تعزز احتمالات انضمام الأحزاب الدينية سوية مع "العمل" إلى حكومة شارون

تعززت احتمالات انضمام حزب "يهدوت هتوراة" الديني الاشكنازي المتشدد الى حكومة اريئيل شارون مع توجيه الأخير دعوة لأقطاب الحزب للقائه الاحد المقبل، وسط أنباء عن انجاز اتفاق ائتلافي أولي بين الطرفين وضعت تفاصيله في اجتماعات سابقة بينهما ولمح اليه أحد نواب الحزب في الكنيست، مضيفاً ان كبار حاخامات الحزب سيبتون في مسألة الانضمام الى الحكومة. وليس مستبعداً أن تلحق حركة "شاس" الدينية الشرقية بالركب، ما ينذر باستثناء شارون لحزب "شينوي" العلماني، الشريك الأبرز في حكومته الحالية من توليفته الجديدة.

وسوّغ شارون اتصالاته بالمتدينين الـ(حريديم) بأنه لا مناص من توسيع قاعدة حكومته البرلمانية التي تقلصت مع تنحية وزيري "الاتحاد القومي" المتطرف وانسحاب زعيم حزب "مفدال" الديني. وقال شارون ان حزب "شينوي" أثبت انه "شريك ممتاز"، لكنه لا يمكن مواصلة العمل من دون غالبية برلمانية مشيداً، في غمز واضح من "شينوي" بتصريحات شريكه العتيد في الحكومة الجديدة زعيم حزب "العمل" شمعون بيريس التي أكد فيها ان حزبه لا يشطب أي شريك محتمل في الحكومة، بعكس موقف "شينوي" الذي كرره زعيمها الوزير يوسف لبيد أمس القاضي بانسحاب الحزب من الحكومة في حال ضم الـ"حريديم" اليها. ويؤكد مراقبون ان شارون وجد نفسه مضطراً لاعادة التحالف مع الـ"حريديم" حيال رفض أركان حزبه تشكيل حكومة علمانية تمثل تيار الوسط ويسار الوسط (شينوي والعمل) وبعد تلميحات قوية من أقطاب الحزبين الدينيين بأنهم سيدعمون خطة شارون لفك الارتباط عن غزة.

وكان المكتب السياسي لحزب "العمل" منح زعيمه شمعون بيريس الضوء الأخضر للتفاوض مع "الليكود" الذي يتزعمه شارون للانضمام الى حكومته. وفي المقابل فشل بيريس في اقناع حركة "ياحد" اليسارية بدعم التوليفة الحكومية الجديدة المتوقعة. وقال زعيمها يوسي بيلين ان الحركة لن تدعم رئيس حكومة في اسرائيل يضلل العالم بخطته للانفصال عن غزة. وهاجم هرولة "العمل" الى الحكومة واعتبرها خطأ شنيعاً. اما لبيد فحذر "العمل" من الانهيار التام في حال شارك في "اللعبة القذرة" لاستثناء "شينوي" من الحكومة وتوعد بدفن "العمل" في الانتخابات المقبلة.

استطلاع

الى ذلك أفاد استطلاع نشرت نتائجه صحيفة "معاريف" ان 71 في المئة من الاسرائيليين يؤيدون تشكيل حكومة "وحدة وطنية" (مع حزب العمل والمتدينين) مقابل 29 في المئة أيدوا حكومة يمينية. وقال 54 في المئة انهم يفضلون حكومة علمانية. وأيد 51 في المئة تعيين بيريس وزيراً للخارجية مقابل 32 في المئة دعموا بقاء وزير الخارجية الحالي سيلفان شالوم في منصبه. ودل الاستطلاع على أن ميزان القوى بين اليمين واليسار، الذي ترجح كفته لليمين، لن يتغير تقريباً لو جرت انتخابات برلمانية اليوم (68 نائباً لليمين والمتدينين، 39 للعمل وياحد والعرب و13 لحزب الوسط شينوي).