مؤشر السلام لشهر تشرين الثاني: أغلبية يهودية تؤيد المفاوضات مع الفلسطينيين وسوريا


"إثر موت ياسر عرفات أخذت اغلبية الجمهور اليهودي في اسرائيل تميل الى التفاؤل أكثر من السابق بصدد فرص تحقيق السلام مع الفلسطينيين، وأخذت تؤيد اجراء المفاوضات معهم. يأتي هذا على خلفية التقدير السائد بأن قيادة ياسر عرفات كانت سلبية عموما حتى من وجهة النظر الفلسطينية، وكذلك الحال ايضا بالنسبة لأدائه في مجالات مركزية مثل بناء نظام حكم ديمقراطي ودفع عملية السلام"، هذا ما أشار إليه مؤشر السلام الاسرائيلي لشهر تشرين الثاني 2004، الذي نشر في صحيفة "هآرتس" (7/12/2004)، والذي يشرف عليه البروفيسور إفرايم ياعر ود. تمار هيرمان، من "معهد تامي شطاينيتس لأبحاث السلام".


وقال المؤشر إن 70 في المئة من الجمهور اليهودي في اسرائيل أكثر تفاؤلا اليوم بعد موت عرفات بصدد احتمالات التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين (9 في المئة أكثر تشاؤما، 20 في المئة يقدرون ان موت عرفات لا يؤثر على الاحتمالات، و1 في المئة بلا رأي محدد). على هذه الخلفية يمكن فهم الارتفاع في مستوى المؤيدين للتفاوض - من ثلثين في الاشهر الأخيرة الى 75 في المئة اليوم. توزيع الإجابات وتحليلها حسب عملية التصويت للكنيست يُظهر ان تأييد المفاوضات في أوساط ناخبي ميرتس والعمل وشينوي جارف، بينما تبين ان أقلية من ناخبي شاس والمفدال مع المفاوضات. أما بالنسبة لليكود فقد أظهرت النتائج ان ثلاثة أرباع ناخبيه مع المفاوضات (60 في المئة في الاشهر السابقة). "أي ان موت عرفات قد زاد استعدادية الليكود لتأييد المفاوضات السلمية مع الفلسطينيين بصورة صارخة".

هذا التفاؤل المتزايد يفسر في التقدير السائد بأن عرفات شخصيا قد ألحق الضرر في عملية السلام مع الفلسطينيين من ناحية مصلحة الشعب الفلسطيني ايضا - 86 في المئة يعتقدون ذلك مقابل 8 في المئة فقط يقولون انه تسبب في الفائدة. التقديرات السلبية لقيادة عرفات لا تتعلق فقط في قضية العلاقات مع الفلسطينيين وانما بأمور اخرى باستثناء قضية طرح القضية الفلسطينية على جدول الاعمال الدولي، حيث يتبين ان الجمهور منقسم في رأيه حول منفعة عرفات أو ضرره لشعبه - 50 في المئة قالوا انه كان نافعا في ذلك مقابل 43 في المئة قالوا انه كان ضاراً.
نفس الشيء بالنسبة للكفاح من اجل تحقيق الاستقلال السياسي، 67 في المئة يعتقدون ان ضرره كان أكبر من منفعته (27 في المئة اعتقدوا ان المنفعة تفوق الضرر 83 في المئة ادعوا انه قد تسبب بضرر أكبر في قضية بلورة الحكم الديمقراطي للفلسطينيين، و87 في المئة يعتقدون نفس الشيء بصدد تطوير الاقتصاد الفلسطيني). في نظرة شمولية يعتبر ثلثا الجمهور اليهودي في اسرائيل عرفات كقائد سيء الى سيء جدا من وجهة النظر الفلسطينية مقابل 26 في المئة يعتقدون انه كان قائدا جيدا الى جيد جدا بالنسبة للفلسطينيين.


تقييم قيادة ياسر عرفات يختلف كليا في اوساط الجمهور الاسرائيلي العربي: 75 في المئة يعتبرونه مفيدا في قضية طرح القضية الفلسطينية على المسرح الدولي، و65 في المئة بالنسبة للكفاح من اجل الاستقلال السياسي، و61 في المئة في بلورة جهاز حكم ديمقراطي، و59 في المئة في دفع عملية السلام. أما في الجانب الاقتصادي فقد قال 45 في المئة ان عرفات تسبب بالضرر (مقابل 39 في المئة قالوا انه كان نافعا).


91 في المئة من الجمهور العربي في اسرائيل يعتقدون ان عرفات كان عموما جيدا أو جيدا جدا في قيادته (6 في المئة قالوا انه سيء الى سيء جدا). 58 في المئة من العرب في اسرائيل أكثر تفاؤلا بصدد التوصل الى التسوية (21 في المئة أكثر تشاؤما، و14 في المئة يعتقدون ان تغيرا لم يطرأ بعد موت عرفات على ذلك، و7 في المئة كانوا بلا رأي".



يبدو ان الجمهور الاسرائيلي اليهودي ما زال يستصعب تقييم طريقة ادارة القيادة الفلسطينية لشؤون السلطة بعد موت عرفات. 38 في المئة قالوا انهم لا يستطيعون تقييم أدائها إلا ان الميل نحو الايجاب في هذه القضية (34 في المئة كان تقييمهم ايجابيا، و28 في المائة سلبيًا).

ولكن عندما سئل الجمهور عن احتمالية تمخض الانتخابات الفلسطينية القادمة عن قيادة ذات مرجعية وصلاحيات واضحة بالنسبة للفصائل المختلفة وقادرة على ادارة السلطة والسيطرة على الوضع، تبين ان الجمهور الاسرائيلي اليهودي لا يعتقد ان هناك احتمالات كبيرة لبروز قيادة ذات صلاحيات ومرجعية. الاغلبية (62 في المئة) قالت ان الاحتمالات متدنية الى متدنية جدا (مقابل 26 في المئة قالت انها مرتفعة الى مرتفعة جدا، و12 في المئة كانوا بلا رأي). الى جانب ذلك أيدت الاغلبية (53 في المئة) مساعدة القيادة الجديدة في ترسيخ حكمها من خلال لفتات مختلفة مثل إزالة الحواجز في الضفة (42 في المئة يعارضون قيام اسرائيل بمثل هذه المبادرات، و59 في المئة بلا رأي).

70 في المئة من الجمهور الاسرائيلي اليهودي الذي ينظر الى القيادة الجديدة بالايجاب أيدوا تقديم مثل هذه اللفتات تجاه الفلسطينيين، بينما قال 57 في المئة من الجمهور الذي ينظر الى القيادة الجديدة بمنظور سلبي انهم يعارضون القيام بمبادرات ايجابية تجاهها.
أما في الجمهور الاسرائيلي العربي فقد قيم 58 في المئة منهم أداء القيادة الفلسطينية الجديدة بصورة ايجابية و25 في المئة قيمها سلبيا (17 في المئة كانوا بلا رأي). أما بصدد الانتخابات القادمة فقد قال 51 في المئة منهم ان احتمالية بروز قيادة ذات صلاحيات متدنية، وقال 45 في المئة انها مرتفعة.

71 في المائة من الجمهور اليهودي قالوا ان استئناف المفاوضات مع سوريا على خلفية دعوات الأسد لذلك يجب ان يُشترط بايقاف دعم سوريا للفصائل "الارهابية" (22 في المئة قالوا ان عليها ان تستجيب لدعوة الأسد والعودة من دون شروط). الميل الواضح لرفض المبادرة السورية يرتبط على ما يبدو بمواقف الجمهور من الصيغة المعروفة، أي السلام التام مقابل الانسحاب التام من الجولان. 57 في المئة من الجمهور يعارضون هذه الصيغة مقابل 24 في المئة معها (3 في المئة بلا رأي). هذه النتيجة مشابهة من حيث الجوهر للنتائج التي حصل المؤشر عليها في العقد الأخير.
سئل المستطلعون حول الزعيم الاسرائيلي القادر على إحراز السلام مع العرب: 35 في المئة اعتبروا شارون زعيما ملائما لهذه المهمة، 17 في المئة اختاروا خيار: لا أحد أو أي شخص آخر (غير المذكورين في القائمة). وفي نهاية المطاف قال 14 في المئة فقط ان نتنياهو هو الملائم، بينما حصل الآخرون على أقل من 10 في المائة على النحو التالي: بيريس 8 في المئة، عامي ايلون 6 في المئة، ايهود باراك 4 في المئة، ايفي ايتام 3 في المئة، سيلفان شالوم 2.5 في المئة ويوسي بيلين 2 في المئة. تحليل الإجابات حسب ميول التصويت للكنيست يُظهر ان تأييد شارون في الليكود قوي (53 في المئة)، أما نتنياهو فقد حصل على 18 في المئة، وشالوم حصل على 13 في المئة. أما في اوساط ناخبي حزب العمل فقد أيدت الاغلبية شارون (25 في المئة)، وبعده بيريس (18.5 في المئة)، ومن ثم عامي ايلون (17.5 في المئة)، وبعده باراك (15 في المئة).
وفي الختام يؤكد ياعر وهيرمان: مؤشر السلام كان في ذروته في صيف عام 1999 بعد انتخاب باراك حيث وصل مؤشر اوسلو في حينه الى 52 نقطة. وقبل كامب ديفيد بعدة اشهر بدأت اتجاهات الانخفاض في هذا المؤشر وتسارعت بعد اندلاع الانتفاضة وفشل قمة كامب ديفيد. في عامي الانتفاضة الأولين وصل المؤشر الى أدنى درجة (25 - 30 نقطة)، وعاد الى الارتفاع مع تناقص العمليات. مؤشر السلام لشهر تشرين الثاني كان: مؤشر اوسلو 36.7 نقطة (33.9 نقطة في العينة اليهودية). موشر المفاوضات العام 56.7 نقطة (54.9 نقطة في العينة اليهودية). مؤشر سوريا 40.8 نقطة (37.4 نقطة في العينة اليهودية).