فلسطينيو 48 يشددون على أهمية القيادة الجماعية وتفويت الفرصة على "الوسواس الخناس الاسرائيلي"

من وديع عواودة:

لف الحزن فلسطينيي 48 على رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي أجمعوا على اعتباره قائدا ورمزا لحركة تحرر شعبهم، وتجسيدا لروايته بآلامها وآمالها. وقد استبدلت الاستعدادات للاحتفال بالعيد بمراسم اعلان الحداد وتنظيم المسيرات الجنائزية فيما تعالت اصوات الآذان واجراس الكنائس في مدنهم وقراهم. وفي أحاديث أجراها "المشهد الاسرائيلي" مع قادة أبرز الأحزاب والتيارات السياسية جرى الإعراب عن مبلغ الفقدان والتوكيد على ضرورة النهوض بأعباء المرحلة القادمة من خلال الوحدة الوطنية والقيادة الجماعية.

وكانت سكرتارية لجنة المتابعة العليا لشؤون فلسطينيي 48 قد التأمت يوم 11/11 وبعد التداول وكلمات الرثاء اصدرت بينا جاء فيه "في اعقاب الاعلان الرسمي عن وفاة القائد الفلسطيني الرمز ياسر عرفات، صباح يوم الخميس (04/11/11)، عقدت سكرتارية لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في اسرائيل اجتماعاً طارئاً وخاصاً لها ظهر اليوم نفسه في مكاتب اللجنة في الناصرة، كجلسة تأْبين ووفاء حيث وقف الحضور في بداية الاجتماع دقيقة صمت حداداً على رحيل القائد الرمز، واُلقيت كلمات تأبينية قصيرة ومن مختلف قيادات الحركات والاحزاب السياسية التي تمثل الجماهير الفلسطينية في اسرائيل والتي تشكل أحد اضلاع المثلث الفلسطيني..". وتابع البيان "لقد أكد رئيس اللجنة المهندس شوقي خطيب، وجميع المتحدثين، ان عرفات ليس مجرد شخص عادي، وليس مجرد قائد عابر، وان وفاته ليست مجرد حدث، وانطلاقاً من انتمائنا القومي والتاريخي والثقافي والوجداني للشعب الفلسطيني، فإنه من الطبيعي بل ومن الضروري ان تفي جماهيرنا العربية الفلسطينية في البلاد لهذا القائد الرمز حقه في الاحترام والتقدير، لِما جسّده من إصرار فلسطيني في مواجهة اعتى التحديات الوجودية، ومن أجل حقوقه الوطنية العادلة..".

وبعد ان نعت لجنة المتابعة العليا قائد الشعب الفلسطيني ومؤسس حركته الوطنية ياسر عرفات، قررت بالاجماع ما يلي:

· اعلان الحداد الوطني العام في مختلف تجمعات الجماهير العربية في اسرائيل، لمدة ثلاثة ايام، يشمل اغلاق المؤسسات في اليوم الاول للحداد، الجمعة (04/11/12) ورفع الاعلام السوداء، واقتصار طقوس عيد الفطر على الشعائر الدينية فقط..

· المشاركة في الجنازة المركزية للرئيس الراحل عرفات، بعد ظهر يوم الجمعة في رام الله..

· تنظيم مسيرة جنائزية رمزية قطرية وموحدة ، يوم السبت (04/11/13) في الناصرة، حيث تنطلق في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً (12:00) من ساحة العين في المدينة...

· دعوة المدارس العربية لتخصيص ساعات دراسية تثقيفية حول مسيرة وشخصية ياسر عرفات: القائد والقضية..

ودعت سكرتارية لجنة المتابعة العليا الشعب الفلسطيني وقياداته الوطنية لليقظة والحذر، وتعزيز الوحدة الوطنية في هذا المنعطف الحاد من مسيرة الشعب الفلسطيني، والتحلي بأقصى مسؤولية في مواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بهذا الشعب وبحقوقه وحتى بوجوده...

ونددت اللجنة بشدة بتصريحات ومواقف واقوال معظم الساسة الاسرائيليين في هذا الصدد، حيث عبَّروا بشكل بهيمي عن حقيقة العقلية العنصرية والعدائية التي تحركهم. كما تجلّى ذلك ايضاً في تعامل وسائل الاعلام الاسرائيلية العبرية مع قضية مرض ووفاة الرئيس عرفات، دون خجل او وجل، مما كشف عن حقيقة " الثقافة" اللاحضارية في تعاملهم مع الاخرين، وعدم احترام رموز وقيادات الشعوب الاخرى.

في حديث لـ"المشهد الاسرائيلي" حمل النائب محمد بركة اسرائيل مسؤولية التدهور في صحة الرئيس عرفات ووفاته مؤكدا انها لا تستطيع ان تغسل يديها من دم هذا الصديق داعيا خلفاءه في القيادة الفلسطينية الى الالتزام بالميراث السياسي للقائد الذي استنهض الشعب الفلسطيني من حطام النكبة نحو افق المقاومة وبناء الدولة المستقلة. ولفت بركة الى حكمة عرفات التي مكنته من تجاوز محاولات الاحتواء والالغاء والى انه عرف كيف يحمل البندقية وغصن الزيتون بنفس الآن. واضاف "عرفات لم يمت لانه وقف خلف قضية حية". وهاجم بركة الاوساط السياسية والاعلامية الاسرائيلية التي تبنت خطابا بهيميا ينضح بالشماتة والتشفي واضاف "ان التصريح الحقير لوزير القضاء الاسرائيلي يؤكد انه ليس بمقدورنا ان نتوقع من هؤلاء الارتقاء الى مستوى الانسانية المتحضرة لان سياستهم تقوم على القتل والاحتلال". اما رئيس اللجنة العليا لمتابعة شؤون فلسطينيي 48 ، المهندس شوقي خطيب، فقد اثنى، في حديث لـ"المشهد الاسرائيلي"، على القيادة الفلسطينية التي ابدت موقفا وحدويا مسؤولا يليق بالشعب الفلسطيني العظيم وفوتت الفرصة على "الوسواس الخناس الاسرائيلي-الامريكي" الذي يكرس جهودا كبيرة لزرع البلبلة والفتنة . واضاف "هذا لا يعني اننا غير قلقين من وقوع مؤمرات وضغوطات على الجماهير والقيادة الفلسطينية التي نرجو لها السيرعلى خطى القائد والقضية والرمز".

النائب جمال زحالقة اكد من جانبه ان الرثاء والوفاء الحقيقيين لعرفات يعنيان التزام قادة شعبنا بالنقاط التي وضعها ابو عمار على الحروف وبالخطوط التي رسمها ولا يجوز لاحد تجاوزها. واضاف " ندعو اشقاءنا في الاراضي المحتلة عام 67 بتعزيز نهج القيادة الجماعية والنهج الديموقراطي". اما النائب واصل طه فقد في اكد في حديث معه على سلامة القرار بدفن ابو عمار في المقاطعة لما يحمله المكان من دلالات رمزية ابرزها استمرارية الكفاح حتى كنس الاحتلال لافتا الى خطورة دفن جثمانه في رحاب الاقصى طالما انه يخضع للاحتلال الاسرائيلي. واضاف "سيأتي يوم علينا ننقل فيه رفات عرفات الى القدس الشريف كما فعل الاخوة الجزائريون مع رفات عبد القادر الجزائري الذي نقل من دمشق الى مسقط رأسه بعد عقود طويلة".

في حديثه لـ"المشهد الاسرائيلي" اكد الشيخ كمال خطيب، نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني، ان الحدث جلل لكون الرئيس عرفات رجلا غير عادي مشيرا الى وجود مخاوف في القلب من المستقبل ومن الزام الفلسطينيين بما هو دون حقوقهم المشروعة بعد وفاة عرفات. وشدد الشيخ خطيب على ضرورة القيام بالواجب الوطني والديني تجاه الفقيد وافشال مخططات اسرائيل في سلخ فلسطينيي 48 عن سائر شعبهم.

الى ذلك باشرت حركة "ابناء البلد" في اقامة خيمة عزاء كبيرة على مداخل مدينة ام الفحم فيما اعلنت اللجنة العليا لمتابعة شؤون فلسطينيي 48 عن الحداد ثلاثة ايام وتسييير مسيرة جنائزية كبرى يوم السبت في مدينة الناصرة، كما ذكرنا سابقًا. وعلم "المشهد الاسرائيلي" ان اتصالات تجري بين نواب عرب وبين القيادة الفلسطينية في رام الله من اجل مشاركة مندوب عنهم في الوفد الفلسطيني الى القاهرة للمساهمة في الترتيبات الخاصة بحفل الوداع الرسمي.