استطلاع "مؤشر السلام" (حزيران 2004): أكثرية الإسرائيليين تؤيد هدم المستوطنات اليهودية المقرر إخلاؤها في نطاق خطة "فك الإرتباط"

أظهرت نتائج إستطلاع "مؤشر السلام" الشهري الجديد في إسرائيل، اليوم الاثنين، أن أكثرية الإسرائيليين تؤيد هدم المستوطنات اليهودية المقرر إخلاؤها في نطاق خطة "فك الإرتباط" التي تسعى حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون لتنفيذها من جانب واحد في قطاع غزة وأجزاء من الضفة الغربية. وبين الإستطلاع الذي يشرف عليه مركز "تامي شتاينميتس" لبحوث السلام في جامعة تل أبيب، أن جدار الفصل العنصري الذي تمضي إسرائيل في بنائه في الأراضي الفلسطينية المحتلة، متجاهلة آثاره المدمرة على الفلسطينيين وحملة الإنتقادات الدولية الواسعة ضده، لا يزال يحظى بتأييد الأكثرية الساحقة من اليهود الإسرائيليين. إلى ذلك أعربت أكثرية المشتركين في الإستطلاع عن تقديرها بأن مساعي "التدخل" المصرية يمكن أن تساعد في تحقيق التنسيق بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية، لجهة الإسهام في تنفيذ خطة الفصل الأحادية الجانب عن الفلسطينيين.

وتظهر تفاصيل وحيثيات نتائج استطلاع "مؤشر السلام" لشهر حزيران الفائت، أن 78% من المشتركين (اليهود) يؤيدون جداً مواصلة بناء "جدار الفصل"، الذي لم يعارضه سوى 16% من الإسرائيليين. وأعرب 62% من الجمهور اليهودي عن اعتقادهم أن بناء "الجدار" ساهم في تحسين الشعور بالأمن لدى غالبية الجمهور الإسرائيلي، في حين رأى 4,5% فقط، العكس، وقال 26% إن ذلك لم يؤثر على الشعور بالأمن لديهم، ولم يدل 7,5% برأي محدد بهذا الخصوص.

وحول سؤال: بأية درجة أثّر تحسن الشعور بالأمن على استعداد الإسرائيليين للتفاوض مع الفلسطينيين حول إتفاق سلام؟ كان الرأي الأكثر رواجاً (42%) بأنه لم يكن لذلك أي تأثير على الإطلاق، فيما أعرب 26,5% عن تقديرهم أن الأمر عزز الإستعداد للتفاوض مع الفلسطينيين، ورأى 17% العكس.

وحول تأثير بناء "جدار الفصل" على استعداد الطرف الفلسطيني للسعي إلى حل سلمي؛ أظهرت نتائج الإستطلاع انقسام الإسرائيليين بالتساوي بين من يعتقد أن الجدار الجاري بناؤه قلص من رغبة واستعداد الجانب الفلسطيني للبحث عن حل (36%) ومن يعتقد بأن ذلك لم يؤثر (33%)، في حين أعرب 14% فقط عن تقديرهم أن بناء الجدار عزز استعداد الفلسطينيين للبحث عن حل، ولم يعط 17% رأياً.

وبيّن الإستطلاع أن نسبة الذين يعتقدون، في أوساط الجمهور اليهودي، بأن رئيس الوزراء أريئيل شارون ينوي بالفعل تنفيذ خطته الأحادية الجانب للإنفصال عن قطاع غزة، مرتفعة جداً (78%)، فيما قال 19% إنهم لا يثقون بنوايا شارون في هذا الخصوص.

ورداً عل سؤال بشأن إشراك بعض الدول والأطراف الخارجية في عملية تنفيذ خطة الإنفصال في قطاع غزة: 47% من المشتركين الإسرائيليين أيدوا مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية كطرف ثالث، في حين عارض هذه المشاركة 33% ولم يدل 22% برأي في هذا الخصوص. وبالنسبة لإمكانية مشاركة بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا أو "اللجنة الرباعية" أو الإتحاد الأوروبي، أو الأمم المتحدة في العملية المذكورة، أظهرت نتائج الإستطلاع أن نسبة المعارضين لمشاركة هذه الأطراف تفوق نسبة المؤيدين، هذا فيما أعرب 66% من المشمولين في الإستطلاع عن تقديرهم أن تدخل مصر يمكن أن يساعد في دفع التنسيق بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية تمهيداً لتنفيذ خطة الإنفصال، وهو ما لا يراه 26% من الإسرائيليين.

وحول مصير المستوطنات اليهودية المقرر إخلاؤها في نطاق خطة الإنفصال الأحادية الجانب، قال 52,5% من الإسرائيليين اليهود إنه يتعين على إسرائيل هدم جميع البيوت والبنى والإنشاءات التحتية القائمة في هذه المستوطنات بصورة تامة (كما حدث في مستوطنة "يميت" في سيناء عقب توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر عام 1979) لمنع الفلسطينيين من استخدامها أو الإستفادة منها، فيما فضل 34% إبقاء المباني والبنى التحتية الإستيطانية في مكانها حتى لو كان الفلسطينيون سيستغلونها. وأعرب 6% عن اعتقادهم أنه يجب هدم المباني وترك البنى التحتية لإستخدام الفلسطينيين.

ورداً على سؤال آخر أعرب 63% عن اعتقادهم إن احتمال لجوء المستوطنين اليهود لمقاومة عملية إخلاء المستوطنات التي تنص عليها خطة شارون لفك الإرتباط، بقوة السلاح، هو احتمال ضئيل، ورأى 19% أن هذا الإحتمال "متوسط"، في حين رأى 13% أن هذا الإحتمال وارد بدرجة عالية. وحول سؤال بشأن سلم الأولويات الذي يتعين على الحكومة الإسرائيلية العمل من أجله، وضع 48% في المكان الأول موضوع "الأمن والعلاقات مع الفلسطينيين"، فيما رأى 21% أن المكان الأول يجب أن يحتله موضوع تحقيق الإستقرار الإقتصادي، وقال 12% أن معالجة الفجوات الإجتماعية والإقتصادية في المجتمع الإسرائيلي يجب أن تتصدر سلم أولويات الحكومة، ورأى 5% أن مسألة معالجة الفساد المستشري في مؤسسات الحكم الإسرائيلية هي التي يجب أن تتقدم سلم الأوليات، وقال 4% إنها مسألة معالجة العنف المتزايد في المجتمع الإسرائيلي، ومسائل الدين والدولة، فيما رأى 2% أنها مسألة الحفاظ على البيئة.

هذا وقد رسا "مؤشر أوسلو" لهذا الشهر (حزيران) على 35,9 (38,9 للعينة اليهودية)، ومؤشر المفاوضات على 52,3 (54,1 للعينة اليهودية).

أجري الإستطلاع بين 28 و 30 حزيران 2004 وشمل عينة مكونة من 579 مشتركاً يمثلون مجمل السكان البالغين، اليهود والعرب، في إسرائيل (بما في ذلك المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة والكيبوتسات). وبلغت درجة الخطأ المحتملة في الإستطلاع 4,5% لجهة الصواب أو الخطأ.

(هآرتس 5/7/2004)

ترجمة "مدار"

Terms used:

يميت, هآرتس