سولانا: أوروبا ستضطلع بدور محوري في الشرق الأوسط

رد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، بالمثل على تهديدات أقطاب الدولة العبرية باستبعاد أي دور للاتحاد في عملية السلام في الشرق الأوسط عقابا على تصويت دوله الى جانب قرار الجمعية لعامة للأمم المتحدة تبني توصية محكمة العدل الدولية في لاهاي اعتبار جدار الفصل الذي تبنيه اسرائيل في الضفة الغربية غير قانوني وينبغي هدمه.

وقال سولانا قبيل مغادرته تل ابيب في ختام زيارة استمرت يومين ان أوروبا قوة عظمى لها أهميتها ومصالحها في المنطقة مع أصدقائها وجيرانها، وستضطلع بدور محوري في العملية السياسية في الشرق الأوسط "شاءت اسرائيل أم أبت".

ورفض سولانا الإدعاءات الاسرائيلية بأن قرار المحكمة الدولية "منحاز". وقال للصحافيين الذين التقوه في نهاية اجتماعه بزعيم المعارضة شمعون بيريس ان المحكمة الدولية هي احدى أهم المؤسسات الدولية، ومع تبني الأمم المتحدة رأيها الاستشاري حول الجدار لم يتبق سوى الالتزام بهذا القرار واحترام القانون الدولي.

وكان سولانا يرد عملياً على ما سمعه من رئيس الوزراء الاسرائيلي اريئيل شارون مساء الخميس من صعوبة ان تلعب أوروبا دوراً في عملية السلام حيال مواقفها المنحازة والمعادية لاسرائيل، معرباً عن خيبة أمل الدولة العبرية من تصويت دول الاتحاد في الأمم المتحدة، معتبراً القرار "ضوءاً أخضر للارهاب" ومتسلحاً بقرار المحكمة الاسرائيلية العليا بأن الجدار أمني وليس سياسياً ولاسرائيل الحق في اقامته لتدافع عن مواطنيها وستعمل وفقاً لتوصيات هذه المحكمة وتواصل بناء الجدار طبقاً لتعليماتها فقط.

ولم يتأخر بيريس عن ركب الهجوم على الموقف الأوروبي وان جاء ديبلوماسياً أكثر. وقال انه لا يقبل بتصويت دول أوروبا في الأمم المتحدة ولا بمعالجة المحكمة الدولية لمسألة الجدار "إذ كيف يمكن تشكيل محكمة دولية من دون وجود قانون دولي". مضيفاً انه لا يمكن لدولة لم تبتل بالارهاب ان تصدر حكماً على دولة اكتوت بناره، لكنه تابع مستدركاً انه لا يمكن لاسرائيل ان تحدد لأوروبا الدور الذي يمكن ان تضطلع به لأن "أوروبا نفسها صاحبة الحق في تحديد دورها في الشرق الأوسط".

في موازاة ذلك، أفادت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان سلطات الاحتلال قدمت الى المدير العام لوزارة الدفاع، عاموس يارون، خريطة بمسار معدل للجدار الفاصل في المقاطع التي لم يشرع في بنائها بعد، سيكون محاذياً لـ"الخط الأخضر" (حدود العام 1967). وقالت ان واضعي الخريطة التزموا تعليمات المحكمة الاسرائيلية العليا التي قضت بأن تؤخذ النواحي الانسانية وانعكاسات المسار على حياة الفلسطينيين المقيمين بالقرب منه في الاعتبار. وتشمل التعديلات المقترحة إلغاء اجزاء الجدار التي تم بناؤها وأدى الى بتر قرى فلسطينية وعزلها عن مناطق الضفة الغربية.

اليمين يصعّد نشاطه ضد الانسحاب
من جهة ثانية، ذكرت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي ان مجموعة كبيرة من ضباط الاحتياط ورجال الأمن شكلوا أخيراً حركة احتجاجية تحمل اسم "رياح أخرى" ستنشط لعرقلة خطة "فك الارتباط" عن قطاع غزة ودعوة الجنود الى عدم المشاركة في عملية اخلاء المستوطنات.

الى ذلك، يتطلع قادة المستوطنين الى مشاركة مئة ألف شخص من أنصارهم في تظاهرة كبيرة ينظمونها غداً الأحد على شكل "سلسلة بشرية" تبدأ في مستوطنات "غوش قطيف" في القطاع وتنتهي أمام مكتب رئيس الحكومة في القدس.