إسرائيل تعمل على تطوير صاروخ مضاد لصواريخ القسّام

ضابط سابق في قيادة المنطقة الجنوبية: حان وقت البدء بتنفيذ أسلوب "جبي الثمن الذي يشعر المدنيين بالخسارة"

تحت عنوان دراماتيكي احتل عرض صفحتها الأولى أفادت صحيفة "معاريف"، الاثنين (4/10/2004)، بأن اسرائيل تعمل على تطوير صاروخ لاعتراض صواريخ القسام، إذ أنه على الرغم من الحملة العسكرية الواسعة النطاق التي يشنها الجيش الاسرائيلي في شمال قطاع غزة، فان إسرائيل لم تحقق هدفها المعلن بوقف اطلاق صواريخ القسام باتجاه الاراضي الاسرائيلية.

وقالت "معاريف" ان مشروع تطوير صاروخ مضاد للقسام سيكلف عشرات ملايين الدولارات، وان جهاز الامن الاسرائيلي قرر تطوير صاروخ كهذا في أسرع وقت ممكن.

واضافت الصحيفة ان القرار برصد اموال طائلة لصاروخ مضاد للقسام اتخذ "على اثر تعاظم الضغوط التي يمارسها سكان مدينة سديروت، الذين يعيشون في ظل ارهاب القسام"، على حد قولها.

وتابعت الصحيفة ان ثمة سببًا آخر يدعو للعمل بسرعة على تطوير صاروخ مضاد للقسام وهو "الجهود التي تقوم بها حركة حماس لتطوير صواريخ ذات مدى أبعد من مدى صواريخ القسام الحالية". وتخشى اسرائيل ان تنجح المقاومة الفلسطينية في تطوير صاروخ قسام يصل مداه الى 17 كيلومترا، عندها ستصبح مدينة أشكلون (عسقلان) في مرمى هذه الصواريخ.

ويذكر ان سلطة تطوير الوسائل القتالية في اسرائيل، المعروفة باسم "رفائيل"، كانت اعلنت انها طورت نظام انذار مبكر من صواريخ القسام. وقالت ان هذا النظام يمنح المواطنين في مدينة سديروت مهلة، تنطلق خلالها صفارات انذار في انحاء المدينة قبل 20 ثانية من الصاروخ، واعتبرت ان هذه المهلة كافية ليتمكن المواطنون من الدخول الى ملجأ آمن. لكن نظام الانذار المبكر هذا فشل ولم تنطلق صفارات لتحذير المواطنين، في موازاة تصاعد وتيرة سقوط صواريخ القسام في سديروت وضواحيها.

من ناحية أخرى نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت"،(4/10)، تقريرا حول عائلات من سديروت تعتزم مغادرة المدينة والانتقال للسكنى في مكان آخر "آمن اكثر". وقال مواطنون من سديروت للصحيفة انهم اصبحوا "يشعرون كما لو أنهم رهائن، في هذه الايام"، بسبب استمرار سقوط صواريخ القسام، واضافوا انهم "يتوقون لمغادرة المدينة".

واشارت الصحيفة الى انه على الرغم من ان هؤلاء السكان نشروا اعلانات في الصحف لبيع بيوتهم، الا انه لا يوجد مشترون. واضافت ان "لا احد يرغب بالانتقال للسكنى في سديروت هذه الايام". وقال مواطن سديروت، تساحي كوهين، لـ"يديعوت احرونوت" انه اشترى بيتا مستقلا في المدينة بمبلغ 150 الف دولار. واضاف "سأكون سعيدا اذا وجدت من يشتري البيت بمئة الف دولار. لكن لم يتصل بي احد للاستفسار عن البيت".

واضافت الصحيفة ان الحكومة الاسرائيلية تعمل على منح امتيازات لسكان سديروت، من خلال اعفائهم من دفع الضرائب على أشكالها.

وبرز بين ردود الفعل الصادرة عن عسكريين إسرائيليين ما كتبه البريغادير جنرال في الاحتياط تسفيكا فوغل، الذي أشغل مهمة رئيس هيئة أركان قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية، في صحيفة "معاريف"، وأكد خلاله أن الجيش الاسرائيلي توقع اطلاق النار "منحني المسار" والطويل المدى حتى قبل بداية أحداث "مد وجزر" (اي الانتفاضة).
وأضاف: بصفتي ضابطاً في سلاح المدفعية لأكثر من عشرين عاماً، وكرئيس لأركان قيادة المنطقة الجنوبية، كنت شريكاً في حالات التردد وفي العمل الاركاني في كل ما يتعلق بسبل العمل الدفاعية والهجومية التي سيكون من الممكن اتخاذها فيما لو تم اطلاق نار كهذا. وثمة مشكلتان رئيسيتان تتحكمان في اطلاق النار من هذا النوع، وهما تحديد مصدر اطلاق النار ومنعه. الخبرة التي كانت في حوزتنا استندت إلى دروس الماضي من الحروب التي خاضتها اسرائيل ومن حروب أخرى، دروس من التدريبات وبشكل خاص دروس لبنان. من الواضح لكل من ينشغل في هذه القضية أن الرد أو الحل للمشاكل يجب أن يكون عبارة عن اندماج ما بين التكنولوجيا المتقدمة والاستخبارات والقوة العسكرية المادية.
وكشف عن أن نتيجة العمل الأركاني خلصت إلى وجوب اتباع ثلاثة مستويات من العمل:
الأول: نشاط مركز ضد مستخدمي القسام وضد البنية التحتية لإنتاجه؛ وهو اسلوب العمل الذي اتبعه الجيش الاسرائيلي بكثافة حتى هذا اليوم والذي ينفذ على اساس الاستخبارات والقوى المادية.
الثاني: تواجد على الأرض بغية ابعاد مطلق النار عن الهدف؛ هذا الاسلوب ايضاً اتبعه الجيش الاسرائيلي حتى اليوم وهو ينفذ من خلال القوى العسكرية بشكل رئيسي.
الثالث: "جبي ثمن يشعرهم (أي الفلسطينيين) بالخسارة"؛ أي انه مقابل كل عملية اطلاق نار يقوم الجيش الاسرائيلي برد عنيف يلزم السكان المحليين الذين يتم اطلاق النار بغطاء منهم أن يمنعوا بأنفسهم او بأجسادهم اطلاق النار التالي. ومثل هذا الاسلوب يمكن تنفيذه بشكل رئيسي بواسطة القوة المادية.

وختم بقوله إنه على ضوء التطورات التي طرأت خلال السنوات الثلاث لإطلاق القسام (سواء في الجانب الفلسطيني او في الجانب الاسرائيلي)، وعلى ضوء عدم النجاح في منع اطلاق النار، حان وقت البدء بتنفيذ اسلوب "جبي الثمن الذي يشعرهم بالخسارة" . فالحي الذي تطلق منه صواريخ القسام "يجب أن يدفع ثمناً باهظاَ كي لا يساعد سكانه في اطلاق النار. لقد سبق أن تجاوزنا كل الخطوط الحمر التي حددناها، الثمن الذي نضطر إلى دفعه باهظ جداً، والعقل اليهودي لم يبتكر لنا ابتكارات جديدة والوقت آخذ في النفاد. ان قوة الردع لدى دولة اسرائيل لم تُبنَ على قدرة الصبر وإنما على قدرة الردع".