أحد كبار جرّاحي القلب في إسرائيل متهم بتلقي الرشوة من المرضى

ما الذي يجري في جهاز الصحة العام في إسرائيل؟ - سؤال راود الصحف العبرية قاطبة يوم الخميس (15/7/2004) بعد الكشف عن قضيتين خطيرتين في هذا الجهاز.

القضية الأولى هي القبض على واحد من كبار أطباء جراحة القلب في المركز الطبي "شيبا" في مستشفى "تل هشومير" (تل أبيب)، بروفيسور آدم سمولنسكي، الذي يسكن في مدينة نتانيا، بتهمة تلقيه رشوة بمبالغ تفوق عشرات آلاف الدولارات من مرضاه مقابل موافقته على إجراء عمليات داخل المستشفى العمومي. ولم يتوقف الكشف عند هذا الحد، لا بل تبين من خلال التحقيق مع المتهم وجود جمعية يرأسها الرابي ايليميلخ فيرر، تعاونت مع سمولنسكي ووجهت على مدار سنوات ماضية الكثير من المرضى اليه مقابل مبالغ مالية..

وأشارت مصادر من الشرطة الاسرائيلية الى ان الشهادات االتي بحوزتها في هذا الصدد تعود الى العام 2001، والتي تؤكد أيضاً ان المشتبه به طلب في بعض الأحيان من مرضاه ومن أبناء عائلاتهم "التبرع" بآلاف الشواقل الى صندوف "الابحاث" كشرط أساسي لاجراء العملية، وتفحص الشرطة اذا ما قام هذا الصندوق بتحويل نسبة من التبرعات الى "البروفيسور المحترم".

وتعقيبًا على هذه القضية، كتب ران رزنيك، مقالاً في صحيفة "هآرتس" تحت عنوان "صمت وزارة الصحة"، إتهم من خلاله وزير الصحة الاسرائيلي، داني نافيه، ومدير مكتبه، البروفيسور آفي يسرائيلي، بعدم الجدية في اتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الموضوع، وإعتبر تصرفهما و"صمتهما" بمثابة تواطؤ مع "الطب الأسود"، الذي اعتبره أكثر الظواهر "المنفرة" في المجتمع الإسرائيلي..

وأضاف "رزنيك" ان "الطب الاسود"، الذي يترجم عن طريق الرشوة والإهمال وتلقي أموال من "تحت الطاولة"، إزدادت حدته في السنوات القليلة الماضية، واتهم وزارة الصحة بعدم إتخاذ خطوات كافية من اجل لجم الظاهرة. وقال في هذا السياق: "وزارة الصحة لم تقم ولا بأية خطوة عملية بعد ادانة فلاديمير ييكريفتش (طبيب إسرائيلي مسؤول آخر) بتلقي رشوة، ولا حتى في اعقاب الاتهامات ضد جراح القلب بروفيسور جدعون اورتسكو المتهم باشتراط العمليات مدفوعة الاجر مقابل التبرع لجمعية الاصدقاء في مستشفى ايخيلوف".

إهمال في اقسام الأطفال

أما القضية الخطيرة الثانية فقد ظهرت بعدما كشفت صحيفة "هآرتس" عن وقوع خطأ نتيجة إهمال قامت خلاله ممرضة من مستشفى "معياني هيشوعا" في بني براك بإعطاء مولود "جرعة غذاء" في جهاز الدم. ويأتي هذا الحدث بعد اسبوعين فقط من حدث مشابه حصل في المركزالطبي "شيبا" في مستشفى" تل هشومير"، ولكن هذه المرة ("معياني هيشوعا") كانت القضية أخطر إذ حاولت إدارة هذا المستشفى في بني براك إخفاء الحدث وتأخير الإعلان عنه الى حين كشف صحيفة "هآرتس"، الذي أكد ان مدير مستشفى "معياني هيشوعا" لم يقم بإعلام الوزارة بالموضوع ..

ويذكر انه نتيجة لهذا الخطأ تدهور وضع المولود، الامر الذي تسبب له بتلوث في جسمه الى أن ساءت حالته، وفي نهاية المطاف تحسن وضعه ونقل الى البيت بوضع جيد.

إصلاح في سوق الادوية سيؤدي إلى إغلاق الكثير من الصيدليات في اسرائيل

وفي قضية صحية بعيدة عن الإهمال والرشاوى تم، مؤخرًا، إقرار البرنامج الإصلاحي الجديد في سوق الادوية الاسرائيلي الذي سيؤدي الى إغلاق جزء كبير من الصيدليات، اذ يقضي البرنامج ببيع عدد كبير من انواع الدواء من دون وصفة طبية.

وتوجد في إسرائيل اليوم (650) صيدلية، منها (500) صيدلية خاصة، ويتهدد خطر الاغلاق جزءًا كبيرا من تلك الصيدليات الخمسمائة. وقدرت اوساط في سوق الأدوية بأن تنفيذ "برنامج الاصلاح" المذكور لبيع أدوية بدون وصفات طبية، سوف يؤدي الى زيادة بنسبة تتراوح بين (5%) و(10%) في استهلاك الأدوية. ومن الناحية الاخرى يتبين ان اسعار الادوية لن تنخفض، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف تغليف الادوية وتعليبها. وتقدر أرباح الصيدليات الخاصة من بيع أدوية بدون وصفات طبية بنسبة (35%) بالمتوسط، مقابل أرباح بنسبة تقدر بـ (12%) من بيع أدوية بواسطة وصفات طبية.

وتتوقع اوساط في سوق الأدوية ان بيع الادوية بدون وصفات طبية، في محطات الوقود وشبكات تسويق المواد الغذائية وحوانيت اخرى، سيؤدي الى انخفاض بيع الأدوية بدون وصفات طبية في الصيدليات العامة ما سيؤدي الى المس بأرباحها. وتبين انه في السنوات الاخيرة ازداد عدد المنتجات التي تباع في الصيدليات الخاصة والمستقلة، ومنها مواد غذائية ومنتجات طبيعية ومواد تنظيف وعطور، بهدف تعويض الانخفاض في الأرباح.