إسرائيل تلجأ إلى الحرب النفسية لكسر إضراب الأسرى الفلسطينيين

مع دخول اضراب الاسرى الفلسطينيين يومه الثالث واصرارهم على مواصلة الاضراب المفتوح عن الطعام وانضمام عدد اكبر من الاسرى لهم، أعدت مصلحة السجون سلسلة من الاجراءات في محاولة اضافية لكسر الاضراب.

وتعمل مصلحة السجون باتجاه حرب نفسية تجعل الاسير يضعف امام الجوع. فقررت توزيع عدد من "المناقل" داخل السجون ووضعها بالقرب من الاسرى وشي اللحوم امامهم، كما سينتشر عدد آخر من السجانين بين الاسرى وهم يتناولون الفلافل. ويرى المسؤولون في مصلحة السجون ان هذه الوسيلة قد تكون الانجح لكسر اضراب الاسرى "فرائحة اللحوم المشوية والفلافل الشهية وأي طعام في حالة جوع تكون أسهل الطرق لكسر الجائع عن اي قرار اتخذه"، كما قال أحد المسؤولين في مصلحة السجون. وواصلت مصلحة السجون اجتماعاتها مع المسؤولين الامنيين للاستعداد لمواجهة احتمال تصعيد خطوات الاسرى في حال اتخاذ قرار لهم بعدم الاكتفاء باعادة الطعام والقيام بعمليات احتجاجية اخرى.

وخرج المسؤولون في مصلحة السجون بحملة تحريض على الاسرى والتنظيمات الفلسطينية بزعم العثور على عبوة ناسفة وضعت بالقرب من الجدار المحيط بسجن "هداريم" واتهموا التنظيمات الفلسطينية بمحاولة تنفيذ عملية تستهدف السجانين وادارة السجن. فدخلت قوات كبيرة من الجيش والشرطة الى السجون واغلقت شوارع مركزية قريبة من السجن وحلقت مروحية فوق منطقة السجن ولكن سرعان ما توقفوا عن تحريضهم العنصري بعد ان تبين ان العبوة وهمية.

ومن جهة اخرى حاولت مصلحة السجون كسر الاضراب عن طريق الحديث عن المخاطر الصحية لإضراب متواصل عن الطعام . فوزعت مناشير باللغة العربية تشرح فيها المخاطر الصحية التي قد تواجه الاسرى اذا ما واصلوا الاضراب لفترة طويلة. إلا ان الاسرى ردوا على هذه الحرب النفسية بالتأكيد على تمسكهم بالاضراب وقالوا: "عندما جاء اضرابنا تحت عنوان "حتى الموت" فهذا يعني اننا درسنا خطواتنا من كل جوانبها. ومقابل الوضع القاسي الذي نعيشه داخل السجون فإن الاسرى على استعداد حتى للموت من أجل الحفاظ على كرامتنا اولا ثم ضمان حقوقنا وتنفيذ مطالبنا والتي تشمل شروطا هي بالاساس مدرجة ضمن القوانين الدولية الخاصة بحقوق الاسرى".

وقال الأسرى ان إدارة السجون تتعامل مع الإضراب بشكل لا أخلاقي حيث قامت بمصادرة الدخان والملح من الأسرى في خطوة تصعيدية وسابقة لم تحصل خلال أي إضراب سابق. وقال أحد المطلعين على الوضع ان وضع الأسرى في خطر جدي أمام سياسة رسمية إسرائيلية وضعت خطة لقمع المضربين بوسائل لا إنسانية وغير مسؤولة. وأضاف: لأول مرة في تاريخ اضرابات السجون يصدر قرار حكومي إسرائيلي بتحطيم الإضراب والدعوة العلنية الى موتهم.

وصرح متحدث باسم سلطات السجون في اسرائيل ان نحو 85 أسيراً نزلاء في مستشفى السجن المركزي في تل ابيب انضموا أمس الى الإضراب عن الطعام. وذكر الليفتنانت كولونيل إيان دومنيتس ان نحو 1550 فلسطينياً في خمسة سجون اسرائيلية يشاركون الآن في الإضراب. وقال ان "السجناء سيجري وزنهم حتى نتمكن من تحديد أوزانهم بشكل دقيق".