اسرائيل تدعي "وجود مصاعب" في جمع المعلومات عن مستوطناتها في الضفة الغربية

ذكرت تقارير صحافية عبرية ان وزارة الدفاع الاسرائيلية بحثت، في الاونة الاخيرة، اقتراحا باستخدام القمر الصناعي الاسرائيلي في تصوير ومراقبة انشطة البناء والتوسع في المستوطنات اليهودية بالضفة الغربية وذلك بدعوى ما وصف بـ "عدم نجاح السلطات في جمع المعلومات حول انشطة البناء الجارية في المستوطنات"، تمهيدا لمقارنتها مع المعلومات والمعطيات التي يقوم الاميركيون بجمعها عن هذه الانشطة بواسطة اقمارهم الخاصة.

وقالت صحيفة "هآرتس"، التي اوردت ذلك في عددها الصادر يوم الاثنين 6/9/2004، ان الاقتراح اثير في ضوء ما اسمته بـ "المصاعب التي تواجهها اسرائيل في الحصول على معلومات وافية وموثوقة عن المستوطنات" تمهيدا للمباحثات المرتقبة مع المسؤولين الاميركيين حول حدود البناء "المسوح به" في المستوطنات و"القيود على توسعها".

والمحت الصحيفة في تقريرها، الذي كتبه مراسلها ومعلقها العسكري المعروف زئيف شيف، الى وجود حالة تسيب و"فلتان" على هذا الصعيد الذي كان من المفروض ان يحظى بمتابعة جهات مختصة في وزارة الدفاع والادارة العسكرية في الضفة الغربية.

واوضحت ان فرع البنى التحتية في "الادارة المدنية" هو المسؤول عن جمع مثل هذه المعلومات، علما ان الضابط الذي يترأس هذا الفرع منذ اكثر من عشر سنوات، ورتبته "مقدم" في الجيش الاسرائيلي، هو شخصيا "مستوطن" يقطن في احدى مستوطنات الضفة الغربية (....) ويتولى فرع البنى التحتية المذكور، مسؤولية "التفتيش على البناء في المستوطنات" ومن بين مهماته "توثيق اية تغيرات" على هذا الصعيد بمساعدة مفتشين وضعت سيارات خاصة لهذا الغرض تحت تصرفهم.

وطبقا للمعلومات المتوافرة لوزارة الدفاع الاسرائيلية فان مجموع المستوطنات القائمة في الضفة الغربية يبلغ 123 مستوطنة اضافة الى اربع او خمس مستوطنات كبرى بمكانة "مدينة" (مثل ارئيل ومعالية ادوميم وعمانوئيل.......)

وكانت الحكومة الإسرائيلية قد طلبت من المسؤولين الأميركيين إرجاء المحادثات بين الجانبين حول خطوط حدود المستوطنات التي وافقت الإدارة الأمريكية على السماح لإسرائيل ببناء وحدات سكنية جديدة داخلها لسد ما وصف بـ "إحتياجات النمو الطبيعي"، وأشارت "هآرتس" إلى أن المسؤولين الإسرائيليين طلبوا إرجاء قدوم الخبراء الأميركيين إلى إسرائيل لريثما تتمكن الأخيرة من جمع معلومات وافية ودقيقة في هذا الشأن.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي إعرابهم عن إستغرابهم إزاء "الإقتراح" باستخدام القمر الصناعي الإسرائيلي في مهمة التقاط الصور وجمع المعلومات حول المستوطنات، معللين تحفظهم بالقول إن "القمر الإسرائيلي ُصمِّمَ وأطلق إلى الفضاء لأهداف استراتيجية، وليس من أجل جمع معلومات عن المستوطنات".

واشارت الصحيفة إلى أن إستمرار الخلاف بين المسؤولين الإسرائيليين حول هذا "الإقتراح" سيضطر وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى العودة لإستخدام طائرات سلاح الجو في إجراء طلعات تصوير خاصة لهذا الغرض فوق المستوطنات، كما كان متبعا قبل حوالي عامين، وهي المرة الأخيرة التي قام فيها سلاح الجو الإسرائيلي بطلعة تصوير مماثلة.

ووفقاً لما أوردته "هآرتس" فإن عدداً من المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن الإدعاء حول مصاعب تواجهها إسرائيل في جمع معلومات دقيقة عن مستوطناتها، ما هو إلاّ إستمرار لسياسة التسويف والمماطلة في الموقف الرسمي الإسرائيلي تجاه هذا الموضوع و"محاولة للتهرب من نقاش جاد وجذري للمشكلة".

وذَكَّر المسؤولون الأميركيون بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، أريئيل شارون، تعهد لواشنطن في شهر نيسان المنصرم بأنه سيجد خلال فترة قصيرة تحديداً واضحاً لـ "خطوط البناء في المستوطنات"، لكن هذا التعهد لم يُنَفَّذ إلى الآن.

وأردف هؤلاء أنه لولا معركة الإنتخابات الأميركية لكانت هذه القضية قد تحولت إلى موضوع خلاف شديد بين الإدارة الأميركية وإسرائيل.

وقالت صحيفة "هآرتس" إن هذا الموضوع سيتصدر على الأرجح أجندة مواضيع البحث التي ستتناولها محادثات مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، دوف فايسغلاس، خلال زيارته المرتقبة لواشنطن، إضافة إلى موضوع التعهد الإسرائيلي الآخر المتعلق بتفكيك مواقع الإستيطان غير الشرعية في الضفة الغربية.

Terms used:

هآرتس