إسرائيل تستخف باعلان فرنسا ان شارون "شخص غير مرغوب فيه"

من أسعد تلحمي:

أصرت أوساط قريبة من رئيس الحكومة الاسرائيلية اريئيل شارون على عدم اخماد جذوة الأزمة الديبلوماسية الناشبة مع فرنسا، مستخفة بإعلان فرنسا ان شارون غير مرحب به لتقول ان الاتصالات لترتيب موعد لزيارة رئيس الحكومة الى باريس جمدت قبل ثلاثة اشهر و"لا يمكن تجميد ما كان مجمداً منذ فترة"، بحسب هذه الأوساط.

واضافت ان شارون لم يتراجع عن أقواله حول تفاقم ظاهرة العداء للسامية في فرنسا وانه على رغم تقديره للجهود التي تبذلها الحكومة الفرنسية للحد منها فإنه يدعو يهود فرنسا الى الهجرة الى اسرائيل تماماً، كما يدعو سائر اليهود في العالم الى القدوم الى الدولة العبرية.

وكان مكتب شارون نفى تلقيه رسالة فرنسية تقول انه "شخصية غير مرغوب فيها". وقالت الاذاعة العبرية ان السفارة الفرنسية في تل ابيب نفت هي ايضاً ذلك.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن موظف اسرائيلي تلخيصه الأزمة قائلاً ان ثمة سوء تفاهم اساسياً بين الدولتين حصل في مسألة هجرة اليهود "وما نراه نحن حقاً طبيعياً وعادلاً بالعودة الى صهيون يبدو لفرنسا محاولة للضغط على مواطنيها بمغادرتها من خلال الدمج بين الاعتداءات والتهديدات بتعاظم اللاسامية، ويصعب على الفرنسيين فهم ذلك".

وكانت الصحف العبرية تناولت فتور العلاقات بين البلدين منذ زيارة شارون إلى باريس قبل اكثر من ثلاثة أعوام، وشبه انعدام الاتصالات الهاتفية بين الرئيس جاك شيراك وشارون فضلاً عن اتهام تل ابيب لفرنسا بتبني مواقف مؤيدة للفلسطينيين "تلقائياً".

وتزامن الادعاء الإسرائيلي بتنامي ظاهرة العداء للسامية في أوروبا عموماً، وفرنسا تحديداً، مع تقرير نشرته صحيفة "معاريف" العبرية عن قلق إسرائيل من "سيطرة الإسلام على أوروبا" حيال الزيادة الكبيرة على عدد المسلمين في دولها "وارتبـاطهم بالمنـظمات الإرهابية". وأفادت نقلاً عن تقرير مصـنف سرياً لوزارة الخارجية الإسرائيلية أن معظم دول أوروبا تنظر إلى وجود "المسلمين المتطرفين" على أراضيها باعتباره تهديداً لأمنها ومجتمعها. وجاء في التقرير أن "معطيات ديموغرافية تتوقع زيادة سريعة في عدد المسلمين ووزنهم النسبي في دول أوروبا ازاء تواصل الهجرة إليها والتكاثر الطبيعي ما قد يعزز تأثير المسلمين على بلورة صورة أوروبا في المستقبل".

ويتابع معدو التقرير ان موجة هجرة المسلمين إلى أوروبا، وعلى وجه الخصوص النساء، ترتفع. وان دول أوروبا فشلت في مواجهة ظاهرة "العرائس المستوردة" من دول إسلامية للزواج بشباب مسلمين يعيشون في أوروبا ويرفضون الزواج ممن تعرضن لـ"الانحلال الاخلاقي في دول الغرب". ويضيف هؤلاء انه بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 والتفجيرات في مدريد في آذار (مارس) 2004 "تعاظم القلق الأوروبي من الإسلام والمسلمين والعرب".

ويشخص التقرير اتجاهين متناقضين في أوساط مسلمي أوروبا، أحدهما يضم فئات واسعة، يريد الاختلاط بالسكان الأصليين، في مقابل مجموعات صغيرة راديكالية تطالب بالاعتراف بخصوصياتها. ويضيف ان المهاجرين المسلمين إلى فرنسا وبريطانيا والمانيا يميلون إلى التقوقع داخل الجاليات الإسلامية وإقامة مؤسسات جماهيرية ودينية وإثنية خاصة بهم.

ويجزم التقرير بأن عشرات من المنظمات المتأثرة بأيديولوجية الاخوان المسلمين "تنشط في أوروبا وتنقل رسائل متطرفة إلى رعايـاها في مخـتلف انحـاء أوروبا عبر مساجد لا تخضع لرقابة السلطات المحلية"، وان الشباب الذين يتلقون الرسائل يشكلون "مستودعاً لتجنيد عدد منهم للقيام بعمليات إرهابيـة تحت شـعار الاخوة والمصير المشترك".