تأجج الصراعات في "العمل" و"معسكر بيريس" يتهم "معسكر بن إليعيزر" بتنسيق خطواته مع المستوطنين

اقترح رئيس الكنيست، رؤوبين ريفلين، على رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئيل شارون، وعلى وزير ماليته، بنيامين نتنياهو، التوصل فيما بينهما الى اتفاق سياسي داخل "الليكود" استعدادا للانتخابات القادمة "وذلك حفاظا على وحدة الحزب".

وبموجب اقتراح ريفلين، الذي كشف عنه اليوم الاثنين معلق الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرتر، فإنه " يتوجب على كليهما الذهاب سوية نحو الانتخابات القادمة وان يتفقا فيما بينهما على الموقع الاول والثاني في اللائحة والتناوب في منتصف الدورة القادمة، أو ما يريانه مناسبا، المهم ان يذهبا سوية للمحافظة على وحدة حزب الليكود ولمنع حصول انقسامات وانشقاقات داخل الحزب، فكلاهما يؤيد خطة الانفصال عن قطاع غزة"، على ما يؤكد "ريفلين".

وكان "ريفلين" قد قدم هذه الاقتراحات، كما يشير "فيرتر"، في محادثات منفردة أجراها مؤخرا مع شارون ونتنياهو. ورفض كل من مكتب رئيس الوزراء ومكتب وزير المالية التعقيب على الاقتراح.

في هذه الأثناء تأججت الصراعات داخل حزب "العمل" المعارض

بين زعيمه العجوز، شمعون بيريس (81 عاماً)، وعدد من أركانه على خلفية إصراره على المنافسة على زعامة الحزب من جديد استعداداً لانتخابات عامة محتملة العام المقبل، بينما يؤكد المعارضون ان في ترشيح كهذا نكثاً بوعد قطعه بيريس حين انتخب زعيماً موقتاً للحزب بعدم الترشح. كما ارتفعت درجة الغليان ازاء رفض بيريس مطلب غالبية اعضاء الكتلة البرلمانية للحزب الاعلان رسمياً عن وقف المفاوضات الائتلافية مع "الليكود" وحل الطاقم المفاوض في اعقاب قرار مؤتمر "الليكود" (يوم 18/8/2004) رفض اعادة الشراكة الحكومية مع "العمل".

وشهد يوم أمس ثلاثة اجتماعات لمعسكري المعارضين ومعسكر بيريس وسط أنباء عن توافر غالبية من 11 نائباً، من مجموع 19 يمثلون الحزب في الكنيست، تؤيد وقف المفاوضات مع "الليكود" وتطالب بانعقاد المكتب السياسي للحزب لاتخاذ قرار واضح في هذا الاتجاه.

وتعرض بيريس لانتقادات شديدة ممن كانوا حتى الأمس القريب من أشد المؤيدين للدخول في حكومة اريئيل شارون. واتهمه وزير المالية السابق، أفراهام بايغا شوحط، بالتحدث بلغتين وبعدم الحزم في مسألة التفاوض مع "الليكود"، وذكّره بأنه تعهد على الملأ بأن تكون زعامته لـ"العمل" موقتة وتنتهي في كانون الأول (ديسمبر) 2005. وقال في حديث اذاعي ان "العمل" سيتحطم في الانتخابات المقبلة اذا واصل المفاوضات الائتلافية لأنه سيفقد ثقة ناخبيه.

وساوى معلقون في الشؤون الحزبية بين ما تعرض له شارون داخل حزبه من قبل "المتمردين" وبين ما ينتظر بيريس داخل "العمل"، مشيرين الى ان معظم الاسرائيليين مقتنعون بأن بيريس "يزحف" نحو الحكومة بحثاً عن الجاه، عبر تسلم حقيبة الخارجية.

وقال النائب ايتان كابل، من أوائل المعارضين للانضمام الى حكومة شارون، ان بيريس عاجز عن قيادة "العمل" وانه أخفق في ادارته المفاوضات الائتلافية مع "الليكود". وحذر من تراجع بعض "المعارضين الحاليين" لبيريس عن مواقفهم في حال تبين لهم ان الفرصة للانضمام الى الحكومة ما زالت قائمة، مضيفاً ان بيريس لا يقيم اعتباراً للمعارضة لقناعته بأنها ستتراجع اذا أغري قادتها بمناصب حكومية.

الى ذلك أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ان شارون، الذي يمضي الآن إجازة، لم يتنازل عن فكرة ضم "العمل" الى حكومته وانه اعرب عن موقفه هذا بتبليغ بيريس بأنه عازم على تنفيذ خطة الفصل الأحادي وتوسيع الحكومة لتشمل حزب "العمل".

وأعلن عضو الكنيست بنيامين بن اليعيزر، اليوم الاثنين، انه قرر المنافسة على رئاسة حزب "العمل" الاسرائيلي، في الانتخابات الداخلية التي سيجريها الحزب في وقت لاحق لم يتم تحديده بعد، في وقت اتهمه فيه معسكر بيريس بتنسيق خطواته مع "مجلس المستوطنات"، بل وقد يحظى بتمويل منه.

وقال بن اليعيزر، في تصريحات ادلى بها للاذاعة الاسرائيلية، انه يمكن لكل من يشاء، بمن في ذلك شمعون بيريس، المنافسة على رئاسة الحزب. وحسب رأيه لن يتمكن أريئيل شارون، بسبب ما يجابهه من معارضة داخل "الليكود"، من تنفيذ خطة "فك الارتباط"، ولذلك يتحتم على حزب "العمل" بدء الاستعداد منذ الآن، للانتخابات "التي يتوقع ان تجري في السنة المقبلة"، مضيفاً أن "على العمل التوجه، اولا، الى اجراء انتخابات تمهيدية لاختيار مرشحه لرئاسة الحكومة الاسرائيلية المقبلة".

ووصل الصراع داخل حزب "العمل" وتبادل الاتهامات بين المعسكرات المختلفة الى أوجه، اليوم الاثنين، حيث نشرت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية، على لسان وزير الزراعة السابق، النائب شالوم سمحون، المقرب من بيريس، اتهاما لمعسكر "العمل الحقيقي" الذي قاد بنيامين بن اليعيزر اجتماعه، امس، بتنسيق خطواته ضد بيريس مع قيادة المستوطنين. وزعم "سمحون" ان معلومات وصلت اليه، تثير الشك بأن جانبا من النشاطات التي ينظمها معسكر "العمل الحقيقي" ضد تشكيل "حكومة وحدة"، يتم بالتنسيق مع جهات مرتبطة بـ"مجلس المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة"، بل وربما يحظى بدعم مالي منها.

وقال سمحون انه سمع من جهات كانت تشارك في التنظيم ان المستوطنين شركاء في هذا التنظيم بل وقد يكونون شركاء في تمويله. وحسب أقواله ابلغ الأمر الى مكتب بيريس الذي وعد بفحص ما اذا كان "مجلس المستوطنات" يبحث عن منفذ له داخل حزب "العمل".

وأكد رئيس المجلس الاقليمي "الجليل الاسفل"، موطي دوتان، ما يدعيه سمحون، قائلا انه كان من قادة المعسكر الجديد "العمل الحقيقي" وانه انسحب منه ولم يحضر اجتماعه، امس، بعد معرفته بوجود اتصالات بين المجموعة و"مجلس المستوطنات".

وقد اجمع قادة هذه المجموعة وقادة "مجلس المستوطنات"، في تصريحات ادلوا بها للاذاعة الاسرائيلية،اليوم، على نفي ما نشرته "معاريف".