملف الايراني الذي تصر اسرائيل على إبقائه في رأس سلم اهتماماتها.

من جهته، قال المعلق السياسي لإذاعة الجيش الاسرائيلي ان الاجتماع «الذي سيبدأ بعناق حار أمام كاميرات التلفزة» لا بدّ أن يتناول أيضاً «قضايا خلافية» مثل النشاط الاستيطاني المتواصل والخطوات المقبلة في الشرق الأوسط بعد تنفيذ الانسحاب المزمع من غزة، مضيفاً ان بوش معني بمعرفة ما يخطط له شارون في ما يتعلق بتنفيذ "خريطة الطريق"، خصوصاً مسألة إقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، بينما يفضّل شارون حصر الحديث في الانسحاب وما يترتب عليه.

وكتب المعلق السياسي في صحيفة «هآرتس» ألوف بن أن الرئيس الأميركي سيطالب ضيفه بالامتناع عن توسيع الاستيطان وان يقوم فعلاً بتقديم الدعم للرئيس الفلسطيني عبر اتخاذ خطوات مثل إزالة حواجز عسكرية وتسهيل حركة الفلسطينيين. وأضاف أن معاوني شارون الذين أجروا محادثات في واشنطن لتحضير زيارته خرجوا بانطباع أن بوش سيتفادى انتقاد شارون علناً على مواصلة الاستيطان ليتجنب إحراجه والمس بالأجواء الاحتفالية التي تمت تهيئتها عشية الزيارة.

ونقل المعلق عن قريبين من شارون قولهم إن ثمة خلافاً في الرأي بين واشنطن وتل أبيب حول البناء في المستوطنات أو عدمه في هذه المرحلة، مستبعدين التوافق في هذه المسألة. وتابع أن اسرائيل تفسر رسالة الضمانات الأميركية التي شملت موافقة أميركية على ضم الكتل الاستيطانية الكبرى الى تخومها في إطار الحل الدائم على أنها تصريح لها بمواصلة البناء في المستوطنات المرشحة للضم بينما لا تقبل واشنطن بهذا التفسير «لكنها في واقع الحال لا تزال تغض الطرف عن بناء مئات الوحدات السكنية في المستوطنات الكبرى في الضفة الغربية المحاذية للخط الأخضر». وختم متوقعاً أن يكرر بوش التزاماته لشارون من العام الماضي، فيما سيتعهد شارون من جديد إزالة البؤر الاستيطانية «غير المرخصة».

وكتب كبير المعلقين في «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنياع أن شارون سيحاول إقناع الرئيس الأميركي بوجوب عزل «النظام الايراني» على خلفية المشروع النووي الايراني، وسيؤكد أن هذه المشكلة لا يمكن أن تجد حلاً لها بالحسنى. من جهته، قال المعلق السياسي في «معاريف» بن كسبيت إن شارون سيؤكد على مسمع مضيفه أهمية أن يتم تنسيق الانسحاب مع الفلسطينيين.