مكتب شارون يعمم "جدولا زمنيًا لإخلاء المستوطنات"..

على الرغم من عدم موافقة الحكومة الاسرائيلية على إخلاء المستوطنين بشكل فعلي في جلستها الأخيرة يوم 6/6 (الجلسة التي تم فيها إقرار خطة "فك الإرتباط" المعدلة) إلا أن الوزارات الإسرائيلية المختلفة تلقت وثيقة عرض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، من خلالها، ما أسماه "الجدول الزمني لإخلاء المستوطنات" الذي سيبدأ، بحسب الوثيقة، بعد شهرين من اليوم، وتمكن هذه الوثيقة المستوطنين من تقديم طلبات للحصول على تعويضات مالية ابتداءً من اليوم.

الجدول الزمني للخطة

وقد عمدت الصحف الاسرائيلية كافة اليوم إلى نشر الجدول الزمني والذي بموجبه يستطيع المستوطنون إخلاء أماكنهم بمحض إرادتهم حتى تاريخ 14 تموز/ يوليو من العام 2005 ،إذ يعتبر هذا التاريخ موعداً اخيراً لدخول المناطق. وستعلن الحكومة عن غزة "منطقة أمنية مغلقة"، ولن تسمح بدخول المستوطنين الى هناك، وسيسمح بدخول المنظمات الدولية المختصة، والطواقم الصحفية فقط. وقد جاء هذا القرار خوفاً من نشاطات وتجنيدات يقوم المستوطنون بها على أرض المستوطنات. وتفيد المصادر السياسية بأن رئيس الحكومة الإسرائيلي، أريئيل شارون، أوعز إلى أعضاء اللجنة الخاصة المكلفة بالإعداد لتطبيق خطة الانفصال، بإنهاء جميع التحضيرات اللازمة خلال تسعة أشهر، أي حتى الأول من آذار/ مارس 2005.

ونشرت صحيفة "هآرتس" ان اسرائيل ستفاوض بعض المنظمات العالمية لنقل الممتلكات الإسرائيلية الى ملكيتها مقابل تعويضات مالية تدفع لإسرائيل. من هذه الممتلكات المنطقة الصناعية في ايرز، بيوت المستوطنين.

يتلخص الإخلاء بثلاث مراحل:

*المرحلة الأولى: خلالها يتمكن من يود ان يترك المستوطنات بمحض إرادته مع الحصول على تعويضات مالية.

*المرحلة الثانية: تمتد بين شهر تشرين ثاني/نوفمبر 2004 وشهر تموز/يوليو 2005 ويحدد من خلالها الموعد الأخير للمستوطنين لإخلاء منازلهم، بمحض إرادتهم، في الأول من أيلول/سبتمبر 2005.

*المرحلة الثالثة: في حالة بقاء مستوطنين في المكان سيتدخل الجيش الإسرائيلي و"سيستعمل القوة" لإخلاء المستوطنات الإسرائيلية من اجل انهاء القضية حتى نهاية الشهر (سبتمبر).

تكاليف الحملة

ستقرر الحكومة ومع نهاية شهر تموز/يوليو من هذا العام،2004، الميزانية النهائية التي ستستثمرها لإخلاء المستوطنات، وستعمل الحكومة على إيجاد حلول حتى تشرين اول/أكتوبر2005 ، ونقل المستوطنين الى أمكان للسكن داخل الخط الاخضر او الى تجمعات سكانية في الضفة. ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (الخميس 10.6) التكاليف التي تتوقعها الحكومة من جراء الإخلاء، والتي تقدر بثلاثة مليارات شيقل (حوالي 700 مليون دولار). ومن المقرر أن تعقد اللجنة المختصة، الأسبوع القادم، اجتماعًا مع المدير العام لوزارة العدل الإسرائيلية لمناقشة حجم التعويضات المالية التي ستدفع للمستوطنين.

المستوطنون: سلسلة بشرية من 150 الفًا

حسب ما جاء في موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ينوي المستوطنون تكرار حملة طرق الأبواب كما فعلوا عندما حاولوا الاتصال مع كل عضو من أعضاء مركز حزب "الليكود"، خلال حملتهم الأولى لضمان معارضة مركز الحزب لخطة الانفصال التي يطرحها شارون، وهي الحملة التي تكللت بالنجاح في الاستفتاء الذي اجراه حزب الليكود في الثاني من أيار الماضي. ويستعد المستوطنون للعمل على صعيدين متوازيين، الأول على الصعيد السياسي الحزبي، حيث ينوي المستوطنون تكثيف ضغطهم على قادة حزب "المفدال" الذين بقوا في الائتلاف الحكومي، وإقناعهم بالاستقالة من الحكومة. أما الصعيد الثاني فهو محاولة التأثير على الجمهور الواسع. وينوي المستوطنون استغلال "ذكرى خراب الهيكل"، في التاسع من آب العبري، من أجل بناء سلسلة بشرية تتكون من 150 ألف شخص، كأداة تعبير عن رفضهم لخطة فك الارتباط، حيث ستمتد هذه السلسلة البشرية من قطاع غزة وحتى القدس.

ردود فعل

*يوسي سريد: "أصدق عندما أرى فقط"

قال عضو الكنيست يوسي سريد، في تصريح خاص لموقع صحيفة "معاريف" (الخميس 10/6)، رداً على الجدول الزمني المذكور: "عندما أرى إخلاء المستوطنة الاولى عندها وفقط عندها سأصدق اريئيل شارون، ولكن حتى هذه اللحظة كل شيء في حيز الكلام" وأضاف: "لا يوجد أي سبب يجبرني على ان اصدق شارون، هذا الامر ليس متعلقاً بي، حتى الامريكيون لا يصدقونه. عندما نرى التنفيذ الفعلي سيكون لي رد على ذلك".

وبارك عضو الكنيست أوفير بينيس من حزب "العمل" الخطوة التي أقدم عليها شارون وقال "تلقيت الكثير من المكالمات الهاتفية من عدد من المستوطنين الذين يرغبون بإخلاء أماكنهم من اليوم".

*حزب "المفدال" يهدد بالانسحاب

قال رئيس كتلة حزب "المفدال" في الكنيست الإسرائيلي، عضو الكنيست نيسان سلوميانسكي، في أعقاب نشر الجدول الزمني إن "كتلة حزب "المفدال" ستكون خارج الائتلاف الحكومي بعد أسبوعين". وقال عضو الكنيست أرييه إلداد، من حزب "هئيحود هلئومي"، إن شارون "يقف الآن على رأس حكومة مقلصة، وبهذه الخطوة فإنه يجلب الكارثة على نفسه وعلى حكومته"، كما جاء في موقع "واينت" التابع لصحيفة "يديعوت احرونوت".