توعد إسرائيلي بـ""توغل عسكري واسع" في غزة

توعدت اسرائيل الفلسطينيين في قطاع غزة بـ«توغل عسكري واسع» في حال لم تتحرك اجهزة الأمن الفلسطينية لوقف اطلاق قذائف «القسام» باتجاه بلدة سديروت جنوب اسرائيل. وسربت أوساط أمنية الى وسائل الاعلام العبرية خبر اصدار رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال موشيه يعالون في ختام لقائه أمس (الثلاثاء) أبرز قادة جيشه تعليماته الى قائد «المنطقة الوسطى» بإعداد «خطة درج» يتم استخدامها في الوقت المناسب بعد امهال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) «فرصة أخيرة» ليعمل على وقف عمليات الاطلاق.

وعلى رغم نفي أوساط قريبة من رئيس الحكومة أريئيل شارون انباء تصدرت عناوين كبرى الصحف العبرية أمس عن استعداده منح الرئيس الفلسطيني «هامش مناورة» وعدم تنفيذ توغل عسكري جديد واسع على القطاع، الا ان مصادر سياسية رحبت بدعوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الى وقف العمليات العسكرية أكدت ان تل أبيب «تكتفي» في هذه المرحلة بعمليات «موضعية» بانتظار تحرك «أبو مازن» ضد الفصائل المسلحة «لكنها لن تنتظر طويلا انما لبضعة أيام» على ما قال نائب وزير الدفاع زئيف بويم للاذاعة العبرية الرسمية امس.

وألمح بويم الى ان جيش الاحتلال قد «يضطر» لقصف احياء فلسطينية مأهولة «كي يفهم الناس هناك ما لا يفهمونه الآن». وأضاف مستدركاً ان جهات معينة تقترح مثل هذا «الحل» المتمثل بتحديد أهداف معينة مأهولة بالسكان وقصفها بالمدفعية. وقال ان تجربة الماضي أكدت ان عمليات توغل واسعة في القطاع جاءت بنتائج جيدة «لكن هذا الاسلوب وقصف مدنيين ليسا من سماتنا». وتابع ان اسرائيل تأخذ في الاعتبار معايير سياسية وتريد منح «أبو مازن» بضعة أيام «وينبغي على المدنيين الفلسطينيين والولايات المتحدة وأوروبا ممارسة ضغوط على رئيس السلطة الفلسطينية».

وقال وزير البنى التحتية الجديد بنيامين بن اليعيزر ان يد الجيش طليقة لكن أي عملية عسكرية مهما يبلغ نجاحها لن توقف اطلاق «القسام» بشكل مطلق. وأضاف: «لقد استنفد الجيش قدراته ولا يوجد ما نفعله أكثر وينبغي العمل على تسريع عملية الانسحاب من قطاع غزة».

وبثت وسائل الاعلام العبرية الانطباع بأن اسرائيل أصبحت مرجلاً يهدد بحرق الفلسطينيين. ونقلت كبرى صحفها وعلى صدر صفحاتها الاولى رسائل خصها بها اطفال في الثامنة من عمرهم، ناشدوا الحكومة القيام بكل شيء يضمن أمنهم. وساهمت كتاباتهم في اذكاء المشاعر ليطلق رئيس بلدية سديروت دعوة صريحة الى تدمير بيت حانون، مهاجماً الحكومة على عجزها عن وقف سقوط «القسام». وعم البلدة اضراب شامل واعلان حداد على مقتل سبعة من سكانها (في عملية كارني) وقام الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف بزيارتها تضامناً.

لكن المعلق البارز في صحيفة «معاريف» بن كاسبيت رأى وجوب إقرار اسرائيل بأن لا حل متوافراً لديها لمنع سقوط «القسام» على رغم ان جيشها لم يترك شيئاً لم يجربه في حربه المستمرة على الفلسطينيين. وكتب: «يجب الاعتراف بشجاعة ان الجيش لا يملك الحل. صحيح انه يمكن احتلال غزة مع عشرات الاسرائيليين القتلى... ان ننفذ الزخم السياسي ونطرح خطة الانفصال جانباً ونعود الى الركود الاقتصادي ونفقد الأمل ثم نعود لنزحف الى الوراء وننسحب... يمكن أيضاً عزل بيت حانون وبيت لاهيا عن العالم... لكن كل هذه الوسائل تحتاج وقتاً كبيراً وصبراً طويلاً والأجدر ان لا تقوم اسرائيل بكسر كل المواعين».

(من أسعد تلحمي)