حركة بناء نشطة لمنشآت زراعية في الكتلة الاستيطانية بغوش قطيف

كشفت صحيفة "هآرتس"، الأربعاء، النقاب عن تواتر حركة بناء كبيرة لمنشآت زراعية في الكتلة الاستيطانية بغوش قطيف، في قطاع غزة.
وقالت الصحيفة ان "من تجول مؤخرا في الاراضي الزراعية في غوش قطيف يمكنه ملاحظة حركة بناء مفاجئة. ففي كثير من المستوطنات نشأت، خلال الاسابيع الاخيرة، مئات الدفيئات الجديدة، وعلى عشرات الدونمات، وبعضها لم يتم الزراعة فيها". وتابعت الصحيفة ان قسما من اصحاب هذه الدفيئات يسكنون في النقب، في تخوم اسرائيل.


وتأتي أعمال بناء الدفيئات هذه في وقت يتحدث فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون، بوتيرة متزايدة، عن خطته لفك الارتباط وإخلاء المستوطنات من قطاع غزة وسحب الجيش الاسرائيلي من هناك.

وكانت الحكومة الاسرائيلية قد نشرت مناقصات بناء 1001 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات في الضفة الغربية، فيما أفادت تقارير اسرائيلية عن حضور وفد اميركي الى اسرائيل لمراقبة إخلاء بؤر استيطانية في الضفة الغربية (إقرأ عن ذلك في تقرير آخر).


وقالت "هآرتس" ان ثمة سببين محتملين لظاهرة بناء الدفيئات في مستوطنات قطاع غزة: الاول هو ان المستوطنين يريدون التمسك بالارض في تحد لشارون وخطته لفك الارتباط. اما السبب الثاني فهو ان المستوطنين يريدون الحصول على تعويضات اكبر لاخلاء المستوطنات، مع بدء تنفيذ خطة فك الارتباط.
وادعى مستوطنون ان بناء هذه الدفيئات يأتي على خلفية تزايد الطلبات على منتوجاتهم الزراعية، فيما يعترف آخرون "بأن الهدف من البناء هو زيادة مبلغ التعويضات". وقالت الصحيفة انه في مستوطنة "غاني طال" يتم بناء دفيئات على مساحة تزيد عن الخمسين دونما. كذلك يتم بناء دفيئات جديدة في مستوطنات "رافيّاح يام" و"عتصمونه" و"موراغ" وغيرها.
ونقلت الصحيفة عن المستوطن مئير تساحور من مستوطنة "غاني طال" قوله ان "الكنيست لن يتخذ أي قرار في الموضوع. ماذا كان سيحصل لو ان مستوطني الجولان توقفوا عن البناء عندما جرى الحديث عن إخلائهم؟".

ونسبت الصحيفة الى مصادر في الحكومة الاسرائيلية وجهاز الامن الاسرائيلي قولها ان الانطباع السائد لدى السلطات الاسرائيلية الرسمية هو ان المستوطنين في قطاع غزة لا يحملون رأيا موحدا. واضافت ان الموقف الرسمي لقيادة المستوطنين هو معارضة خطة فك الارتباط، لكن السلطات الاسرائيلية تشكك في ان هذا الموقف يعكس مواقف جميع المستوطنين.
وتابعت المصادر الاسرائيلية انه عندما يرى المستوطنون ان الخطة اصبحت واقعا نهائيا، وبعد بدء دفع التعويضات لمن يوافق على الاخلاء فإن الامور ستصبح مختلفة.
وقال تساحور "اننا نفكر في كل شيء. لكن السلطات لم تتخذ قرارا نهائيا بعد، وعلينا ان نواصل اعمالنا وحياتنا. لكن هناك بعض المستوطنين قرروا عدم الاستثمار".
ونقلت الصحيفة عن احد المستوطنين قوله انه "منذ بداية الحديث عن الاخلاء، أخذ كل من يملك مالا، جرارا وبدأ بحراثة الارض. ومن الواضح ان كل أعمال البناء يرافقها التفكير بالتعويضات". وأشارت الصحيفة الى ان معظم الدفيئات التي يتم بناؤها الان في مستوطنات في قطاع غزة، تمت المصادقة عليها قبل مصادقة الحكومة على خطة فك الارتباط في السادس من حزيران الماضي، وانه سيتم احتساب اعمال البناء الجديدة لدى دفع التعويضات.
وأعاد الناطق بلسان مجلس المستوطنات الواقعة على شاطىء قطاع غزة، عيران شتيرنبرغ، الكرة الى ملعب شارون. وقال "لا أحد يمكنه تخطيط مستقبله بناء على تصريحات ضبابية أطلقها رئيس حكومة. وماذا سيحصل اذا لم يحدث شيئا؟ الناس هنا واثقون من انه لن يكون هناك إخلاء. واذا توقفنا عن البناء فهذا سيضعفنا".