الأسئلة عن "اليوم التالي" لإستفتاء "الليكود" بقيت مفتوحة!

كتب أسعد تلحمي: تركت الاسئلة عن "اليوم التالي" للاستفتاء داخل حزب "الليكود" اليميني على خطة "فك الارتباط" الاحادي عن الفلسطينيين, وتحديداً في حال عدم حصولها على غالبية, مفتوحة تنتظر أجوبة شافية حاول معلقون بارزون وسياسيون التكهن بها, معترفين بصعوبة المهمة.

فهل يقدم زعيم "الليكود" رئيس الحكومة الاسرائيلية، آريئيل شارون، على الاستقالة احتجاجاً على رفض خطته؟ أم يقبل بمواصلة الجلوس على الكرسي وهو أشبه بـ"بطة عرجاء"؟ وهل يبقى حزب "شينوي" شريكا في التوليفة الحكومية أم ينسحب فيتسبب في تبكير موعد الانتخابات البرلمانية؟ والى أي مدى ستتأثر العلاقات الاميركية ـ الاسرائيلية برفض خطة حظيت بمباركة الرئيس جورج بوش مرفقة بمكافأة عظيمة؟ وهل يمكن القول ان نتائج الاستفتاء فعلا محسومة؟

النائب العربي في الكنيست الدكتور عزمي بشارة اختار ان يرد أولا على السؤال الأخير وقال انه من السابق لأوانه الحديث عن فشل أكيد للخطة في الاستفتاء, معتبراً ان التصعيد داخل الليكود ضد الانسحاب من غزة يهدف الى جعل إخلاء مستوطنات في الضفة الغربية شبه مستحيل, أي ان هذا التصعيد هو خط الدفاع الأول عن المستوطنات في الضفة "ثم لا اعتقد ان هناك مسؤولاً جدياً في الحزب يجرؤ على العبث بالعلاقات الأميركية ـ الاسرائيلية". ولهذين السببين, يضيف بشارة, من المبكر الحكم على الخطة بالفشل في الاستفتاء. ويستبعد بشارة ان يقود عدم حصول الخطة على الغالبية الى استقالة شارون لأنه غير ملزم قانونياً بذلك اولا, ثم ان الفشل في حشد تأييد غالبية اعضاء الحزب لن يؤثر عليه اطلاقاً بل سيتهم قادة "الليكود" الذين لم يدعموه بأنهم تخلوا عن الحزب وعن العلاقات الحميمة مع واشنطن وتعاونوا مع المعارضين على نزع الثقة عن رئيس حكومة تحظى خطته بتأييد الغالبية في الكنيست والجمهور. وختم بشارة بالتأكيد مجدداً ان الخطر الأساسي يبقى كامناً في نجاح تمرير الخطة وليس في افشالها.

ويرى النائب طلب الصانع انه في حال أخفق شارون في تمرير خطته فانه سيكون "ضحية شارون نفسه الذي قاد الاستيطان لعقود ويكون السحر انقلب على الساحر بعد ان شحن أجواء العداء ضد الفلسطينيين, والآن اذ يطرح موقفاً مغايراً لمواقفه التقليدية لا يستجيب له من شحنهم". وتابع ان المعركة لا تدور بين يمين متطرف و"رجل سلام" وانما بين يمين متطرف غبي وآخر ذكي يريد تجذير الاحتلال ومنحه الشرعية في الضفة الغربية فيما "اليمين الغبي" يرفض التنازل عن اي شيء. واضاف ان فشل شارون في الاستفتاء سيفقده الصدقية الاميركية والدولية اذ سيشكل ضربة للرئيس جورج بوش "وقد يكون محطة لاعادة ترتيب الاوراق والعودة الى خيار اليسار الاسرائيلي بعد ان يقتنع الرأي العام في اسرائيل بالخطر الذي يشكله بقاء الليكود في الحكم على اسرائيل".

من جهته يكتب المحرر البارز في "يديعوت احرونوت"، ايتان هابر، ان شارون ارتكب الخطأ الاول حين قرر تخويل حزبه صلاحية البت في مصير خطته لفك الارتباط, متوقعاً ان يحدث اجهاض الخطة في الاستفتاء فوضى عارمة سياسية وحزبية على رغم ان النتيجة ليست ملزمة قانونياً "انما فقط اخلاقياً" اذ سينكِّد المعارضون عيشه وسيفقد من مكانته السياسية وقدرته على اتخاذ قرارات مصيرية وسيكون اسيراً لأهواء اليمين على نحو قد يؤدي الى فقدان كرسيه. وختم متوقعاً انسحاب حزب "شينوي" من الحكومة ورفض "العمل" الدخول في حكومة "وحدة وطنية" تسير وفقاً لرغبات الوزراء من اليمين المتطرف, فضلاً عن ان الولايات المتحدة ستكف عن متابعة ملف الصراع الى ما بعد الانتخابات الرئاسية "ما يعني اننا على شفا فوضى ستقود الى تغييرات في الخريطة السياسية... وبالنسبة الى شارون قد تفضي الى نهايته".

ويتفق المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس"، آلوف بن، مع هابر في تحليله مضيفاً ان فشل شارون سيحرج الرئيس الاميركي الذي راهن بمكانته على خطة فارغة المضمون "وقد يكون الرد الاميركي مناسباً"!