شارون: يد الجيش طليقة في قطاع غزة

نفى رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون بشدة ادعاءات نواب اليمين في لجنة الخارجية والأمن البرلمانية وقادة المستوطنين بأنه يكبل يد جيش الاحتلال في قطاع غزة في رد على الاطلاق المتواصل لقذائف الهاون الفلسطينية، على مستوطنات القطاع وبلدات جنوب اسرائيل واعتبرها محض افتراء وكذب، مؤكداً ان «يد الجيش طليقة» وان تعليماته لقادة الجيش تقضي باستخدام كل الوسائل لوقف اطلاق القذائف وضرب مصادر النيران.

وأضاف انه في حال تواصل اطلاق القذائف خلال عملية اخلاء المستوطنات في القطاع، صيف العام المقبل فإن الجيش سيرد بقسوة، و«توافرت لدينا معلومات عن حيازة الفلسطينيين صواريخ ارض - جو محمولة على الكتف»، مكرراً ان الانسحاب لن يتم تحت وقع النار، وقال: «أوضحنا للفلسطينيين على نحو لا يقبل التأويل انه في حال ظلت الأوضاع على ما هي عليه فلن يكون أي فصل ولن ننتقل الى خريطة الطريق»، مضيفاً ان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تبلغا هما أيضاً بهذا الموقف.

وقالت مصادر صحافية ان شارون اشتاط غضباً في جلسة اللجنة أمس حين سمع النواب يتحدثون عن عجز الجيش في مواجهة قذائف الهاون وادعاء نواب اليمين المتطرف انه معني بأن يسقط المزيد منها لإرغام المستوطنين على المغادرة هرباً. وقال انه ليس هناك أي قيود على نشاطات الجيش في القطاع وأن «انشغال المستوى السياسي في هذه القضايا خطير للغاية». ورداً على سؤال أحد النواب حول مؤتمر لندن قال شارون ان هذا المؤتمر سيبحث في قضايا داخلية في السلطة الفلسطينية و«لذا لا حاجة لمشاركة اسرائيلية فيه».

وقال رئيس قسم العمليات في رئاسة الاركان الجنرال غادي شماني امام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست ان «الجيش يملك وسائل عديدة للرد قد تصل الى اعادة احتلال قطاع غزة».

من جهته، قال مسؤول كبير في شعبة الاستخبارات العسكرية ان الجيش سيعرف كيف يوفر رداً على اطلاق قذائف الهاون لكن ضباطاً كباراً في الجيش استبعدوا القيام بعملية عسكرية واسعة في القطاع، خصوصاً عشية الانتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية. ونقلت الصحف عن أحدهم قوله ان قيادة الجيش أقامت «طاقم توجيه» خاصاً كلف ايجاد «حلول ذكية ناجعة وبسيطة» لمشكلة القذائف تضمن ردعاً لهذا التهديد لكن من دون ان يوسع الجيش نطاق عملياته على غرار ما فعل في الماضي.

وعلى ذكر الانتخابات أفاد مسؤول الاستخبارات العسكرية ان ثمة «ارتفاعاً دراماتيكياً» في تأييد حركة «فتح» في المناطق الفلسطينية المحتلة وانها تبلغ اليوم نسبة 40 في المئة بعد ان سجلت في الماضي 23 في المئة فقط.

على صلة اعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم التصريحات التي اطلقها رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، السبت الماضي مع اطلاق حملته الانتخابية غير مشجعة ولا تبشر بالخير «بل هي خطيرة في وقت نرى ان ثمة أملاً بالسلام أخذ يلوح في الأفق في المنطقة». وأضاف في حديث اذاعي أمس انه كان يأمل بأن يغير «أبو مازن» اتجاهه ويتصرف بمزيد من الواقعية، مندداً بتأكيده التمسك بإرث عرفات «ونحن نعتبر هذا الإرث ارهاباً».

الى ذلك، أفادت صحيفة «هآرتس» أمس ان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز اقترح على نظيره المصري حسن طنطاوي اقامة مكاتب تنسيق مشتركة على الحدود بين مصر والقطاع (محور فيلادلفي) تكون مهمتها توفير رد سريع على أحداث تقع في المنطقة. وأضافت ان المسؤولين تباحثا، هاتفياً في مسألة نشر قوات حرس حدود مصرية على طول الحدود «لمحاربة تهريب الأسلحة من سيناء الى رفح عبر الاتفاق». وزادت ان موفاز وعد بتزويد نظيره المصري خطياً بنتائج التحقيق في مقتل ثلاثة من أفراد الشرطة المصرية بنيران الجيش الاسرائيلي في «محور فيلادلفي»، الشهر الماضي. (من أسعد تلحمي)