المصادقة على بناء 533 وحدة سكنية جديدة جنوب القدس وشرقها

فتح الضوء الأخضر الذي تلقته اسرائيل من الادارة الأميركية لمواصلة البناء في المستوطنات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين, شهية حكومتها ليسجل عدد الوحدات السكنية الجديدة التي أقرت بناءها هذا العام رقماً غير مسبوق منذ سنوات عدة يضاهي عدد المساكن الجديدة التي شيدت وتم تسويقها خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة مجتمعة.

وكشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" (23/8/2004) ان نائب رئيس الحكومة المسؤول عن "مديرية أراضي اسرائيل" ايهود اولمرت صادق على بناء 533 وحدة سكنية جديدة جنوب القدس وشرقها وفي أنحاء مختلفة من الضفة الغربية تضاف الى 1001 وحدة سكنية نشرت وزارة الاسكان عروضاً لاقامتها و663 وحدة اخرى تعتزم الاعلان قريباً عن بنائها ليبلغ عددها الاجمالي 2197 وحدة. واشارت الى ان الحملة الاستيطانية الجديدة لم تشهد مثيلاً لها من قبل وان مجمل الوحدات التي شيدت في الاعوام 2001 - 2004 وصل الى 2472. وتابعت ان "مديرية الأراضي" أولت هذا العام البناء في المناطق المحتلة عام 1967 أهمية قصوى فاقت تلك التي توليها للبناء داخل الخط الأخضر وانها تقوم بمنح امتيازات مالية وقروض اسكان بشروط سهلة لاستمالة المالكين لا يحصل عليها الراغبون بامتلاك شقق داخل اسرائيل.

وتلفت الصحيفة الى حقيقة ان تكثيف البناء في محيط منطقة القدس المحتلة والكتل الاستيطانية الكبرى يتزامن مع التصريحات المتكررة لرئيس الحكومة اريئيل شارون حول نيته الانسحاب من غزة ومنطقة جنين وتفكيك المستوطنات فيها لتندرج مع سياسته القائمة على وجوب تعزيز الاستيطان اليهودي في المناطق التي تعد اسرائيل, وبدعم اميركي صريح, لضمها اليها في أي تسوية دائمة للنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي. ويبدو جلياً ان الهجمة الاستيطانية الحالية تستهدف اساساً أراضي فلسطينيي القدس ومنطقة بيت لحم اذ سيتم بناء اكثر من ألف وحدة سكنية في مستوطنات "معاليه ادوميم" و"هارحوما" و"غيلو" و"بسغات زئيف".

في سياق متصل, تواصل الجدل بين الأوساط العسكرية واليسار الاسرائيلي حول المواقع الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية التي التزمت اسرائيل مراراً تفكيكها لكنها لم تفعل بذرائع مختلفة أو ان سلطات الجيش أضفت الشرعية على غالبيتها. وكرر مستشار وزير الدفاع باروخ شبيغل, امام اعضاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية, الادعاء بأن عدد هذه البؤر 22 وانه تم اخلاء 82 بؤرة اقيمت منذ تولي شارون الحكم بداية العام 2001. ورد النائب يوسي سريد (ياحد - ميرتس) على هذه الأرقام واعتبرها تضليلية, ووصف وزير الدفاع شاؤول موفاز بـ"المتعاون الرئيسي مع المستوطنين", وقال ان المؤسسة الأمنية تتخبط في أكاذيبها وان من غير الممكن اقامة مواقع عشوائية من دون التعاون مع سلطات الجيش: "هذه مواقع شارون - موفاز. من حسن حظكم ان رئيس الولايات المتحدة جورج بوش منهمك في صراعه من أجل البقاء السياسي ومستعد للتعاون معكم في موضوع الاستيطان".

وعقبت حركة "السلام الآن" التي ترصد النشاط الاستيطاني بالقول ان وزارة الدفاع تضلل اعضاء لجنة الخارجية والأمن وأكدت انه وفقاً للمعطيات التي في حوزتها فإن 96 موقعاً استيطانياً عشوائياً تنتشر في أنحاء الضفة الغربية, منها 51 اقيمت في عهد شارون ولم يتم اخلاء سوى 24 موقعاً.

وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز خلال مداخلة امام لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست انه تم تقريب الجدار الفاصل الجاري بناؤه في الضفة الغربية في بعض النقاط من الخط الاخضر الذي يشكل حدود اسرائيل, بحسب ما كانت عليه في 1967.

ونقل مصدر برلماني عن موفاز قوله ان المسار الجديد للجدار الممتد من القدس الى شمال الضفة الغربية, نقل بشكل يقلص مساحة الاراضي الفلسطينية التي كان يضمها بحوالي 20 كلم مربع.

وأوضح موفاز ان المسار الجديد لهذا الجزء من الجدار "يضم في بعض الاماكن 15 كلم مربعاً من اراضي الضفة الغربية مقابل 34 كلم مربعاً" في الترسيم السابق.

(من أسعد تلحمي)