تطلع لزعيم قوي كبديل للإطار القانوني.. واعتبار رفض الخدمة في المناطق مبررا (النتائج المركزية لمؤشر الدمقراطية الاسرائيلي- مواقف الشبيبة 2004)

ها هي النتائج المركزية لاستطلاع مؤشر الديمقراطية الاسرائيلي، مواقف الشبيبة 2004 ،الذي أجراه المعهد الاسرائيلي للديمقراطية:

60 في المئة من أبناء الشبيبة يتطلعون الى زعيم قوي كبديل للاطار القانوني، 43 في المئة منهم يؤيدون رفض الخدمة، 43 في المئة يؤيدون تقييد حرية التعبير لخطيب ينتقد الدولة، 36 في المئة يعتقدون انه من اجل الوصول الى القيادة يجب على المرء ان يكون فاسدا، فقط 52 في المئة يشعرون انهم جزء من الدولة، فقط 73 في المئة يرون مستقبلهم في اسرائيل، وفقط 46 في المئة يؤيدون المساواة الكاملة في الحقوق للعرب مواطني اسرائيل.


المسؤولون عن الاستطلاع، البروفيسور آشر اريان، بازيت بن ـ نون وشلوميت برنياع، ركزوا هذا العام على فئة السكان من الشبيبة في محاولة لتشخيص الشبيبة الاسرائيلية من حيث مفهومهما لأداء النظام الديمقراطي وغرس القيم الديمقراطية. وشارك في الاستطلاع 585 فتى وفتاة، يشكلون عينة تمثل السكان في سن 12 ـ 18 في البلاد.

ويشير الباحثون الى ان شخصية الفتى الاسرائيلي المتبلورة من الاستطلاع هي شخصية فتى مطيع جدا لا يختلف كثيرا عن باقي السكان، في جوانب معينة يُعرب الفتى عن مشاعر ومفاهيم ايجابية أكثر من الكبار بشأن وضع الديمقراطية في اسرائيل، وكذا يُعرب عن ثقة أكبر من الكبار بالمؤسسات الرسمية التقليدية، مثل الكنيست، الاحزاب والهستدروت.
ووجد الاستطلاع ان إحساس الانتماء لدى الشبيبة وصلتها بالبلاد وبالدولة أضعف من صلة الكبار، وان الوضع الأمني يشكل بالنسبة لها دافعا أساسيا للهجرة، مقابل الوضع الاقتصادي الذي يشكل دافعا مركزيا لدى الكبار.


بالنسبة لمدى الثقة بالمؤسسات والسلطات تبين ان هناك ثلاث مؤسسات تمنحها الشبيبة ثقتها هي الجيش الاسرائيلي، محكمة العدل العليا والشرطة. الشبيبة تعطي ثقة أعلى مما يعطيه الكبار للكنيست، للاحزاب، للهستدروت والحاخامية وتميل أكثر من الكبار الى النظر الى الكنيست، وليس المحكمة العليا، كمؤسسة للدفاع عن الديمقراطية.
وتشير النتائج الى ان أبناء الشبيبة يؤيدون أقل من الكبار الاقوال غير الديمقراطية وانهم راضون أكثر منهم من شكل أداء الديمقراطية، ولكن مع ذلك فانهم يعبرون عن مواقف إشكالية من ناحية ديمقراطية: فهم يؤيدون الترحيل، يظهرون مستوى مشاركة سياسية منخفضا، ويشعرون بصلة أضعف بالبلاد. ويشرح الباحثون هذا التناقض في ان فهم أبناء الشبيبة لمفهوم الديمقراطية يتركز بالتعابير الرسمية لطريقة الحكم والجهاز السياسي وليس بالجوهر.

53 في المئة من أبناء الشبيبة راضون عن طبيعة أداء الديمقراطية الاسرائيلية مقابل 45 في المئة من الكبار. ورغم ميل الشبيبة الى تأييد مظاهر النظام الديمقراطي، فلا تزال تسود جدا اقوال غير ديمقراطية في اوساط الشبيبة.
54 في المئة من الشبيبة يعتقدون ان السياسيين لا يميلون الى مراعاة رأي المواطن البسيط، مقابل 62 في المئة من الكبار. 43 في المئة من أبناء الشبيبة يؤيدون تقييد حرية التعبير لخطيب ينتقد الدولة، مقابل 51 في المئة من الكبار. أكثر من ثلث أبناء الشبيبة يعتقدون ان الفساد ضروري في سياق التقدم في السلم السياسي، مقابل 43 في المئة من الكبار.

من المقايسة بين أبناء الشبيبة من القطاعات المختلفة يتبين ان أبناء الشبيبة العرب يرون بقدر أقل الساحة السياسية مصابة بالفساد. 23 في المئة من أبناء الشبيبة العرب مقابل 40 في المئة من أبناء الشبيبة اليهود من مواليد البلاد و37 في المئة من المهاجرين.
كما ان أبناء الشبيبة العرب معنيون أقل بقيادة قوية ـ 43 في المئة منهم مقابل 65 في المئة من الشبيبة اليهودية من مواليد البلاد و66 في المئة من المهاجرين.

فقط 28 في المئة من أبناء الشبيبة المهاجرين يوافقون على انه يجب فرض الحظر على خطيب ينتقد الدولة بشدة، مقابل 48 في المئة من الشبيبة اليهودية مواليد البلاد و39 في المئة من الشبيبة العرب.
29 في المئة من أبناء الشبيبة أظهروا اطلاعا معقولا على العالم السياسي. فقط نحو نصف الشبيبة يعبرون عن اهتمام في السياسة. البنون يهتمون، يتدخلون وضالعون بقدر أكبر في السياسة مقابل البنات (43 في المئة من البنين أظهروا معرفة سياسية متوسطة أو كبيرة مقابل 18 في المئة من البنات، 62 في المئة من البنين يتحدثون في الشؤون السياسية مع العائلة مقابل 49 في المئة من البنات).

فقط 73 في المئة من الشبيبة يرون مستقبلهم في اسرائيل (78 في المئة من الشبيبة اليهودية مواليد البلاد، 51 في المئة من الشبيبة المهاجرة، و70 في المئة من الشبيبة العربية). الوضع إشكالي أكثر بالنسبة لمشاعر الانتماء للدولة: فقط 52 في المئة من الشبـيبة يشعرون انهم جزء من الدولة ومشاكلها (61 في المئة من الشبيبة اليهود مواليد البلاد، 48 في المئة من المهاجرين و30 في المئة من العرب. 79 في المئة من الشبيبة يشعرون بفخر شديد أو فخر ما في ان يكونوا اسرائيليين 89 في المئة من أبناء البلاد، 86 في المئة من المهاجرين و46 في المئة من العرب).

من تحليل النتائج وفقا للمواقف السياسية يتبين ان الشبيبة من الوسط واليسار يشعرون بفخر أقل بالانتماء لاسرائيل، بتضامن أقل مع الدولة وبرغبة أقل في البقاء في البلاد من أبناء الشبيبة من اليمين. فقط 35 في المئة من الشبيبة من الوسط و48 في المئة من اليسار يشعرون انفسهم جزءا من الدولة، مقابل 61 في المئة من الشبيبة من اليمين.
فقط 62 في المئة من الشبيبة من وسط الخريطة السياسية و63 في المئة من الشبيبة من اليسار مقتنعون بأنهم سيبقون في البلاد مقابل 80 في المئة من الشبيبة من اليمين.

الشبيبة ومؤسسات الدولة

مؤسسات الدولة التي تحظى بالثقة الأكبر في اوساط الشبيبة هي الجـيش الاسرائيلي (80 في المئة)، محكمة العدل العليا (77 في المئة)، الشرطة (76 في المئة)، رئيس الدولة (64 في المئة)، النيابة العامة (58 في المئة)، الكنيست (56 في المئة). المؤسسات التي تحظى بالثقة الأقل هي المؤسسات السياسية: وزراء الحكومة (43 في المئة)، رئيس الوزراء 42 في المئة، الاحزاب 38 في المئة.
وقد فوجىء الباحثون إذ اكتشفوا ان الشبيبة تحبذ الثقة بالمؤسسات التنفيذية البيروقراطية أكثر من الكبار: 56 في المئة من الشبيبة يعطون ثقتهم للحاخامية الرئيسة، مقابل 45 في المئة من الكبار، 76 في المئة من الشبيبة يثقون بالشرطة مقابل 66 في المئة من الكبار، 53 في المئة من الشبيبة يثقون بالهستدروت مقابل 38 في المئة من الكبار.

الشبيبة ورفض الخدمة

من الدارج تقسيم ظاهرة رفض الخدمة الى قسمين: رفض اخلاء مستوطنين في يوم الامر (رفض يميني)، ورفض الخدمة في الجيش الاسرائيلي بسبب سياسة اسرائيل تجاه الفلسطينيين (رفض يساري). وفحص الاستطلاع مواقف الشبيبة تجاه النوعين من الرفض.

بشكل عام تبين ان 43 في المئة من الشبيبة يؤيدون نوعي الرفض. في هذه المسألة تبرز مواقف الشبيبة بالقياس الى الكبار: قرابة نصف الشبيبة يعتقدون انه مسموح رفض اخلاء مستوطنين وانه مسموح رفض الخدمة في المناطق لاسباب ضميرية، مقابل نحو رُبع الكبار.

وبشكل مفاجىء تبين انه كقاعدة يعرض أبناء الشبيبة من كل قوس المواقف السياسية مستوى من التسامح مشابه لرفض اخلاء مستوطنين: نحو 40 في المئة من الشبيبة من كل أطياف القوس السياسي يُظهرون تسامحا تجاه رفض اخلاء مستوطنين. ومع ذلك، فان أبناء الشبيبة اليمينيين يؤيدون بقدر أقل رفض الخدمة الذي يرتبط بالسياسة في المناطق، بينما نحو نصف الشبيبة من وسط الخريطة السياسية ومن اليسار يؤيدون رفض الخدمة لهذا السبب.

ويتبين من ذلك ان مواقف الشبيبة اليسارية ومن الوسط تجاه رفض الخدمة هي مواقف عامة وجارفة، بينما مواقف الشبيبة اليمينية متعلقة بالوضع: عندما يدور الحديث عن رفض تنفيذ أمر لا ينسجم مع المذهب السياسي فانهم كفيلون بتبرير عمل الرفض، ولكن عندما يكون الرفض يتضارب مع مواقفهم فانهم يميلون الى تبريره بقدر أقل.
فقط نحو ثلث الشبيبة اليهودية يعارضون سياسة تشجيع هجرة العرب من البلاد. 71 في المئة من أبناء الشبيبة اليهود يفترضون موافقة الاغلبية اليهودية في اتخاذ القرارات المصيرية، مثل اخلاء مناطق.
60 في المئة من أبناء الشبيبة اليهود من مواليد البلاد يوافقون على ان عرب اسرائيل مظلومون بالنسبة لليهود، و84 في المئة من الشبيبة العرب يعتقدون ذلك. فقط 46 في المئة من الشبيبة اليهود يؤيدون المساواة التامة في الحقوق بين المواطنين العرب واليهود. فقط 28 في المئة من أبناء الشبيبة اليهود يؤيدون ضم احزاب عربية الى الحكومة، بما في ذلك وزراء عرب.
تأييد الشبيبة المهاجرين لمساواة العرب مواطني اسرائيل أكبر من أبناء الشبيبة اليهود ـ 64 في المئة من المهاجرين يؤيدون المساواة الكاملة في الحقوق، و59 في المئة يوافقون على ان المواطنين العرب في اسرائيل مظلومون.

وبالمقابل، وعلى نحو مشابه للشبيبة اليهودية من مواليد البلاد، فان أقل من ثلث الشبيبة المهاجرة يؤيدون ضم احزاب عربية.

البروفيسور آشر اريان، المسؤول عن البحث، يقول ان تطلع الشبيبة الى زعيم قوي وكذا تأييدها لرفض الخدمة "يجب ان يُشعل ضوءا أحمر. فالتطلع الى زعيم قوي يشير الى عدم الرضى من السياقات الديمقراطية القائمة. الجيل القادم بالتأكيد يعرب عن عدم رضاه من الوضع القائم .
النتائج مقلقة ايضا في مسألة رفض الخدمة حين تكون نسبة عالية جدا تؤيد رفض الامر. هذه معطيات مذهلة ومقلقة، معطيات خطيرة جدا في مجتمع يرغب في البقاء. واضافة الى ذلك، يحتمل ان يكون أبناء الشبيبة يعربون عن هذا الموقف الآن، ولكن في الوضع الحقيقي، عندما يكونون جنودا ويتعين عليهم ان يقرروا اذا كانوا سيرفضون الامر، فانهم سيتصرفون خلاف ذلك. كما يحتمل ان يكون هذا الموقف متعلقًا بسن المراهقة".

ويضيف: ضوء أحمر يجب ان يُشعل ايضا بالنسبة للتفهم والتطرق للمساواة القائمة بين العرب واليهود في اسرائيل. بعض الشبيبة لا يفهمون ان الديمقراطية معناها مساواة الحقوق للجميع، وهم يتمكنون من العيش هنا وكأن الآخرين غير موجودين!

(تمار ترابلسي- حداد، "يديعوت أحرونوت")