كبير مستشاري شارون لصحيفة "هآرتس": خطة الانفصال تعني تجميد العملية السياسية

أكد المحامي دوف فايسغلاس، كبير مستشاري رئيس الحكومة الإسرائيلي، أريئيل شارون، لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، من خلال مقابلة أدلى بها للصحفي أري شفيط وسينشر نصها الكامل في عدد الصحيفة الصادر يوم الجمعة (8/10)، أن "معنى خطة الانفصال هو تجميد العملية السياسية".

وقال فايسغلاس: "عمليًا، كل هذه الرزمة التي تسمى الدولة الفلسطينية سقطت من جدول أعمالنا لفترة غير محددة زمنيـًا. الخطة (خطة الانفصال) تزود كمية الفورملين المطلوبة حتى لا تكون عملية سلمية مع الفلسطينيين".

يشار إلى أن المحامي فايسغلاس ترك مهام منصبه في مكتب رئيس الحكومة لصالح مكتب المحاماة التابع له، لكنه يشغل الآن منصب مستشار رئيس الحكومة لشؤون المفاوضات السياسية مع الأميركيين.

ولم ينكر فايسغلاس، خلال اللقاء، الإنجاز المركزي لخطة الانفصال وهو تجميد العملية السلمية "بشكل قانوني"، وفسر ذلك بقوله: "العملية السياسية هي إقامة دولة فلسطينية، على جميع المخاطر الأمنية المنوطة بذلك. العملية السياسية هي إخلاء بلدات، إعادة لاجئين وتقسيم القدس. لقد تم تجميد كل ذلك. يمكن لأريئيل شارون أن يقول باستقامة بأنه توجد هنا عملية جدية ستفضي إلى بقاء 190 ألف مستوطن في مكانهم من أصل 240 ألف مستوطن".

كما اعترف فايسغلاس بأن أحد أسباب إيجاد خطة الانفصال هو الدعم الواسع الذي حظيت به "مبادرة جنيف" وانتشار ظاهرة رفض الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي. ويقول فايسغلاس: "لقد اتفقت مع الأميركيين، في الواقع، أنه عن قسم من المستوطنات، لن تدور مفاوضات إطلاقـًا".

مكتب شارون: صياغة متغطرسة وغير ناجحة

عن "أراب واينت": ردت مصادر في محيط رئيس الحكومة بقولها: "ما حاول فايسغلاس قوله بشكل متغطرس وبشكل غير ناجح هو أنه لو لم يبادر رئيس الحكومة إلى الخطة، فكانت إسرائيل ستدخل في دوامة من المبادرات السياسية الأخرى التي كانت ستجبي ثمنـًا باهظـًا من إسرائيل في ظروف أقل جودة".

وأضافت المصادر: "كما هو معروف، لا يمكن الاشتباه بصقورية زائدة لدى فايسغلاس. من الواضح أنه لولا خطة الانفصال، لكنا اليوم بعد أكثر من عامين بعد خطة "خارطة الطريق" التي بادر إليها الرئيس بوش ولكنا مجبرين على الشرح للعالم لماذا لا نتقدم".

كما قالت المصادر: "لولا خطة الانفصال، لكنا مرغمين اليوم على الحديث عن قضيتي القدس واللاجئين. خطة الانفصال نجحت في تأجيل ذلك. يجب أن نتذكر بأن خطة رئيس الحكومة هي خطة شجاعة لأنها تؤدي إلى إخلاء مستوطنات غير مشمولة في التسوية الدائمة".

وقال رئيس كتلة "الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة"، عضو الكنيست محمد بركة، تعقيبـًا على أقوال فايسغلاس: "أقوال فايسغلاس الفظيعة تجسد وجوب إسقاط نظام حكم شارون بأسرع وقت ممكن".

ورد عضو الكنيست ران كوهين (ياحَـد) على أقوال فايسغلاس بقوله: "يعرف الجميع أن الحل هو وجود دولتين لشعبين على أساس اتفاقية جنيف، خطة كلينتون أو الاستفتاء القومي". وأضاف كوهين: "وظيفة خطة الانفصال هي الخروج من كافة أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، إخلاء المستوطنات وتأسيس دولة إسرائيل في حدود العام 1967. وفي اللحظة التي تبدأ فيها عملية الانفصال، ستبدأ العملية التي ستؤدي إلى حل شامل، شاء شارون أم أبى".