المؤرخ الاسرائيلي إيلان بابه في حديث خاص ل "المشهد الاسرائيلي": حق عودة اللاجئين هو الاساس للسلام العادل والشامل

يعتبر حق العودة للاجئين الفلسطينيين أهم قضية في الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني، الى جانب الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية. وفيما كانت هناك محاولات عديدة لحل مسألة الاحتلال بانسحاب اسرائيل من الضفة الغربية وقطاع غزة، قبل اندلاع انتفاضة القدس والاقصى وصعود اريئيل شارون الى سدة رئاسة الحكم في اسرائيل، فإن المفاوضات لم تتوصل الى وضع أية صيغة جدية لحل قضية اللاجئين.

ورغم محاولات اسرائيل إعلان رفضها المطلق لبحث قضية اللاجئين والتهديد بأن كل من يطرق هذه القضية فهو عمليا لا يريد التوصل الى سلام مع اسرائيل، بل "يسعى الى القضاء على اسرائيل كدولة لليهود"، الا ان الفلسطينيين عامة واللاجئين خاصة، لم يأبهوا بالادعاءات الاسرائيلية في هذه الناحية، وانما يعلنون بصورة دائمة موقفهم المبدئي من القضية وان لا حل عادلا للصراع من دون حل قضية اللاجئين.

وهناك أيضاً ناحية اخرى في صلب قضية اللاجئين، هي اللاجئون في وطنهم، اولئك اللاجئون الذين هُجّروا من قراهم ومدنهم وما زالوا داخل وطنهم، يعيشون قريبا من قراهم المهدمة داخل ما يسمى بـ"الخط الاخضر"، والتي تذكرهم في كل ساعة بنكبة اللجوء وكينونتها.

وعقد اللاجئون، في السنوات الاخيرة، عددًا من المؤتمرات خارج وطنهم، في دول غربية وعربية، فيما عقد الفلسطينيون في وطنهم مهرجانات لاحياء ذكرى النكبة. ولم يعقد الفلسطينيون في الداخل مؤتمرات خاصة بقضية اللاجئين. ولكن في نهاية الاسبوع الحالي، وعلى مدار ثلاثة ايام، يعقد في مدينة حيفا، لاول مرة، "مؤتمر العودة والسلام العادل"، للتأكيد على انه من دون العودة لن يكون السلام عادلا.

وقد تحدث د. ايلان بابه، المحاضر الجامعي التقدمي المتخصص في الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني ورئيس "معهد اميل توما للدراسات الفلسطينية"، لـ"المشهد الاسرائيلي"، عن المؤتمر ودوافعه وسبب انعقاده في هذه الفترة بالذات. وقال بابه ان "فكرة انعقاد المؤتمر ولدت في اثناء لقاء للتداول حول كيفية احياء ذكرى النكبة في اسرائيل بين اربع جمعيات: معهد اميل توما للدراسات الفلسطينية في اسرائيل، والذي يهدف الى نشر الفكر والتطورات الثقافية الفلسطينية باللغة العبرية لكي يتعرف الجمهور الاسرائيلي على اهمية النكبة بالنسبة للفلسطينيين؛ الجمعية الثانية تحمل اسم "زوخروت"، يعمل فيها تسعة اشخاص فقط، ثمانية رجال يهود وامرأة عربية واحدة، وينحصر نشاطهم الاساسي في وضع الخرائط والتعريف بالقرى المهجرة؛ جمعية المهجرين في اسرائيل وجمعية "اتجاه". وبعد ان قررنا عقد المؤتمر اجرينا اتصالات مع جمعيات العودة في العالم ومع جمعيات مثل "البديل"، وهي الجمعية الرئيسية التي تدعم مبادرتنا في الأراضي الفلسطينية".

(*) "المشهد الاسرائيلي": في أحد البيانات حول المؤتمر هناك اشارة الى انعقاد مؤتمرات في اوروبا ودول عربية بخصوص حق العودة بالتزامن مع مؤتمركم؟

- "نعم. لقد تأثرنا بهذه المؤتمرات. وانا، بصفتي أحد المبادرين لمؤتمر العودة، تأثرت شخصيًا بمؤتمر العودة الاول في الولايات المتحدة، اذ حتى العام 2000 لم تنعقد مثل هذه المؤتمرات. وقد نظم المؤتمر هناك منظمة "تاري" التي يرأسها نصير عاروري. وقد شاركت في هذا المؤتمر في جلسة مع نوعام تشومسكي والراحل ادوارد سعيد، وكان هذا اللقاء مثيرًا للغاية. وقد أعطى هذا المؤتمر للطلاب الفلسطينيين في الجامعات الامريكية بالأساس دفعة قوية للعمل من أجل حق العودة".

(*) "المشهد الاسرائيلي": في موازاة انعقاد مؤتمركم، يكثف طاقم "مبادرة جنيف" من نشاطه لترويج أفكار مبادرتهم. هل أثر ذلك على ان تعقدوا مؤتمر العودة في هذا الوقت بالذات. وأعتقد أن "مبادرة جنيف" وتفاهمات عامي ايلون وسري نسيبة ترتكزان على شطب قضية اللاجئين في حل الصراع؟

- "نعم. وهذا يشير الى مسألة توقيت انعقاد مؤتمرنا، لان الفكرة كانت موجودة ومطروحة منذ مدة. وأعتقد اننا استصرخنا، ايضا، نتيجة هاتين المبادرتين، اللتين نحييهما لأن لا احد بامكانه معارضة لقاء بين اسرائيليين وفلسطينيين في هذه الفترة بالذات. لكننا شعرنا، كما هي الحال في مفاوضات سابقة، ان هذه اللقاءات تتغاضى عن قضية اللاجئين وعن حق العودة. وأعتقد ان الامر المشترك بين الجمعيات الاربع المبادرة للمؤتمر وكذلك لمنظمات العودة في انحاء العالم هو شعورنا بان حق عودة اللاجئين هو الاساس للسلام العادل والشامل. وبالنسبة لنا هذه القضية هي نقطة الانطلاق. ولذلك رأينا بانه اذا تمت العودة الى الحديث عن سلام، بعد فترة اختفى فيها الحديث عن السلام، فانه لا يجوز الحديث عن السلام من دون ذكر حق العودة، او كما قلت من خلال شطب حق العودة. ولذلك فان هذا المؤتمر هو ايضا صرخة تجاه كل من يعمل على احلال السلام وانه من الخطأ عدم وضع حل لحق العودة لان ذلك سيؤدي في النهاية الى تصاعد العنف ولن يجلب السلام. واعتقد ان الرسالة الأقوى التي ستصدر عن المؤتمر انه لا يمكن احلال السلام من دون حق العودة. ولذلك نحن نعمل من خلال تعاون مع منظمات في انحاء العالم. وعلى سبيل المثال، سيحضر الى مؤتمر العودة في حيفا د. غادة كرمي وهي رئيسة الجالية الفلسطينية في بريطانيا، محمود عيسى وهو رئيس الجالية الفلسطينية في الدانمارك، وكذلك ممثلة حزب الخضر في الولايات المتحدة الذي يرأسه رالف نادر، المرشح للرئاسة الامريكية. وقد وصفت هذا المجهود انه يسعى الى اعادة قضية اللاجئين الى مركز جدول اعمال السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين".

(*) "المشهد الاسرائيلي": لا شك أن طرحكم يستند، أيضا، على قرار الامم المتحدة رقم 194. لكن هل لديكم طروحات أخرى لحل هذه القضية؟

- "مؤتمر العودة في حيفا هدفه إطلاق صرخة. ولكن في تموز القادم سيعقد معهد اميل توما مؤتمرا يجمع خلاله 30 خبيرا من البلاد والعالم، وسيحاولون بلورة خطة مفصلة وعملية لحل قضية اللاجئين".

(*) "المشهد الاسرائيلي": ما هي التوجهات في اجتماع تموز؟

- "سيتطرق هذا الاجتماع الى ثلاثة مستويات. اولا، بناء الفكرة الرمزية وبناء الرأي العام. أي كيف يمكننا اقناع الجمهور اليهودي في اسرائيل. ونحن نرى هذا الامر في غاية الاهمية. كذلك سنضع خطة تهدف الى اقناع الجمهور اليهودي في الولايات المتحدة. الغاية من ذلك ان يقبلوا بشكل مبدئي فكرة حق عودة اللاجئين، وذلك قبل بدء الحديث عن العودة بشكل فعلي. وانا أرى ان الاعتراف بحق العودة هو، عمليا، اعتراف بالنكبة وما جرى خلالها. ومن خلال ذلك سنقوم بفحص السبل لاجراء هذا التغيير في الرأي العام، بواسطة اعطاء محاضرات ووسائل الاعلام وايام دراسية وغيرها.

"الامر الثاني، وسيعمل في هذا المجال الفلسطينيون في الداخل والخارج، يكمن في ايجاد التنسيق بين الجاليات الفلسطينية المختلفة في كافة أماكن تواجدها، اذ ان مثل هذا التنسيق والاعلام الفلسطيني في هذه الناحية غائبان. وفي هذا السياق يندرج أيضًا موضوع تبني موقف فلسطيني واضح من حق العودة،إذ اننا لم نسمع في السنوات الماضية إلى موقف فلسطيني واضح حيال قضية العودة. وأعتقد ان الجمهور اليهودي بحاجة الى سماع موقف من اللاجئين انفسهم وليس ممن ينوب عنهم.

"الامر الثالث، وهو يأتي بعد انجاز الامرين السابقين، نبدأ بالعمل على تصريحات مبدئية لحل قضية اللاجئين. ويتوجب الاشارة هنا الى اننا لن نأخذ دور القيادة والحكومات. فهؤلاء هم الذين يقررون كم عدد اللاجئين الذين سيعودون والى أين سيعودون ومن سيتلقى التعويض وحجم التعويض وغير ذلك من القضايا. ونحن نعتقد ان مثل ذلك قد يحدث بعد ان يتم بلورة موقف فلسطيني واضح واعتراف اسرائيلي بحق العودة.

"وفي سياق هذه الدراسة سنستمع الى تجارب شعوب أخرى. وعلى سبيل المثال سيكون هناك خبراء يتحدثون عن تجربة اعادة اللاجئين في البوسنة، وسيشارك خبراء من شتى أنحاء العالم الذين شاركوا في اعداد برامج لاعادة اللاجئين في مناطق أخرى من العالم. وخلال العام القادم سنقوم بطرح ثلاثة او اربعة بدائل للحل على اساس ان حق العودة هو حق أساسي ومقدس وغير قابل للتفاوض".

(*) "المشهد الاسرائيلي": وهل هذا قابل للتحقيق من الناحية العملية. أقصد ان ثمة اشكالية في هذا الطرح اذ حق العودة هو مقدس من جهة، وهو غير قابل للتحقيق وفق المنظور الاسرائيلي من الجهة الاخرى. كيف يمكن التوفيق بين الجانبين برأيك؟

- "هذا صحيح. ولكن إحدى القضايا التي سنثيرها خلال مؤتمر العودة في حيفا، وهي قضية نحن في الجمعيات متفقون عليها، رغم أن القوى السياسية في الشارع العربي لا تتفق معها، هي اننا لا نرى انه بالإمكان تطبيق حق العودة في اطار حل قائم على دولتين، رغم اننا نوافق على حل الدولتين كونه يعني وضع حد للاحتلال. لكن وضع حد للاحتلال لا يعني نهاية الصراع. ومن اجل انهاء الصراع نحن بحاجة الى امر أكثر جدية من وجود دولتين، وهذا يعني اقامة دولة واحدة. ومن الصعب ان ارى تطبيقا جديا ونهائيا للصراع من دون حل لقضية حق العودة. فقط عندها بامكاننا ان تقول اننا اغلقنا فترة الـ48".

(*) "المشهد الاسرائيلي": وأنت تطرح هذا الرأي منذ سنوات كثيرة؟

- " نعم، ولذلك، أيضا، كان بالامكان عقد المؤتمر تحت شعار الدولة الواحدة الثنائية القومية، لأنه في اسرائيل هناك أصوات اخذت تتعالى في هذا السياق، مثل أقوال ميرون بنبنستي وحاييم هنغبي، وهما ناشطان مركزيان في معسكر السلام الاسرائيلي، وبعد ان دعوا على مدار سنوات طويلة الى قيام دولتين فإنهما يقولان الآن، ولكن بأسف من جهتهما، انه لا يمكن احلال السلام العادل من خلال دولتين. وهناك اشخاص قالوا ذلك بشكل دائم، من دون ان يأسفوا، مثل صديقي الراحل ادوارد سعيد. والمهم هنا ان هذه الافكار، بشأن قيام دولة واحدة، تندرج في سياق الواقعية السياسية، وطرح حلول جديدة. ولذلك فان طروحات الاكاديميين قد تفضي الى طرح حلول جديدة، فهم ليسوا سياسيين. والسياسيون يكونون في كثير من الاحيان أسرى لافكار وحلول من الماضي، وتفشل مرارا هذه الطروحات القديمة لكن لأسفي الشديد فإن الشعبين يدفعان ثمن هذا الفشل".

(*) "المشهد الاسرائيلي": هل ترى أن قضية اللاجئين ستبقى مدار جدل في المؤتمرات والابحاث الاكاديمية؟

- "لا اعتقد ذلك. وأرى انه يتوجب الفصل بين أمرين أساسيين: الواقع الميداني هنا، وانا ارى بالم بالغ ان العلاقات بين الفلسطينيين والاسرائيليين حول المنطقة التي اطلق عليها اسم "هامش الاحتلال"، اي الضفة الغربية وقطاع غزة، ستستمر لسنتين او ثلاث اخرى الى ان يبدأ شيء ما بالتحرك. وفي مقابل ذلك، اعتقد انه ستكون هناك يقظة لدى الجاليات الفلسطينية في الخارج، وبضمن ذلك في مخيمات اللاجئين. وربما بالامكان تسمية ذلك تقاسم وظائفي طبيعي. اي انه من الطبيعي ان ينهمك الذين يعيشون في رام الله في مقاومة الاحتلال فيما ينهمك الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين خارج فلسطين بالنضال من اجل حل عادل يشمل حق العودة".

(*) "المشهد الاسرائيلي": قلت اننا نحتاج الى سنتين او ثلاث سنوات لكي يطرأ تقدم في الناحية السياسية بين الاسرائيليين والفلسطينيين. كيف تنظر الى سيرورة الصراع في فترة حكم شارون، خصوصا ما يتعلق ببناء جدار الفصل العنصري، الاغتيالات وما يسمى "خطة فك الارتباط"؟

- "أعتقد انه يجب فهم النهج الذي اتبعه شارون حتى الان والنهج الذي سيسلكه في المستقبل القريب. وانا ارى ذلك بنظرة شاملة، وليس فقط شارون شخصيا. اعتقد ان شارون، والكثيرون لا يلتفتون الى ذلك، ينتمي الى حركة "العمل" الصهيونية. اي انه ينتمي للتيار الصهيوني المركزي اكثر مما ينتمي الى التيار اليميني المتطرف. وخلافا لما يعتقده الكثيرون فان هذا التشخيص لا يعتبر اخبارا سارة. وهذا يعني ان مخططه آخذ بالتبلور بشكل واضح للغاية. وهذا المخطط مقبول جدا على اشخاص مركزيين في حزب "العمل" ولذلك فهي جزء من الاجماع الاسرائيلي. وبحسب رأيهم، فانه يتوجب القيام بمحاولات معينة في هذه الفترة بالذات بسبب الموقف الامريكي، واستغلال ذلك من اجل فرض واقع من جانب واحد: فرض حدود اسرائيل الشرقية، الحدود مع قطاع غزة. وهذا يعني توسيع مساحة اسرائيل. فمساحة اسرائيل كانت في العام 1967 تعادل 78% من مساحة فلسطين، والان يحاولون توسيع هذه المساحة لتصبح 85% او 90%. والحقيقة ان شارون لن يهتم اذا اطلقوا على ما تبقى من الارض إسم دولة فلسطين. فهو يقول لنفسه ان هذه الدولة ستكون بدون جيش ومنزوعة السلاح ومقطعة الاوصال، ونحن سنسيطر على حدودها وسمائها واقتصادها ونبني سورا هائلا وسنطرد اليها كل من يزعجنا في جانبنا، هذا يعني ان مخطط شارون يستند الى مبدئين اساسيين للحركة الصهيونية منذ نهاية القرن التاسع عشر: الاستيطان والترانسفير.. والهدف الحصول على اكبر قدر ممكن من الارض الفلسطينية واقل عدد من الفلسطينيين عليها. وشارون يعلم انه سيبقى هناك فلسطينيون في دولة اسرائيل، لكنه مثل بيرس، الذي لا يقول ذلك بشكل واضح، يريدان تقليص الوجود الفلسطيني في اسرائيل الى الحد الادنى الممكن. وهم يدعون، في هذا السياق، انه لا يمكن اقامة دولة دمقراطية هنا اذ لم تكن الاكثرية فيها من اليهود. هذا هو هوسهم.

"ومن الناحية العملية فان هذا يعني تسريع العمل في بناء الجدار. الامر الثاني هو ان القاطنين في جانبي الجدار يتعرضون لخطر داهم وفوري، لان الاسرائيليين يحبون "تنظيف" المنطقة المحيطة بالحواجز التي يقيمونها. هذه افكار منحرفة، لكنهم يعتقدون انه يتوجب القيام بعملية "تنظيف"، وفق اللغة التي يستخدمونها، من كل منطقة ينسحبون منها. وهذا يعني المزيد من أعمال القتل والهجمات. وما يفعله الاسرائيليون منذ نيسان 2002، عندما بدأوا بعملية السور الواقي، انهم بعد كل عملية يقومون بها ينظرون الى الامريكان واذا مرّ الامر بسلام فان العملية الاسرائيلية القادمة تكون أسوأ واقسى. واذا مر اغتيال الشيخ ياسين بسلام، من جانب الامريكان، فالاغتيال القادم سيكون أقسى.. ولذلك تراهم يهددون عرفات ونصر الله. واذا حدث ذلك، لا قدر الله، فانهم سيفكرون بأعمال أشد فظاعة".

(*) "المشهد الاسرائيلي": هل تعتقد ان اسرائيل ستنفذ عملية ترانسفير اخرى؟

- "أعتقد أن علينا ان نكون يقظين فهذه ليست امكانية غير قائمة. لكني لا أعتقد انه بالامكان تنفيذ نكبة ثانية بحق الفلسطينيين فلديهم التجربة التاريخية في هذا المجال، ولكن من جهة اخرى يحظر علينا ان نكون غير مبالين"..