الرئيس السابق ل"الشاباك": عملية إرهابية ضد الحرم القدسي تعني نهاية إسرائيل

تتواصل في اسرائيل ردود فعل الأوساط السياسية والامنية على التحذيرات التي اطلقها وزير الامن الداخلي، تساحي هنغبي، السبت، بشأن احتمال قيام اليمين الاسرائيلي المتطرف بتنفيذ عملية ارهابية إستراتيجية ضد الحرم القدسي الشريف، في محاولة لمنع تنفيذ خطة "فك الارتباط" القاضية باخلاء مستوطنات قطاع غزة واربع مستوطنات في الضفة الغربية.

وقد طرحت هذه التحذيرات على طاولة الحكومة، في وقت قالت فيه مصادر أمنية اسرائيلية ان الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) بدأوا باتخاذ التدابير لمنع اوساط اليمين المتطرف من الاقتراب من الحرم القدسي او محاولة اقتحام ابوابه، اليوم الثلاثاء، في ما يسمى "يوم التاسع من آب" حسب التقويم العبري، والذي يحيي فيه اليهود ما يسمى بـ"خراب الهيكل". وتسعى اوساط يمينية متطرفة في كل عام، الى محاولة اقتحام ابواب الحرم القدسي، لغرض وضع حجر اساس لبناء الهيكل الثالث في منطقة الحرم.

ومن بين القيادات البارزة لليمين المتطرف الذين لا يستبعد قيامهم بارتكاب جريمة كهذه، المستوطن نوعام فيدرمان، الذي قال علانية، لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الألكتروني، انه لن يفاجئه حدوث أمر كهذا في ظل سعي الحكومة الى تنفيذ ما اسماه "الطرد الجماعي لليهود" من المستوطنات.

واعتبر فيدرمان انه "يجب الا يفاجأ احد بقيام اليمين بتجاوز الخطوط الحمراء عندما تقوم الحكومة بتجاوز هذه الخطوط من خلال مخطط طرد اليهود من غوش قطيف".

أما وزير الامن الداخلي السابق، عوزي لنداو، فاقترح عدم الدخول في ما أسماه حالة "هستيريا"، اثر تحذيرات الوزير هنغبي. وقال للاذاعة الاسرائيلية، الاحد، انه يجب توجيه الشرطة وقوات الامن نحو التركيز على جمع كل المعلومات لاحباط عمل كهذا ويجب الاختلاط بمثل هذه المجموعات وافهامها مدى الضرر الذي يمكن لعملية كهذه ان تلحقه بدولة اسرائيل.

واعتبر لنداو ان عملية كهذه لن تحقق الفائدة، بل ستضر بمن يسعى الى منع اخلاء المستوطنات، وستفيد من اسماهم "اليسار المتطرف" فقط، بل وستسرع من عملية اخلاء المستوطنات.

ودعا الى وقف حالة الهستيريا التي احدثتها تحذيرات هنغبي، على حد قوله. ولكنه قال: أعرف ان امكانية كهذه يمكن ان تكون قائمة ويجب القيام بكل ما يمكن من اجل وقف ذلك، اما تنفيذ اعتقالات ادارية بين صفوف اليمين المتطرف فيجب ان يسبقه توفر معلومات راسخة تبرر مثل هذه الخطوة.

واعتبر الرئيس الحالي لبلدية "مفسيرت تسيون"، الرئيس السابق لجهاز "الشاباك" الاسرائيلي، كرمي جيلون، في تصريحات للاذاعة ذاتها، ان الخطر الحقيقي الذي يمكن لدولة اسرائيل ان تواجهه يكمن في محاولة المساس بالحرم القدسي. وقال معقبا على تحذيرات هنغبي انه اذا قام اليمين اليهودي المتطرف فعلا بتنفيذ عملية ارهابية في الحرم القدسي، فان ذلك يعني "ان فرص قيام العالم الاسلامي كله، وتحرك ملايين الايرانيين لمهاجمة اسرائيل، ستصبح كبيرة جدا، ويمكن ان يضع ذلك نهاية لدولة اسرائيل".

وأضاف: هناك حدود للعبة، ويجب ان نفهم ضرورة ابقاء الحرم القدسي خارج اللعبة، ويجب توفير كل الوسائل لقوات الامن والشرطة، بما في ذلك تنفيذ اعتقالات ادارية، لمنع حتى امكان التفكير بهذه الامكانية.

وتابع: "من المؤكد من ناحية سياسية، انه اذا سقط حجر واحد من قبة الصخرة فسيقضي ذلك على كل عملية سياسية وعلى كل فرصة لتحقيق السلام في المنطقة".

واعرب جيلون عن ثقته بأن "الشرطة والشاباك يبذلان كل جهد من اجل التوصل الى كل معلومة تساعدهما على الوصول الى الجهات التي تقف وراء مخطط كهذا"، لكنه اكد صعوبة العثور على ما اعتبره "ابرة في كومة قش".