"كيان واحد لليهود في إسرائيل والعالم أجمع"

كتب وديع عواودة:

من المتوقع ان تبحث الحكومة الاسرائيلية في جلستها القادمة، يوم الاحد المقبل، التقرير الذي اعدته الوكالة اليهودية بعنوان " حال الشعب اليهودي في العام 2004 " بهدف البت بالتوصيات التي تضمنها بعدما كانت الوكالة قد طرحته على طاولة رئيس الوزراء الاسرائيلي، أريئيل شارون، بصورة رسمية امس الاول. التقرير، وهو الاول من نوعه، يدعو في صلبه الى اعتبار اليهود في اسرائيل وفي العالم جسما واحدا "خلافا للوضع الراهن اليوم" .


وكان الوزير نتان شرانسكي قد اقترح في مستهل الجلسة الحكومية اقامة"سينات يهودي" يمثل التنظيمات والتجمعات اليهودية في العالم ويكون بمثابة جسم استشاري يقدم خدماته للكنيست وللنواب لكن شارون طلب الى الوزراء عدم الخوض بتفاصيل التقرير وارجاء البت بتوصياته الى جلسة حكومية قادمة. وعلى هامش بحث مصير الشعب اليهودي في العالم اثناء الجلسة الاسبوعية للحكومة كان وزير العدل قد اعتبرالمؤسسة الحاخامية الارثوذوكسية المتزمتة في اسرائيل واحدًا من اسباب ابتعاد شخصيات يهودية عالمية عن إسرائيل، ما دفع وزير الخارجية الى اتهامه بالعنصرية فرد عليه لبيد متهما اياه باللاسامية.

ازدياد الزواج المختلط يقلق الوكالة اليهودية

ويفيد التقرير ان 92% من اليهود في العالم يسكنون في 20% من دول العالم، التي تعتبر اغنى الدول والاكثر تطورا وذلك نتيجة خروج اليهود من الدول العربية في سنوات الخمسين من القرن الماضي والهجرة الكبرى من رابطة الدول التي كانت تشكل في الماضي الاتحاد السوفياتي الى اسرائيل في سنوات التسعين.

وينوه التقرير بتضاؤل نسبة التكاثر السكاني لدى اليهود مقارنة مع المجتمعات الانسانية الاخرى لافتا الى انه فيما ازداد عدد سكان العالم، خصوصا في الدول الفقيرة، بنسبة 70% بين السنوات 1970- 2003 ازداد عدد اليهود خلال هذه السنوات بنسبة 2% فقط. ولم يرد هذا التقرير بمعزل عن حقيقة الضعف البارز للهجرة اليهودية من العالم الى إسرائيل في السنوات الاخيرة اضافة الى بلوغ نسبة غير اليهود من مهاجري روسيا اليها 30% ، كما يفيد كتاب جديد للمحاضر الجامعي د. ماجد الحاج من جامعة حيفا.

آثار التقرير على اسرائيل ومواطنيها العرب

وعلى ضوء توصياته من المتوقع ان يثير التقرير جدلا كبيرا لكون طلب اعتبار دولة اسرائيل ويهود العالم كيانا واحدا يعني المزيد من المس بحقوق المواطنين العرب كاقلية قومية، اذ يوصي التقرير بتعزيز الطابع اليهودي لاسرائيل بواسطة منح الاولوية للهوية اليهودية في جهاز التعليم والاعتراف بمكانة الحركات اليهودية غير الارثوذوكسية، تقديم الدعم المالي لجهاز التعليم اليهودي في انحاء العالم، انشاء اكاديمية يهودية لاعداد قيادة مستقبلية لترأس الجاليات اليهودية في العالم، بلورة سياسة يهودية عامة والعالم الاسلامي خاصة، انتهاج سياسة فعالة لتشجيع التهويد. هذا الى جانب التوصية بزيادة المشاركة اليهودية العالمية في قضايا حقوق الانسان.

النائب محمد بركة: اسرائيل تتحول بقوة لدولة عنصرية لا نظير لها في العالم

يذكر ان موشيه ارنس، عضو الكنيست والوزير السابق، كان قد قدم مشروع قانون قبل خمس سنوات يمنح حق الاقتراع للاسرائيليين اليهود المقيمين خارج اسرائيل والذين يقدر عددهم بنحو نصف مليون مصوت، ما يعني اختلال الميزان السياسي البرلماني بحيث يفتح الباب امام وضع جديد يجد فيه المواطنون العرب دون تمثيل برلماني عبر احزابهم.

في حديث ل"المشهد الاسرائيلي" قال النائب محمد بركة ( الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة) ان توصيات الوكالة اليهودية بدمج يهود العالم مع اسرائيل في كيان واحد يأتي ضمن المساعي المحمومة التي تمارسها اسرائيل والحركة الصهيونية عامة من اجل "مكافحة مخاطر الديموغرافية الفلسطينية" ومن خلفها تقف ذات الاسباب لولادة خطة شارون بالانسحاب من قطاع غزة. واشار بركة إلى ان تبني توصيات الوكالة اليهودية بشأن مصير اليهود في العالم الى جانب قانون العودة وقانون المواطنة الذي يحرم زواج المواطنات العربيات من ازواج داخل الاراضي المحتلة كل ذلك سيصنع من اسرائيل كيانًا سياسيًا هجينًا لا مثيل له في العالم لافتا الى ان التوصيات المذكورة تهدف الى تثبيت الطابع العرقي للدولة ولمؤسساتها وهذا ما ينبغي ان يعارضه المواطنون العرب بشدة. واكد بركة ان تبني هذه التوصيات من قبل الحكومة يعني امعان اسرائيل في خطواتها المتسارعة نحو التحول الى دولة عنصرية غير مسبوقة نظرا لمساهمة المقترحات الجديدة في تجذير العقلية العرقية التي تعفي الانسان القاطن في الخارج من اعباء المواطنة من دفع ضرائب وخدمة عسكرية وغيرها وتمنحه حقوق المواطنة على رأسها حق التصويت شرط ان يتسجل يهوديا.

د. محمود محارب: "محاولة لزيادة الهجرة اليهودية وتعزيز الديموغرافيا اليهودية"

في حديث ل "المشهد الاسرائيلي" قال مدير مركز الدراسات الاسرائيلية في جامعة القدس د. محمود محارب ان الوكالة اليهودية بادرت الى وضع هذا التقرير في ضوء تنامي العداء الدولي لإسرائيل وللصهيونية وتوجيه اللوم والنقد الى يهود العالم نتيجة الجرائم المقترفة بحق الفلسطينيين لافتا الى ان الوكالة تهدف إلى اغتنام الفرصة لربط اليهود في العالم واسرائيل ضمن مصير واحد وحصد الثمار السياسية للوضع الدولي الناشىء نحو تشجيع المزيد من الهجرة الى اسرائيل.. اضاف محارب "امام ازدياد تعرض يهود العالم الى الانتقادات من قبل الاسرة الدولية تحاول الوكالة اليهودية عبر التوصيات الواردة في تقريرها الجديد اعفاءهم من مواجهة موجة العداء لهم من خلال تشجيعهم على بناء كيان واحد سوية مع اسرائيل باعتبارها ممثلة لهم بنظر الوكالة والهجرة اليها".

يشار الى ان بحثًا جديدًا وضعه استاذ علم الاجتماع في جامعة حيفا، د. ماجد الحاج، اكد تراجعا كبيرا في الهجرة اليهودية الى البلاد والى كون 30% من القادمين الجدد الوافدين من روسيا من غير اليهود، ما دفع اسرائيل الى وقف هجرة هؤلاء حرصا على الهوية اليهودية للدولة العبرية.