أوفير بينيس لـ"المشهد": الشراكة الجديدة مع "الليكود" مختلفة

من وديع عواودة:

أعرب النائب عن حزب "العمل"، أوفير بينيس، الذي أسندت اليه حقيبة وزارة الداخلية في الحكومة الاسرائيلية هذا الاسبوع عن ثقته بأن حزبه يوشك على استعادة روحه ومكانته التاريخية نحو تسلم مقاليد الحكم مجددا في اسرائيل. بينيس المعروف بكونه لاعبا رياضيا ولاعبا ماهرا في الحلبة السياسية على حد سواء فاز بالمكان الأول في الانتخابات الداخلية في "العمل" قبل نحو الاسبوعين لتحديد هوية مندوبيه في حكومة التكتل القومي. وفيما أشار البعض الى قدراته القيادية كسبب لنجاحه أشار الاخرون الى أن تناطح الرؤوس الكبيرة قد جاء في صالحه. بينيس، الذي لم يتعد الخامسة والاربعين من عمره، يبدي الكثير من الطموح والتفاؤل بيد انه يمتلك ما يكفيه من مهارات العمل الجماهيري واجادة التحدث بلباقة ودبلوماسية السياسة فيبعث الامل في أحاديثه من جهة ليسارع الى خفض مستوى التوقعات وابداء التحفظات من جهة اخرى. ويقول بينيس انه يواصل حتى اليوم اجراء لقاءات كثيرة ومكثفة مع جهات اسرائيلية مختلفة في اطار مساعيه لبلورة السياسة العامة التي سينتهجها مع تسلمه وزارة الداخلية.

حول شخصية النجم العمالي الصاعد، رأيه بحزبه وقراءته للشراكة الجديدة مع الليكود مقارنة مع تجارب سابقة اضافة الى نظرته المستقبلية للصراع مع الفلسطينيين وتوصيفاته لكل من اريئيل شارون ومحمود عباس ونقاط اخرى تحدث "المشهد الاسرائيلي" اليه يوم الإثنين الأخير (10/1/2005).

*سؤال: لماذا اخترت حقيبة الداخلية دون سواها؟

- بعد انتخابي في المكان الاول في انتخابات حزب العمل اخترت الوزارة الاهم من تلك المعروضة علينا واحترمت بذلك ارادة الناخبين.

* ولكن الوزارات التي حظي بها العمل ليست مهمة قياسا بالاخرى فلماذا لم تصروا على المطالبة بالمزيد طالما أن اريئيل شارون بحاجة للائتلاف معكم؟

- لم ننضم للحكومة الوحدوية من أجل الفوز بالحقائب بل من اجل الخروج من غزة ولا تنسى اننا انضممنا الى حكومة قائمة والوزارات الهامة مشغولة فلذلك لم يكن من السهل الحصول على وزارات افضل كمًّا وجودة.

* لماذا حصلت برأيك على المرتبة الاولى داخل حزبك فيما حاز قادة مخضرمون على مراتب متأخرة؟ وهل ترى بانتخابك هذا بداية مرحلة جديدة بالنسبة لك في الطريق نحو القمة؟

- لا اعرف. التعليقات السياسية والاعلامية في اسرائيل غداة الانتخابات قالت ذلك. من جهتي عاهدت نفسي ان اكون بمستوى المسؤولية الكبرى التي انيطت بي وأن امارس صلاحياتي كاملة سيما وان عمر هذه الحكومة لن يتعدى العام الواحد. ارجو ان انجح بادارة هذه الوزارة على اتم وجه.

* وما هي المواضيع الساخنة التي ستوليها عناية فائقة من خلال وزارة الداخلية؟

- هناك مواضيع ساخنة كثيرة وحاليا انا اواصل لقاءاتي مع جهات مختلفة في اسرائيل للتعرف على حقيقة ما يجري على الارض نحو بلورة سياسة عامة سيكون بوسعي عرضها والدفاع عنها. ولا شك انني سأعنى بمواضيع مهمة كالسلطات المحلية والتخطيط خاصة في اللجان اللوائية الى جانب مكانة المرأة والمواطنة والتوجهات المدنية كما سأهتم بتحسين اداء الوزارة مثلما سأبحث عن مواضيع يمكن تحسينها وخدمتها في غضون عام او عام وبضعة شهور.

* وهل هذا يعني انك ستواصل التوجهات الليبرالية التي ميزت سابقك في الوزارة ابراهام بوراز؟

- بالطبع . لا سبب يحول دون ذلك.

* هل هذا يعني ان قانون المواطنة الخاص بلم الشمل لالاف المواطنين الفلسطينيين سيشهد تغييرا عما قريب؟

- ادرك ان سريان القانون المذكور يوشك على الانتهاء . بالتأكيد سيحظى هذا الموضوع باهتمامي ولكن البت به ليس ضمن صلاحيات حصرية لوزير الداخلية فقط إنما بمشاركة وزير القضاء ورئيس الحكومة ولا تنسى انني صوت ضد مشروع قانون المواطنة في حينه.

* وهل يمكن الاستنتاج اذن بانك لن تمدد صلاحيته؟

- دعنا لا نخوض بالمستقبل منذ الان.

* رغم الاجواء الاحتفالية التي شهدها حزب العمل عشية انضمامه لحكومة الليكود رأى الكثيرون من المراقبين ان حزبكم لا يزال متخبطًا في ازمة مزمنة تتعلق بطريقه السياسي وبقيادته، فماذا تقول؟

- أنا لست شريكا لهذا التوصيف لان حزب العمل بدأ يتعافى من ازمته التي استفحلت فيه في اعقاب استقالة ايهود باراك في العام 2001 وعما قريب سيستعيد "العمل" روحه ومكانته التاريخية كحزب قائد وحاكم وذلك بفعل انتقال المقود الى قيادة شابة اضافة الى انتصار طريق السلام التي نادينا بها كل الوقت وقام اريئيل شارون بتبنيها كما ينعكس في خطته بالانسحاب من قطاع غزة. واذا توفر الشريك في الجانب الاخر من الممكن ان تتم تسوية الصراع وفق رؤية حزب العمل في الواقع. كذلك في المجال الاقتصادي- الاجتماعي بدأ المجتمع الاسرائيلي يدرك ان بوسع "العمل" ان يعرض الكثير من الافكار والبرامج فإذا احسنا السير في الطريق السليم فهناك احتمال جيد لعودتنا للسلطة.

* بماذا ستختلف حكومة التكتل القومي مع الليكود مقارنة مع حكومة الشراكة السابقة في العام 2002 التي انهارت بعد ان استغلكم اريئيل شارون غطاء لحكومته ولسياساته في الحقلين السياسي والاقتصادي؟

- ستختلف الحكومة الجديدة لان اريئيل شارون بات مختلفا بعد اتخاذه قرارا بالانسحاب من غزة. آمل ان تنجز شراكتنا الجديدة مع الليكود تقدما في المسيرة السلمية المتعطلة وهذا منوط بشارون وبالعالم وبالجانب الفلسطيني ايضا.

* هل انت متفائل بانجاز تقدم دراماتيكي في العلاقات مع الفلسطينيين في المرحلة المقبلة ولماذا؟

- نعم سيما بعد انتخاب محمود عباس، فهو بنظري قائد جدي وجدير أثبت شجاعة كبيرة من خلال البحث عن طريقة لخدمة المصلحة الفلسطينية العليا ولكن بدون عنف. نعم هناك احتمال لاختراق الوضع الراهن سيما اذا فاز المعسكر المؤيد للتسوية في الانتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني. انا انسان متفائل ومقتنع بامكانية التوصل الى اتفاق ولم افقد املي بذلك ولو مرة واحدة ولا زلت اؤمن ان السلام مع الفلسطينيين عند انجازه سيكون دافئا بيننا. من جهتي ابارك لابو مازن فوزه واتمنى له التوفيق في قيادة شعبه نحو تحقيق اهدافه ونحن من جهتنا في حزب العمل سنؤثر اكثر هذه المرة من داخل الائتلاف الحكومي.

* وبالنسبة للمواطنين العرب في اسرائيل هل ستساهم من خلال وزارتك في مساواتهم الفعلية وسيكون لديهم ما يبرر تفاؤلهم من تسلمك الداخلية؟

- بالتأكيد لهم سبب وجيه للتفاؤل. ومن يعرفني يستطيع التأكيد على ذلك بسبب حساسيتي لموضوع المساواة. ولكنني لست ساحرا بالطبع والقضية هذه ليست مسألة بسيطة. غير انني اقول بالتأكيد انا مهتم جدا في انجاز المساواة لكافة المجتمع في اسرائيل وسبق أن اجتمعت مع قيادات في الوسط العربي وتلقيت التبريكات من جانبهم.

يشار الى ان اوفير بينيس، عضو لجنة المراقبة في الكنيست، هو ليس بوجه جديد بل شخصية مألوفة في المشهد السياسي الاسرائيلي العام بفضل الطاقة والحيوية الكبيرتين اللتين يتمتع بهما، فهو نائب مواظب ونشيط ومفوه وقد سبق أن دعا اريئيل شارون الى تقديم استقالته بعد الكشف عن تورط ابنائه في قضايا فساد مطلع العام المنصرم وهو محسوب على معسكر قليل العدد من النواب الاسرائيليين من ذوي الايدي النظيفة ومكافحتهم لكافة اشكال الفساد. ومما عزز "سحر الشخصية" لديه مؤخرا مشاركته لاعبا بارزا في فريق لكرة اليد في صفوف نادي فريق "ريشون لتسيون " ضمن الدرجة الاولى.