النائبة زهافا جلؤون لـ"المشهد الإسرائيلي": لا تتسرعوا في "نعي اليسار الإسرائيلي"

كتب فراس خطيب:

إنضمام حزب العمل الى حكومة "وحدة وطنية" برئاسة أريئيل شارون، الذي بات وشيكًا، يخلق تساؤلات عديدة في كل ما يتعلق بالواقع السياسي الاسرائيلي. فبعد ما برزت معارضة "مركز الليكود" لمثل هذه الخطوة، نراه اليوم يصوت الى جانبها بأغلبية ساحقة، وبهذا يسجل شارون انتصاراً آخر على المتمردين داخل حزبه. ويعود هذا حسب التحليلات السياسية الاسرائيلية الى أن أعضاء الليكود شعروا ان معارضتهم لرئيس الحكومة ستقودهم الى انتخابات مبكرة وهذا ليس لصالحهم، لذا قاموا بتأييد شارون في خطواته على الرغم من أن الكثيرين منهم ضد خطة الانفصال عن غزة.

هل ستأتي حكومة الوحدة الوطنية بجديد؟ أين اليسار الاسرائيلي المعارض؟ وما هي خططه المستقبلية؟ وهل يوجد تفكير بمرحلة ما بعد شارون؟.. حول ذلك كان لنا هذا اللقاء مع عضو الكنيست زهافا جلؤون، من حزب ميرتس- ياحد، وهي رئيسة كتلته البرلمانية.

(*)"المشهد الاسرائيلي": ماذا تقولين عن حكومة وحدة وطنية؟

- انا لست متلهفة من حكومة وحدة وطنية، اذا كان حزب العمل يريد تأييد خطة الانسحاب من غزة فهو يستطيع أن يدعم هذه الخطة من خارج الحكومة، كما نفعل نحن اليوم. وهو ليس مجبرًا على الإنضمام الى الحكومة، كما فعلنا نحن أيضًا بالضبط.

(*) يبدو أن حزب العمل سيصبح جزءًا من حكومة شارون وانتم ستظلون الحزب اليساري المعارض الوحيد. حزب شينوي هو الاقرب عليكم. كيف سيكون التعاون بينكما؟

- نحن في المعارضة، والمعارضة هي يسارية، لكن حزب "شينوي" لا يعّرف نفسه انه حزب يساري انما حزب في المركز. نحن ملتزمون بالمضي قدمًا من أجل التوصل الى تسوية نهائية ترضي الطرفين هذا بالاضافة الى دورنا في الحفاظ على حقوق الانسان. بالنسبة لحزب "شينوي" فهو غير مهتم في مثل هذه القيم، كل ما يهم حزب شينوي اليوم هو "كراهية الحريديم". انا لست متأكدة من انه سيكون هناك تعاون بيننا وبينه وأشك أن تكون علاقات أيضاً.

(*) اليسار الاسرائيلي الذي انتم جزء منه يعاني الويلات ولا بصيص من الأمل بعودته فعالاً على ارض الواقع، هناك شعور ان نشاطاتكم توقفت. ماذا تقولين؟

- اقترح عدم الغاء اليسار الاسرائيلي بهذه السرعة عن الخارطة السياسية. انا اعترف اننا تلقينا ضربة قاسية في الانتخابات الاخيرة ولكن هذا لا يعني اننا انتهينا. ثمة الكثير من العوامل التي لا تلعب لصالحنا وهذا صحيح. الحكومة عرضت خطة الانسحاب من غزة وهناك تجاوب من قبل الشعب الاسرائيلي لهذه الخطة. والاعلام الاسرائيلي أيضا تجاوب. الشعب الاسرائيلي والاعلام الاسرائيلي يفضلان الذهاب من وراء هذه الخطط المعروضة مثل انسحاب احادي الجانب، اخلاء احادي الجانب. واليوم وفي ظل هذه الاوضاع التي تتحدث عن إئتلاف حكومي بين الليكود وبين العمل حزب مثل ميرتس يهمش من ناحية الجمهور. ولكن نحن حزب يؤمن بطريقه، نحن نؤمن بأن اتفاقية جنيف هي الحل. لن ينتهي دور اليسار في اسرائيل وستكون لنا الكثير من الاعمال في المستقبل.

(*) كيف ستعودون وانتم تؤيدون حكومة شارون؟

- نحن لم نؤيد شارون انما دعمنا خطة الحكومة في كل ما يتعلق بالانسحاب من غزة، نحن فضّلنا أن تكون هذه الخطة للمفاوضات مع الفلسطينيين ولكن هذا لم يكن واردًا. بدورنا أيدنا هذه الخطة وسنقف من أجل تطبيقها، لأننا كما نعرف شارون فمن الممكن أن يلغي كل هذه الخطة في اللحظة الاخيرة، إنظر الى هذه الفترة تحديداً ففي الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة عن الانسحاب هناك محاولات اغتيال في غزة والقطاع، ودورنا في هذه المرحلة هو التصدي لمثل هذه الممارسات. نحن نؤيد خطة فك الارتباط ولكنا لسنا داعمين لرئيس الحكومة. وخطة الارتباط من ناحيتنا هي بداية الطريق فقط.

(*) ما رأيك بعودة باراك إلى السياسة؟

- لدي الكثير من الانتقادات على باراك، ولكني لست شريكة فيما يتعلق بعودته وانا لست مصوتة في حزب العمل. ولكن من ناحية ثانية لا بد من الاشارة الى أن ايهود باراك اثبت انه يملك القدرة على اتخاذ قرارات صعبة، فهو الذي سحب الجيش من جنوب لبنان. انا اعتقد ان باراك مرشح لا يقل قدرة عن غيره.

(*) لو اقترح شارون عليكم الانضمام الى الحكومة هل ستقبلون؟

- هذا مرفوض بالنسبة لنا جملة وتفصيلا، هذه حكومة سيئة من ناحية سياسية ومن ناحية اقتصادية. نحن فعلا ندعم الحكومة في الخطوات التي من الممكن أن تفيد الحل النهائي وقضية الانسحاب من غزة هي خطوة حكيمة. ولكن نحن نتمعن جيدا في كل خطوة تتخذها هذه الحكومة.

(*) هل تؤمنين بأن شارون يفتح صفحة جديدة بعد عرفات؟

- شارون قالها في كل الوقت انه لا يريد التحدث الى عرفات لان الأخير يدعم الارهاب. هذا ما أراده شارون منذ البداية ولكن الوضع اليوم اختلف تماماً. انا لا احقق في نوايا شارون، انا لا اعرف اذا كانت توقعاتي صادقة أو لا ، أنا امتحن شارون عن طريق الخطوات التي يتخذها ليس أكثر. انا اعتقد انه يجب بذل الجهد من اجل تقوية المعتدلين داخل اراضي السلطة الوطنية، من اجل الا تكون فوضى. شارون مجبر على سحب الجيش من غزة والتفاوض مع الفلسطينيين. يجب على شارون أن يدعو ابو مازن اذا تم انتخابه وبدء التفاوض.

(*) وفي حالة انتخابات قريبة؟

- لا أتوقع ان تكون هناك انتخابات قريبة لان غالبية أعضاء الكنيست يعرفون انه في حالة انتخابات في هذه الايام فإن نصفهم لن ينتخب. انا مقتنعة بان شارون سيقيم حكومة وحدة وطنية مع "يهدوت هتوراة" ومع حزب العمل وربما مع "شاس"، لست متأكدة ان شاس ستنضم الى الحكومة. واذا كانت هناك انتخابات فإن شارون سيحظى بتأييد من الجمهور للأسف.