عشية زيارة أريئيل شارون الأمريكية: النقاط الخمس في رسالة بوش!

في خبر رئيسي احتل عرض صفحتها الأولى قالت صحيفة "هآرتس"، اليوم الاحد، على لسان معلقها السياسي ألوف بن ان اللقاء الذي سيتم بين رئيس حكومة اسرائيل، اريئيل شارون، والرئيس الامريكي جورج بوش، يوم الاربعاء المقبل، سيعقد في الجناح السكني في البيت الابيض "للتأكيد على مدى الصداقة بين الرجلين وعلى مدى تأييد بوش لشارون"، بحسب الصحيفة.

وسيتوجه شارون مساء غد، الاثنين، الى واشنطن في زيارة إلى الولايات المتحدة وصفت بأنها "مصيرية" بالنسبة لمستقبله الساسي. وسيتمحور اللقاء مع بوش حول التأييد الامريكي لخطة "فك الارتباط"ن وهو التأييد الذي يعوّل عليه شارون كثيرًا من أجل: 1- حصول الخطة المذكورة على الأغلبية المطلوبة في الاستفتاء الذي سيجري عليها بين المنتسبين لحزب "الليكود". و2- تشكيل ضغط ما يحول دون اتخاذ المستشار القضائي للحكومة، ميني مزوز، قرارًا بتقديم شارون إلى المحاكمة بتهمة الارتشاء والفساد، حسبما سبق للمدعية العامة، عيدنا أربيل، أن اوصت. كذلك سيتبادل الجانبان الاسرائيلي والأمريكي، حسب الصحيفة، رسائل تتضمن تفاصيل الخطة والمقابل الذي ستمنحه الولايات المتحدة لاسرائيل مقابل تنفيذ "فك الارتباط". وفي هذا السياق، توجه، امس السبت، الى واشنطن طاقم من موظفي ديوان رئيس الحكومة الاسرائيلي بهدف انهاء صياغة البيانات التي ستصدر عن الجانبين قبيل وصل شارون الى العاصمة الامريكية.

وسيلتقي طاقم الموظفين الاسرائيلي، الذي يضم مدير ديوان شارون، دوف فايسغلاس، ومستشاره لشؤون الامن القومي الاسرائيلي، غيورا ايلاند، والمستشار السياسي، شالوم ترجمان، مع طاقم امريكي يرأسه نائب مستشارة الامن القومي الامريكي، ستيف هادلي.

وستتضمن رسالة شارون الى بوش، بحسب الصحيفة، التزام شارون بطرح خطة "فك الارتباط" على الحكومة الاسرائيلية والكنيست للمصادقة عليها. وتشمل الخطة اخلاء كافة المستوطنات والجيش الاسرائيلي من قطاع غزة، باستثناء شريط "فيلادلفي" الحدودي بين القطاع ومصر، واخلاء اربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية. وسيعرب شارون في رسالته الى بوش عن التزامه بخطة "خارطة الطريق" وبـ"رؤيا بوش" بخصوص قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.

وقالت "هآرتس" ان رسالة بوش ستتضمن خمس نقاط هي:

(*) تكرار التزام الولايات المتحدة حيال أمن اسرائيل والحفاظ على جودة تفوقها العسكري؛

(*) التعبير عن الالتزام بـ"خارطة الطريق" ومنع طرح خطط اخرى؛

(*) الاعتراف بحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، و"العمل ضد الارهاب في المناطق التي سيتم اخلاؤها، اذا اقتضت الحاجة"؛

(*) الاعلان عن ان اسرائيل لن تطالب في المستقبل بالانسحاب الى خطوط الهدنة للعام 1949 ("الخط الاخضر") في الضفة الغربية ( ما يعرف ايضًا بحدود حزيران 1967) وان يأخذ ترسيم الحدود في اطار الحل الدائم بالحسبان "الواقع الديموغرافي" الناشيء في الاراضي الفلسطينية المحتلة؛

(*) الاعلان عن انه بالامكان استيعاب اللاجئين الفلسطينيين في الدولة الفلسطينية، "كما هي الحال بالنسبة للاجئين اليهود في الدول العربية الذين تم استيعابهم في اسرائيل".

وفي رأي الصحيفة فإن اسرائيل تتوقع ايضا الحصول على دعم من الولايات المتحدة فيما يتعلق بمسار جدار الفصل العنصري، وفي مقابل ذلك تتعهد اسرائيل للولايات المتحدة بعدم اقامة جيوب في الجدار تؤدي الى محاصرة مئات الاف الفلسطينيين، وتأجيل ربط مستوطنة "اريئيل" بالجدار الرئيسي. وذكرت الصحيفة في هذا السياق اعلان وزير الخارجية الامريكي، كولن باول، بانه لن يتم تقليص حجم الضمانات الاريكية لاسرائيل بسبب جدار الفصل العنصري.

وافادت "هآرتس" ايضا بان اسرائيل تولي اهمية كبيرة للمواقف التي ستعرضها الادارة الامريكية بخصوص الحل الدائم، وترى في هذه المواقف اعترافا بضم اسرائيل لاراض فلسطينية (الكتل الاستيطانية) ورفض المطلب الفلسطيني بعودة اللاجئين. وكانت المحادثات في هذا الصدد قد تواصلت خلال الايام الاخيرة الماضية بين البيت الابيض وديوان شارون.

ولفتت الصحيفة الى ان اسرائيل حاولت وضع الصياغات بشكل واضح جدا في الرسالة التي ستسلم الى بوش، "لكي تكون ملزمة للأمريكيين بشكل أكبر"، وذلك في الوقت الذي آثر فيه الأمريكيون وضع صياغة يكتنفها بعض الضبابية. وقالت ان الامريكيين أوضحوا للاسرائيليين انه من الصعب عليهم شمل الرسالة بنص واضح ضد حق العودة للاجئين الفلسطينيين بسبب علاقات الولايات المتحدة مع اوروبا والعالم العربي.


ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية اسرائيلية مطلعة قولها ان شارون لن يطلب مساعدات مالية لخطة "فك الارتباط" من الولايات المتحدة في اثناء زيارته الحالية. وانه قد يبحث في اقتراح تقدم به رئيس حزب "العمل"، شمعون بيرس، بخصوص تجنيد ضمانات امريكية لتطوير النقب وتمويل من البنك الدولي لتطوير قطاع غزة بعد اخلائها.

ولفتت الصحيفة الى ان شارون قد يتوجه الى الولايات المتحدة مرة ثانية في شهر أيار القادم للمشاركة في مؤتمر الجاليات اليهودية الذي سينعقد في واشنطن. ولكن قرارا بهذا الشأن سيتم اتخاذه بما يتلاءم مع تقدم عملية المصادقة على خطة "فك الارتباط" من خلال الاستفتاء حولها بين منتسبي "الليكود" وفي الحكومة والكنيست.

من ناحيتها ذكرت "يديعوت أحرونوت" أنه فور عودة شارون من زيارته الأمريكية سيقوم بشن ما أسمته ب"هجوم إعلامي" غايته الرئيسة عرض "قطع الحلوى" التي وافق الأمريكان على منحها لاسرائيل لقاء خطة "فك الاتباط". وأضافت أن شارون سيقوم بزيارات مكثفة لفروع حزب "الليكود" وسيعقد عددًا من المهرجانات التي يستهدف منها حشد التأييد لخطته إستعدادًا للاستفتاء المذكور.

أما صحيفة "معاريف" فقد أشارت، فضلا عما تقدم، إلى إمكانية أن يتم إخلاء بعض البؤر الاستيطانية "غير الشرعية" في موازاة زيارة شارون الأمريكية. ونقلت عن مصادر سياسية مطلعة قولها إن امكانية كهذه تتم الآن دراستها. وأضافت هذه المصادر أن الجيش الاسرائيلي سبق أن "تلقى توجيهات تتعلق بهذه الاخلاءات". وتابعت "معاريف" أن شارون نفسه قد يكون معنيًا بهذا الأمر، ذلك " أن المواجهات بين الجنود الاسرائيليين والمستوطنين من شأنها أن تخدم أهداف زيارته في الولايات المتحدة".