مصادر أمنية إسرائيلية: عرفات جدّد تحويل الاموال الى "ناشطين عسكريين"!

أبرزت صحيفة "هآرتس"، اليوم الاحد، ما قالت انه "مزاعم مصادر أمنية اسرائيلية" بشأن " قيام الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، خلال الاشهر الاخيرة، بتجديد تسريب الاموال الى نشطاء (عسكريين) في حركة فتح في الضفة الغربية، اساسا بواسطة مستشاره الامني جبريل الرجوب ورئيس جهاز المخابرات العامة في الضفة الغربية، توفيق الطيراوي". وزادت الصحيفة، نقلا عن المصادر الامنية الاسرائيلية نفسها، ان " تجديد نقل الاموال هو جزء من محاولة عرفات الرامية الى منع (منظمة) حزب الله من السيطرة على خلايا تابعة للذراع العسكري في فتح في منطقة نابلس"، اذ ان "غالبية هذه الخلايا يتم تمويلها حاليا من طرف نشطاء هذه المنظمة الشيعية اللبنانية، فضلا عن انها تتلقى من هؤلاء (النشطاء) ارشادات لتنفيذ عمليات تفجيرية"، على حد ما تزعمه تلك المصادر.

ونوهت الصحيفة ايضا، بأن هذه المزاعم تستند الى اعتراف ادلى به احد الناشطين في الذراع العسكري لفتح في نابلس، وهو رائد منصور، في اطار تحقيق خضع له لدى جهاز الامن العام الاسرائيلي ( الشاباك)، حيث ذكر انه "استعمل اموالا تلقاها من عرفات لامتلاك اسلحة استخدمت في عمليات اطلاق نار في منطقة نابلس".

واشار كاتب النبأ ، وهو المراسل العسكري للصحيفة عاموس هرئيل، إلى انه تم ضبط رسائل موجهة الى عرفات في منزل منصور الملقب بـ " ابو شاكر". وتشمل هذه الرسائل، طلبات تمويل لنشاطات الحركة التابع لها. كما شهد منصور، على ذمة هرئيل، بأنه "ردا على توجهاته هذه تلقى من عرفات تمويلا شهريا مقداره 7500شيكل شهريا على مدار نصف عام، حتى اعتقاله".

وبموجب اقوال منصور، التي يوردها هرئيل في سياق لاحق، فقد "تم نقل الاموال اليه بواسطة عبد الفتاح حمايل، احد مسؤولي فتح في منطقة رام الله، الذي التقى به عدة مرات في نابلس. واعتاد منصور ان يعرض امامه لوائح باسماء أعضاء حركته، وبعد أن كان حمايل يتأكد من كون هؤلاء هم حقا افراد فتح الناشطون في " العمل العسكري"، كان ينقل الاموال من مكتب الرئيس. وفي بعض الحالات اهتم حمايل كذلك بان يرتب لجماعة منصور عملا في الاجهزة المختلفة للسلطة الفلسطينية".

وأعادت "هآرتس" الى الاذهان انه في الاشهر التي سبقت عملية "الجدار الواقي" العسكرية ( بدأت في نيسان / ابريل 2002) "تراكمت (لدى اجهزة الامن الاسرائيلية) شهادات كثيرة بشأن نقل الاموال من مكتب عرفات الى خلايا مختلفة في كتائب شهداء الاقصى... وقد احيطت الادارة الأمريكية علما بهذه المعلومات، الامر الذي أثر على بلورة موقفها المتشدّد حيال (الرئيس) عرفات".

في سياق مواز كتب زئيف شيف، المعلق العسكري في "هآرتس"، اليوم الاحد، ان منظمة "حزب الله" هي التي مولت العملية العسكرية في ميناء اسدود، بل شاركت في اختيار الهدف، الذي اعتبر "غاية نوعية". واستند شيف في هذا الى تحقيق اجهزة الاستخبارات (الاسرائيلية) في اعقاب تلك العملية، الذي أبان، حسب قوله، عن ان افراد "حزب الله" كانوا على صلة مع ناشطين من "حماس" في قطاع غزة، وهؤلاء هم المسؤولون عن العملية بالتعاون مع كتائب شهداء الاقصى، الذراع العسكري لحركة فتح. وقد تم تحويل الاموال على مرحلتين الى حركة "حماس": المرحلة الاولى عقب إختيار الهدف والمرحلة الثانية بعد تنفيذ العملية.

وفي رأي شيف فان الصلة المباشرة لحزب الله بهذه العملية تمنح المنظمة " جانبا استراتيجيا اكثر اتساعا".

ويتمثل هذا الجانب في محاولة المنظمة "اقناع الفصائل الفلسطينية بالتشديد على أهداف نوعية، مثل ميناء اسدود"، على حد تعبيره.

ويدعي شيف ان منظمة "حزب الله" أفلحت بأن تتغلغل أساسا في صفوف بعض خلايا تنظيم فتح في نابلس، وذلك منذ ان بدأت نشاطها في المناطق (الفلسطينية) واسرائيل، في حين ان نشاطها في قطاع غزة لايزال محدودا.

ويشير، في الوقت ذاته، الى ازدياد جهود المنظمة ذاتها للتغلغل في أوساط العرب في اسرائيل. وتحظى هذه الجهود، فضلا عن الجهود المتركزة في الضفة والقطاع، بتنسيق كامل مع المخابرات الايرانية وحراس الثورة الايرانية " إذ أن هناك مصلحة مشتركة لحزب الله وايران في تشويش اية محاولة لعقد إتصالات سياسية او للتوصل الى إتفاق لوقف اطلاق النار بين الفلسطينيين واسرائيل"، كما يكتب.

Terms used:

هآرتس