ملحق خاص في "هآرتس" عن العرب في الداخل: 75- 85 بالمئة من اليهود يرون أن العرب يعرضون "الدولة اليهودية" للخطر بسبب تكاثرهم ونضالهم

ملحق خاص في "هآرتس" عن العرب في الداخل: 75- 85 بالمئة من اليهود يرون أن العرب يعرضون "الدولة اليهودية" للخطر بسبب تكاثرهم ونضالهم

كتب أسعد تلحمي

يدل "مؤشر العلاقات بين اليهود والعرب" في اسرائيل، الذي نشره استاذ علم الاجتماع في جامعة حيفا البروفيسور سامي سموحة، ان المواطنين العرب (فلسطينيي العام 1948) على رغم ما يصفه بـ"اعتدال" في مواقفهم التقليدية، ازدادوا اغتراباً حيال تعامل مؤسسات الدولة العبرية معهم وازاء موقف المجتمع الاسرائيلي عموماً الذي شهد نزوحاً كبيراً نحو اليمين ويرى في عرب الداخل "عدوا من الداخل" لا يجدر التعاطي معهم بل ينبغي تقييد حرياتهم بداعي "تطرفهم" الذي انعكس في هبتهم الجماهيرية التضامنية مع الانتفاضة في مطلع تشرين الاول (اكتوبر) 2000 (احداث اكتوبر).

وبين المؤشر، الذي اعتمد لقاءات شخصية مع 700 عربي و700 يهودي، قلق المواطنين العرب من احتمال قيام الدولة العبرية بترحيلهم عن وطنهم (ترانسفير) ومخاوفهم من لجوء المواطنين اليهود الى العنف الجسدي ضدهم.

ووفقاً للارقام فإن 55 في المئة من العرب يخشون الـ"ترانسفير" و81 في المئة يخشون المساس بحقوقهم و79 في المئة قلقون من احتمال مصادرة اراض عربية و51 في المـئة من ضم منطقة المثلث ـ داخل الخط الاخضر ـ الى الدولة الفلسطينية العتيدة رغماً عن ارادة سكانها العرب و70 في المئة من تعرضهم الى العنف سواء من الدولة او من اليهود.

ورأى 75 في المئة من اليهود الذين استطلعت آراؤهم ان المواطنين العرب يعرضون الدولة العبرية الى الخطر بسبب تكاثرهم الطبيعي و76 في المئة بسبب نضالهم من اجل تغيير "الطابع اليهودي" للدولة و85 في المئة بسبب دعمهم كفاح الشعب الفلسطيني (في المناطق المحتلة عام 1967) و77 في المئة متخوفون من احتمال قيام العرب بتمرد شعبي و82 في المئة من احتمال تقديم العون للعدو.

ويدعي المؤشر حصول اعتدال في مواقف المواطنين العرب من مسائل سياسية وان 10 في المـئة منهم ينفون حق اسرائيل في الوجود مقابل 21 في المـئة عام 1976، وان 18 في المـئة يؤيدون اقامة دولة فلسطينية في حدود "فلسطين التاريخية" من العام 1947 فيما كانت نسبتهم عام 1976 نحو 59 في المئة.

من جهة ثانية، يؤكد "المؤشر" تبني اليهود مواقف أكثر تعنتاً وتطرفاً إذ قال 23 في المئة (11 في المئة عام 2001) انهم يؤيدون سلب العرب حقهم في الحياة كأقلية، وأيد 36 في المئة (27 في العام 2001) سلبهم حق التصويت للكنيست و43 في المئة رأوا وجوب ان تشجع الدولة المواطنين العرب على مغادرتها فيما أعلن 35 في المئة رفضهم اقامة علاقات صداقة مع العرب.

ويرى البروفيسور سموحة في الأرقام الواردة تأكيداً لاعتدال المواطنين العرب، مقارنة بسنوات كثيرة خلت ويرى ان البحث جاء بنتائج تشير الى أن التوجه العام في الرأي العام العربي في الداخل يقوم على الارتداع من المواجهات والصدام على خلفية قومية وهروباً من القضايا السياسية. ويدعم استنتاجه هذا بتراجع النشاطات الاجتماعية وتدني نسبة المشاركين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة الى 62 في المئة وفشل الاحزاب السياسية في الانتخابات البلدية مقابل فوز قوائم الحمائم و"تحطم" الحركة الاسلامية (الجناح الجنوبي) الذي انعكس في الانتخابات البرلمانية والبلدية.

ونشرت نتائج البحث في ملحق خاص بالمواطنين العرب يصدر للمرة الأولى عن وسيلة اعلام عبرية (صحيفة "هآرتس") تضمن تقارير ونتائج استطلاعات للرأي كثيرة تناولت مناحي الحياة المختلفة في الوسط العربي منها:

ـ متوسط الأجور للعامل اليهودي هو 42 شيكل للساعة (نحو 10 دولارات) مقابل 30 للعامل العربي (7 دولارات).

ـ فقط 17 في المئة من النساء العربيات يخرجن الى العمل مقابل 50 في المئة من النساء اليهوديات.

ـ نسبة أصحاب المهن الحرة من اليهود ضعفا النسبة لدى العرب.

ـ الصناعات المتطورة ترفض قبول العرب، وأمام خريجي الجامعات أحد خيارين: العمل في حقل التعليم أو مغادرة البلاد.

- 26 في المئة من القتلى في حوادث الطرق (في العام 2003) كانوا من العرب و54 في المـئة من الاطفال الذين قتلوا في حوادث كهذه عرب و30 في المـئة من السائقين الذين تعرضوا لحوادث طرق عرب ـ كل ذلك بسبب البنى التحتية السيئة للطرق والشوارع في البلدات العربية.

- المحاكم الاسرائيلية تصدر احكاماً قاسية ضد متهمين عرب مقارنة بيهود يحاكمون بتهم مماثلة.

- فقط 30 في المـئة من البيوت العربية مرتبطة بشبكة الانترنت.

ويتضمن الملحق تقارير مطولة عن المخططات الحكومية الجاهزة لنهب اراضي بدو النقب والجليل بهدف تهويد المنطقتين وينقل عن مسؤولين امنيين كبار اعتبارهم تشبث بدو النقب بأراضيهم نذير انتفاضة جديدة على الابواب. كما شمل حديثاً مطولاً مع مسؤولين في جهاز الامن العام (شاباك) ادعوا انهم حذروا الحكومات المتعاقبة من عواقب مواصلة سياسة التمييز ضد المواطنين العرب ووجوب وضع خطة استراتيجية تقوم على جسر الهوة والعمل على تحقيق مساواة في الحقوق مقابل مطالبة العرب بـ"الولاء للدولة". ويستذكر احدهم ملاحقة الجهاز للحزب الشيوعي الاسرائيلي ولجنة المتابعة العليا لشؤون عرب الداخل، مضيفاً ان الجهاز بات يرى في الحركة الاسلامية والتجمع الوطني الديموقراطي كمن حلا محل الحزب الشيوعي في التطرف والتحريض على إسرائيل.