مصادر إسرائيلية: شارون ماض في تطبيق خطة "فك الارتباط"!

رجحت مصادر متطابقة، في نهاية الأسبوع، أن يمضي رئيس الوزراء الاسرائيلي، أريئيل شارون، قدمًا في تطبيق خطته بشأن "فك الارتباط"، على رغم إشارة هذه المصادر إلى أن نتائج الاستفتاء في "الليكود" ستؤدي إلى "إرجاء ذلك لأسابيع معدودة"، حسبما كتبت مثلا صحيفة "معاريف" اليوم الجمعة.

وتستند هذه المصادر في ترجيحها هذا، وضمن أمور أخرى، إلى تصريحات شارون نفسه، سواء خلال لقاءاته الأخيرة (مثل لقائه سفراء دول الاتحاد الأوروبي، الخميس) أو خلال إتصالاته الدبلوماسية (ذكر في هذا الصدد أن شارون وجّه بلاغًا واضحًا إلى الادارة الأميركية وإلى عدة عواصم أخرى في العالم، بما فيها العاصمة المصرية القاهرة، بأنه عاقد العزم على التمسك بخطته الأصلية وأنه سيعمل على تطبيقها. وقالت إحدى الروايات إن شارون تحادث في هذا الخصوص مع الرئيس المصري حسني مبارك). وسوية مع هذا يؤكد شارون أنه "بحاجة إلى عدة أسابيع من أجل إنهاء جولة مشاوراته مع الوزراء وأعضاء الكنيست. وفقط بعد ذلك يعلن للملأ كيف سيكون في مقدرته أن يتجاوز عقبة الاستفتاء في طريق تطبيق الخطة".

إلى ذلك أعلن إيهود أولمرت، القائم بأعمال رئيس الوزراء الاسرائيلي والمقرب من شارون، أنه ينبغي تطبيق خطة "فك الارتباط" بحذافيرها، بغض النظر عن نتائج الاستفتاء في "الليكود". في الوقت ذاته أذيع أن أجهزة الأمن الاسرائيلية تعارض، بصورة جارفة، أن تنصرف اسرائيل نحو بلورة "خطة بديلة" لخطة "فك الارتباط" التي لم تحظ بتأييد منتسبي "الليكود" في الاستفتاء المذكور. ورأى مراقبون أن موقف أجهزة الأمن هذا جاء ردّا على إقتراحات تم طرحها في بحر الأسبوع الجاري ونسب معظمها إلى أوساط قريبة من شارون وموظفي مكتبه.

من ناحيته أشار عوزي بنزيمن، المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس" (7/5/2004)، إلى أن النزعة السائدة في أجهزة الأمن الاسرائيلية الآن، عقب فشل شارون في إستفتاء "الليكود"، هي "العودة إلى طريق البحث" عما أسماه ب "الشريك في الجانب الفلسطيني". ويكتب في هذا الشأن ما يلي: "التحليل الذي أجري هناك (في أجهزة الأمن) يقول إن معارضة خطة فك الارتباط لم تنجم عن رفض الانسحاب من غزة ( هذا الرفض قائم بإصرار فقط لدى المستوطنين أنفسهم)، وإنما هي ناجمة عن استخلاص منتسبي الليكود أن الخطة لن تؤدي إلى وقف الإرهاب. وما يؤكدونه في أجهزة الأمن أن الطريق لتحسين المقابل لقاء الانسحاب يمر عبر إتفاق مع الفلسطينيين يشمل أيضًا إيقاف العمليات التفجيرية. غير أن ثمة عقبة جديدة وضعت في هذا الطريق وهي وعد بوش ورسالته إلى شارون في 14 نيسان/ أبريل. فأية قيادة فلسطينية ستكون مستعدة الآن للتوصل إلى تسويات مع اسرائيل التي تحتفظ في ملفاتها بموافقة أمريكية على تعديلات حدودية وعلى رفض لحق العودة؟".

هذا وأشار إستطلاع الرأي الأسبوعي لصحيفة "معاريف" (نشر اليوم الجمعة ويستند إلى عينة من 526 شخصًا يمثلون السكان البالغين في اسرائيل) إلى أن أكثر من نصف الاسرائيليين (54 بالمئة) يؤيدون خطة "فك الارتباط" في حين يعارضها 35 بالمئة فقط. وقال 43 بالمئة إن شارون سينجح في نهاية المطاف بتطبيق الخطة، فيما قال 44 بالمئة إنه لن ينجح في تطبيقها. كما أكد 57 بالمئة أن اسرائيل لن تظل في غزة في المستقبل، مثلا بعد ثلاث إلى خمس سنوات، في حين قال 34 بالمئة إنها ستبقى. وبقيت نسبة غير الراضين من أداء شارون كرئيس للوزراء بشكل عام متجاوزة لنصف الاسرائيليين (54 بالمئة) في حين أن نسبة الراضين هي 45 بالمئة.

وقال أوري روزين، المعلق في "معاريف"، في تعقيبه على نتائج الاستطلاع، إن أكثرية ليست ضئيلة في أوساط الاسرائيليين عمومًا وأيضًا في أوساط منتسبي "الليكود" ترغب بأن يواصل شارون بذل جهوده لتمرير خطة "فك الارتباط".