موشيه كرادي- القائد العام الجديد للشرطة الاسرائيلية.. تساحي هنغبي- "القائد الأعلى"!

أجمعت عناوين الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم الخميس على ان تعيين موشيه كرادي قائدا عاما للشرطة الاسرائيلية، من قبل وزير الامن الداخلي الاسرائيلي، تساحي هنغبي، كان مفاجأة للجميع، بمن فيهم كرادي نفسه.

وجاءت العناوين الرئيسية في الصحف الثلاث على الوجه التالي:

* "يديعوت أحرونوت": زلزال في الشرطة .. * "معاريف": قائد عام بصورة مفاجئة * "هآرتس": مفاجأة في الشرطة- كرادي هو القائد العام.

غير ان الجميع اتفقوا على ان المهمات الماثلة أمام القائد العام الجديد للشرطة هي التالية:

· استمرار المواجهة مع العمليات الاستشهادية الفلسطينية في العمق الاسرائيلي.

· الحرب على الجريمة المنظمة.

· تطبيق خطة نجاعة بعيدة المدى في صفوف الشرطة.

· تقليص ملاكات النقباء في الشرطة، من 21 الى 15 ملاكا.

· توحيد اقسام الاستخبارات والتحقيقات.

· توحيد الألوية بشكل يسفر عن تقليصها ويوفر مصاريف طائلة.

وكرادي من مواليد 1960 لعائلة من أصل ليبي تقطن في "بات يام". حاصل على اللقب الجامعي الاول في علم الاجتماع وعلم الاجرام من جامعة بار ايلان وعلى اللقب الجامعي الثاني في الادارة العامة من جامعة حيفا. وفي السابق تسلم عدة مناصب قيادية في الجيش الاسرائيلي. في العام 1991 عين قائدا لحرس الحدود في القدس المحتلة. في العام 1994 انتقل ليصبح رئيس قسم العمليات في القيادة القطرية للشرطة. وبعد ذلك تسلم عدة وظائف قيادية في الشرطة كان من أهمها رئيس قسم الموارد البشرية وكان آخرها قيادة اللواء الجنوبي. كما كان كرادي، خلال مسؤولياته الأخيرة، احد الضباط الذين وقفوا، مؤخرا، خلف اقامة ما عرف باسم "الوحدة الاقتصادية" في الشرطة. هذه الوحدة كانت موضع خلاف في الرأي، حيث ان وظيفتها الرئيسة تمثلت في تطبيق القانون على المدينين لمؤسسة "التأمين الوطني" وسائر المؤسسات الدولانية. ومن شأن مثل هذا الامر التأدية الى "ادخال المليارات الى صندوق الدولة"، كما اشير في احدى الصحف.

تميز كرادي بأنه كانت له"علاقات خاصة جدا "مع وزير الامن الداخلي السابق، عوزي لنداو، بالاخص في الفترة التي تعكر فيها صفو العلاقات بين لانداو وبين القائد العام الحالي للشرطة، شلومو اهرونيشكي. وتشير بعض المصادر الى ان كرادي في ذلك الوقت "كان مطيعا جدا لرئيس مكتب الوزير، موشيه كحلون، الذي اصبح الان عضوا في الكنيست عن الليكود". وبحسب هذه المصادر حاول كحلون هذا "ان يدفع الى الامام تعيينات في الشرطة تخدم اجندة وزيره السياسية واجندته الخاصة ايضا".

في تشرين الاول/ اكتوبر 2002 عين كرادي قائدا للشرطة في اللواء الجنوبي. وتدريجيا تطورت "علاقات خاصة جدا" بينه وبين الوزير تساحي هنغبي في مجال "محاربة الاجرام في صفوف البدو في النقب"!

وتعيد صحيفة "هآرتس" الى الاذهان ان "هنغبي اعتبر محاربة الاجرام السالف غاية قومية. ولذا فقد كان اللواء الجنوبي اللواء الوحيد في الشرطة الذي تحددت غايات عمله بصورة مباشرة من ديوان رئيس الوزراء ومن مكتب وزير الامن الداخلي".

وتشير الصحيفة الى ان جوهر نشاط الشرطة، التي قادها كرادي، تمثل في شن حملات على سفن الكازينو في ايلات وعلى عمليات تهريب المخدرات وبائعات الهوى عند الحدود الاسرائيلية – المصرية. لكنها تنقل عن اوساط عربية في النقب قولها ان الشرطة تحت قيادته ازدادت عنفا، وهي العنيفة اصلا. وفي هذا الصدد قال مدير مركز "عدالة" في الجنوب، سالم ابو مديغم ان "العنف البوليسي آخذ في التصاعد مؤخرا. ونحن نتلقى المزيد من الشكاوى في هذا الشأن، ما يشير الى ان يد الشرطة طليقة في ممارسة هذا العنف".

من ناحيته قال عمير بن دافيد، معلق الشؤون الخاصة بالشرطة في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه بمفهوم معين وضع الوزير هنغبي نفسه "قائدًا أعلى" للشرطة. وأوضح أنه حتى قبل أن يبدأ كرادي خطواته الأولى في قيادة الشرطة "أملى عليه هنغبي قرارين هامين للغاية: تخفيض خمسة ملاكات من النقباء وتوحيد قسمي التحقيقات والاستخبارات".