تعليقات صحافية إسرائيلية:"شارون قد ينفذ تهديده بقتل ياسر عرفات عندما تسمح الظروف بذلك"!

رأى زئيف شيف، المعلق العسكري في صحيفة "هآرتس"، اليوم الأحد، أن تهديدات رئيس الوزراء الاسرائيلي، أريئيل شارون، بالقتل ضد الرئيس الفلسطيني، التي أطلقها مساء الجمعة الماضية في لقاء مع القناة التلفزيونية الاسرائيلية الثانية، تستهدف "تعزيز مكانته في صفوف المصوتين، من منتسبي "الليكود"، في الاستفتاء على خطة فك الارتباط". إلى ذلك إدعى شيف "ان استمرار سلطة عرفات ووجوده في المناطق يخدمان مخططات شارون. فطالما أن عرفات في السلطة بامكان شارون مواصلة الادعاء بان لا شريك فلسطينيا للمفاوضات. وان الامريكان يؤيدون هذا الامر، حتى ان هناك موافقة صامتة على ذلك لدى العديد من الزعماء الاوروبيين. وهذا الامر يمنح شرعية ما لموقف شارون الرافض للمفاوضات والمؤيد لخطوات احادية الجانب. بكلمات اخرى، فان تصريح شارون بخصوص عرفات هو مجرد كلمات لا تعبر عن استراتيجيته الحقيقية، غير ان الكلمات تثير انطباعا سلبيا هو ان شارون ينوي خرق تعهداته لبوش"، على حد ما يعتقد هذا المعلق.

وانتقد شيف تهديدات شارون معتبرًا انها تشكل "خرقا لتعهده للادارة الامريكية اضافة الى خرقه قبل ذلك تعهدًا للادارة نفسها بخصوص مسار الجدار"، ووعده لوزير المالية الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بان المسار سيشمل مستوطنة اريئيل، لكي يؤيد نتنياهو خطة "فك الارتباط". وتساءل شيف: لماذا لا يتراجع الجانب الامريكي عن تعهداته التي منحها لشارون لدى زيارة الاخيرة الى واشنطن، قبل اسبوعين، لافتا الى ان ذلك قد يحصل خلال اجتماع "الرباعية" القريب.

وحول وعد شارون لنتنياهو فيما يتعلق بالجدار، كتب شيف: "تصريح شارون بخصوص ضم الكتل الاستيطانية داخل الجدار، تتضمن تلميحا بخرق التفاهمات مع الولايات المتحدة، اذا ما نفذ شارون وعده لنتنياهو. فقد اوضح نتنياهو انه يؤيد خطة فك الارتباط لأن شارون وعده بضم الكتل الاستيطانية داخل الجدار. ولكن بموجب التفاهمات التي تم تحقيقها مع الولايات المتحدة، ستواصل اسرائيل بناء الجدار بشكل جزئي في المقاطع التي لا خلاف حولها مع الولايات المتحدة. اما بالنسبة للمقاطع موضع الخلاف فان اسرائيل تعهدت بتنسيق ذلك مسبقا مع الادارة الامريكية. وتعني كلمة تنسيق في هذه الحالة الحصول على موافقة امريكية".


من ناحية أخرى كتب المراسل السياسي في الصحيفة، الوف بن، مقالا قال فيه ان شارون قد ينفذ تهديداته بقتل الرئيس الفلسطيني "عندما تسمح الظروف بذلك". لكن "المشكلة الرئيسية امام شارون الان هي المعارضة الامريكية. فاسرائيل رفعت مستوى الاغتيالات بحق كبار الشخصيات الفلسطينية. كذلك فان اغتيال الشيخ احمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي مر بهدوء نسبي. ولم تطلب الولايات المتحدة عدم التعرض لهما وانما طلبت من اسرائيل فقط ان تأخذ بالحسبان عواقب افعالها. اما عرفات فقد بقي خارج هذا المجال وحظي بحماية امريكية، لان قتله قد يشعل المنطقة وسيعرقل المشاريع الامريكية في الشرق الاوسط".

غير ان "بِن" اشار الى ان هذه القيود قد تتضاءل في ظروف معينة، "خصوصا اذا وقعت عملية تفجيرية كبيرة يكون بالامكان ربط عرفات بها، مثل ان ينفذ العملية "تنظيم" فتح". عندها- أضاف- ستتزايد الضغوط في اسرائيل لتنفيذ "القرار بطرد" عرفات.

أما الظروف الأخرى، التي قد تدفع شارون الى تنفيذ تهديده، فهي برأي "بن": في حال خسر جورج بوش الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في تشرين الثاني القادم. ويؤكد "بن":"فترات انتقالية كهذه هي توقيت معروف لشد الحبل في العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل. بضعة امثلة على ذلك: استغلت الادارة الامريكية في العام 1960 الفترة الانتقالية للكشف عن مشروع المفاعل النووي الاسرائيلي في ديمونا. وطردت حكومة رابين في العام 1992 المئات من شخصيات حماس الى لبنان. ونقلت اسرائيل في العام 2000 اجهزة انذار ضد الصواريخ الى الهند، تحسبا من ان يعارض الامريكان هذه الصفقة".

واضاف: "بالامكان التوقع أيضًا بأن يكون عرفات في دائرة الخطر في حال اضطر شارون لسبب ما إلى اخلاء كرسيه، ولن يرضى بالعودة الى مزرعته فيما عدوه القديم ما زال في الحكم. في وضع كهذا قد يفضل رئيس الحكومة تنفيذ تهديده، فيما هو على يقين بان الولايات المتحدة لن تتمكن من فعل شيء ضده. كما ان التسويغ بانه طالما بقي عرفات في الحكم فان اسرائيل معفية من اجراء مفاوضات حول الحل الدائم لن تثير اهتمام شارون وهو في طريقه الى البيت".

من جهتها زعمت صحيفة "معاريف"، اليوم الاحد، ان "شارون (بتهديده عرفات بالقتل) إنما يحاول تمهيد الارضية لطرد ياسر عرفات الى قطاع غزة، في اطار خطة فك الارتباط التي بادر اليها". وأضافت ان أقوال شارون جاءت "لتوفير الذريعة لقوات الامن في حال اصابة عرفات لدى نقله الى غزة. وكما نشر في الماضي، فإن الجيش الاسرائيلي يقدر بأنه في حال طرد عرفات بالقوة، فان هناك امكانية لأن يصاب رئيس السلطة الفلسطينية او حتى لأن يقتل"..

وقالت الصحيفة ان الاراء منقسمة بين "الجهات الامنية الاسرائيلية" بخصوص ابعاد عرفات الى غزة. ونقلت عن ضابط عسكري كبير قوله ان طرد عرفات "سيساعد على منع تحويل القطاع الى حماستان وسيمنح الفلسطينيين فرصة لاظهار كيف ستبدو دولة فلسطينية عتيدة بقيادة عرفات. ولكن من الجهة الاخرى، فان من شأن طرده الى غزة ان يعزز مكانة عرفات من جديد وكذلك أن يعزز ظروف معيشته الاساسية".