حملة فلسطينية نرويجية تضامنا مع أسرى الحرية

تقرير : نضال حمد – اوسلو

لم تمنع الأجواء المتقلبة ولا السماء التي تلبدت بالغيوم أبناء وبنات وأصدقاء وصديقات شعب فلسطين في العاصمة النرويجية اوسلو من تنظيم اعتصام تضامني مع الأسرى المضربين عن الطعام، إذ حضروا إلى مكان الاعتصام ونصبوا هاماتهم خياما تضامنية مع أسرى الحرية. وقد عرف المعتصمون عن أنفسهم بأنهم نشطاء مضربون عن الطعام في هذا اليوم (الثلاثاء 24-8-2004) تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وقد نجح الاعتصام المذكور في لفت انتباه الجمهور ووسائل الإعلام لأنه كان إضراباً عن الطعام ترافق مع حملة إعلانات إعلامية استطاعت إيصال رسالة الاعتصام بشكل موفق. وتجمع منذ الساعة الثانية عشرة ظهرا عدد من المشاركين أمام ساحة بيت الشعب ومقر نقابات عمال النرويج، وهم يحملون صور الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

أقيم الاعتصام بدعوة من الجالية الفلسطينية في النرويج ، في العاصمة النرويجية اوسلو، مهد السلام الذي احتضر بفعل أعدائه من كيان الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالقرب من بيت الشعب النرويجي وعلى بعد أمتار قليلة من مقر نقابات عمال النرويج حيث لا زالت يافطة كبيرة معلقة على واجهة المقر الضخم تقول "الاحتلال يصنع الارهاب وليس السلام".. في تلك المنطقة الحساسة ومقر أكبر منظمة نقابية في النرويج عرف عنها تأييدها الكبير للحقوق الفلسطينية. علقت صور الأسرى والأسيرات ورفعت الأعلام الفلسطينية وأخذ الحضور بشرح معاناة وقضية الأسرى وإضرابهم المفتوح عن الطعام للمواطنين النرويجيين ولبعض السواح الأجانب من اليابان وأمريكا وكندا وألمانيا ودول أخرى تصادف وجودهم في مكان الاعتصام.

كما قامت الجالية الفلسطينية بتوزيع بيانات إعلامية فيها مطالب الأسرى وشرح لأوضاعهم في السجون والمعتقلات والزنازين. وتحدث البيان أيضا عن الأسرى القدامى الذين قضوا أكثر من عشرة وعشرين سنة في الأسر ومن هؤلاء سعيد العتبة وسمير القنطار وفخري البرغوثي ووليد دقة وآخرين. وعن النائبين المعتقلين مروان البرغوثي وحسام خضر. وكذلك عن الأسرى بشكل عام.

كما تحدث في الاعتصام لوسائل الإعلام المحلية والعربية نضال حمد، رئيس الجالية الفلسطينية في النرويج، فشرح لهم أوضاع الأسيرات الفلسطينيات(108) منهن 51 أسيرة في سجن تلموند و49 في سجن الرملة و8 موقوفات، وتحدث أيضا عن المعاملة السيئة التي يتلقينها من قبل السجانات الصهيونيات، وخص بالذكر الأسيرتين منال غنام من مخيم طولكرم (أم لأربعة أطفال) اعتقلت وهي حامل كرهينة لأنها قريبة مطلوب ثم أنجبت طفلها في سجن تلموند، والأسيرة المقدسية ميرفت طه التي أنجبت أيضا طفلها في سجن الرملة. وكذلك عن الأطفال الأسرى ما دون سن الثامنة عشرة، وخاصة الأطفال المسجونين مع أمهاتهم والذين تطالهم سياسة العقاب مثلهم مثل أمهاتهم.

وذكر رئيس الجالية الحضور أنه بحسب ما جاء على لسان الأسيرة المحررة وجيهة قرايصة فإن معظم الأسيرات هن من ذوات الأحكام العالية والتي تتراوح ما بين المؤبد وستة عشر مؤبدا. وقال أيضا ان تلك السجون تعتبر بؤرا للتعذيب والتنكيل والاختراعات والابتكارات السادية، حيث يتفنن مخترعوها الإسرائيليون في تنفيذها واختبارها على الأسرى الفلسطينيين والعرب.

وذكر كذلك بكيفية تحول حليب الأمهات من الأبيض الى الأسود، ليصبح مثل وجوه الغزاة والسجانين من كيان الاحتلال الدخيل. حيث يبقى الرٌضع من الأطفال بلا حليب سوى حليب الأم الفلسطينية الأسيرة المضربة عن الطعام لأجل الحياة ، حياة أطفالها وحياتها وحياة شعبها التواق للحرية والاستقلال والعدالة.

هذا وكانت الجالية الفلسطينية أرسلت رسائل لوسائل الإعلام وبعض الأحزاب والشخصيات والمؤسسات النرويجية تشرح فيها معاناة الأسرى وظروف اعتقالهم ومطالبهم في الإضراب المفتوح. وحثت المعنيين على مساعدتهم. وتأمل الجالية من أبنائها وأصدقاء فلسطين في النرويج تكثيف حملة التضامن مع الأسرى لأنها قضية كل فلسطيني وكل متضامن مع الشعب الفلسطيني. وهي بالأساس قضية إنسانية قبل أن تكون سياسية.

Terms used:

اوسلو