وجد رئيس الحكومة الاسرائيلية أريئيل شارون ضالته في الأحداث التي تجتاح قطاع غزة لتبرير خطته للانفصال الأحادي عن الفلسطينيين ولدعم ادعائه بغياب شريك فلسطيني للتفاوض معه.

وجد رئيس الحكومة الاسرائيلية أريئيل شارون ضالته في الأحداث التي تجتاح قطاع غزة لتبرير خطته للانفصال الأحادي عن الفلسطينيين ولدعم ادعائه بغياب شريك فلسطيني للتفاوض معه.

وقال شارون لوزرائه في جلسة الحكومة الاسبوعية، أمس الأحد، ان الحديث عن شريك فلسطيني "غير واقعي". واعلن وزير الدفاع شاؤول موفاز "ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يحاول خلق انطباع كاذب بإجرائه اصلاحات في السلطة الفلسطينية لا يعتزم في واقع الامر تطبيقها"، مضيفاً ان التطورات التي شهدها القطاع في الايام الاخيرة ليست سوى "لعبة كراسٍ موسيقية مع الحرس القديم" وان منفـّذي عمليات الاختطاف يحاولون الضغط على عرفات، لكنه يبقي الصلاحيات في يديه. ورأى وزير الخارجية سيلفان شالوم ان حال الفوضى لا تصب في مصلحة اسرائيل "التي لا ترغب في انهيار السلطة الفلسطينية"، على حد زعمه، لكنها "تسعى الى تولي قيادات فلسطينية معتدلة المسؤولية وانتزاع السيطرة على الاجهزة الامنية والموارد المالية من الرئيس الفلسطيني". واعرب نائب رئيس الحكومة ايهود اولمرت عن أمله في نجاح "المعتدلين الذين يتحلون بالمسؤولية في فرض سيطرتهم للتوصل الى حل معنا.. امثال... لا اريد ان أنطق بأسماء لئلا أحرقها".

ودعا وزير الصحة الاسرائيلي داني نافيه الى "استغلال الفرصة" والتخلص من عرفات "لأن احداً في الشارع الفلسطيني لن يبكيه". في حين دعا الرئيس الاسرائيلي موشيه قصاب الرئيس عرفات الى الاستقالة وفتح الطريق امام "قوى عقلانية يمكن إنجاز تسوية معها".

ونقلت وسائل الاعلام العبرية، التي طغت تطورات القطاع على اهتماماتها الرئيسية، عن مصادر امنية اسرائيلية اعتقادها بان تداعيات ما يحصل ستكون شديدة التأثير في خطة فك الارتباط وقد تعرقل تنفيذها.

وتناولت الصحف العبرية في تعليقات "الخبراء الاسرائيلين في الشؤون الفلسطينية" انعكاسات ما يحصل في الاراضي الفلسطينية على مكانة الرئيس الفلسطيني واعتبرت ان التطورات "زعزعت" هذه المكانة لكنها حذرت من الحديث عن "نهاية عهد عرفات" واستذكرت توقعات سابقة كهذه سرعان ما تبددت على رغم ان "الفوضى والانحلال الأمني لا مثيل لهما". وكتب عميت كوهين في "معاريف" ان الرئيس الفلسطيني "بارع في السير على حبل رفيع ومن السابق لأوانه نعيه"، متوقعاً "اراقة دماء فلسطينية" في اليوم التالي لانصراف عرفات "الذي يترك وراءه ارضاً محروقة".

الى ذلك فتحت الاذاعات العبرية الباب امام مسؤولين فلسطينيين لتوجيه انتقادات غير مسبوقة في حدّتها الى الرئيس الفلسطيني.