شقيق وزيرة التربية الإسرائيلية يدعو إلى نسف قبة الصخرة

ثلاثة آلاف جندي وقعوا حتى الآن عريضة لعصيان أوامر الجيش بإخلاء المستوطنات

كشفت يومية "يديعوت أحرونوت" في ملحق الجمعة "سبعة أيام" عن نجاح حملة المستوطنين، تحت عنوان "الجدار الواقي" ، في الحصول على ثلاثة الاف توقيع لجنود في جيش الاحتلال على عريضة تدعو الى رفض التعليمات العسكرية للانسحاب الاحادي من قطاع غزة من الآن. ويقود حملة التواقيع الحاخام نوعام ليفنات (49 عاما) وهو شقيق وزيرة التربية والتعليم الاسرائيلية، ليمور ليفنات، ومعروف بمواقفه التوراتية المسيائية المتطرفة والداعية الى نسف قبة الصخرة والمسجد الاقصى وبناء "الهيكل الثالث" ومملكة اسرائيل من النيل الى الفرات، كما أكد في لقاء معه لـ"يديعوت احرونوت".

وكشف ليفنات انه يعمل سوية مع مجموعة من طلاب المعاهد الدينية والحاخامات بدعم وتغطية من كبار رجال الدين في المستوطنات وعلى رأسهم الحاخام ابراهام شبيرا الذي سبق أن أصدر فتوى للجنود بالتمرد على الاوامر العسكرية القاضية باخلاء مستوطنات "غوش قطيف" في قطاع غزة. وابدى نوعام ليفنات ارتياحا كبيرا من نجاح الحملة بتجنيد ثلاثة الاف توقيع من جنود نظاميين وفي الاحتياط في غضون شهر ونصف الشهر، مشيرا الى أن الحملة تهدف لجمع ثلاثين ألف توقيع من اجل احباط خطة شارون وجعلها غير قابلة للتنفيذ . وأوضح نوعام ان مجموعته الدينية ستشكل محاكم توراتية لمحاكمة كافة الجنود والضباط الذين يشاركون في اخلاء اليهود من بيوتهم معتبرا ذلك "جريمة" محرمة دينيا. وردا على سؤال حول نيته احترام الحسم الديمقراطي حيال اخلاء المستوطنات قال نوعام ان الاقلية غير ملزمة بقبول القرارات السيئة للاغلبية. واضاف "الديمقراطية تعني حكم الشعب ونحن غير موجودين في نظام ديمقراطي لان مواطنين غير يهود يشاركون في الانتخابات العامة".

الأب والابن ليفنات: تطرف واحد

وتلفت الصحيفة الى ان ليفنات لا يختلف عن والده سوى بحقيقة كون الاخير رجلا علمانيا غير ان آراءه هو الاخر متطرفة وتدعو الى طرد كل من لا يرضى من العرب في فلسطين بالسيادة اليهودية عليها. وكان ليفنات الاب قد صرح في حديث لـ"هآرتس" عام 1998 بأن بنيامين نتنياهو هو جذر السوء وان الشيطان قد "بال في دمه" لانه "أراد التفريط بأجزاء من الوطن للعرب". وهاجم ليفنات الأب في تلك المقابلة النظام الديمقراطي واعتبر الترحيل (الترانسفير) امرا جيدا لليهود. اما بشأن حدود البلاد فقال "كل شبر ارض تطأه قدم جندي يهودي هو لنا ويستحق الدفاع عنه". ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أن الابن يشبه الاب غير انه يختلف عنه بقرن الاقوال بالافعال، ونسبت له التأكيد ان "البلدوزر" لن يقوى على اخلاء مستوطنة يهودية واحدة.

"شارون الأشد نفاقا من بين أنصار أرض اسرائيل الكاملة"

وردا على سؤال حول رأيه بما قاله والده عن شارون بأنه الاشد نفاقا من بين أنصار "أرض اسرائيل الكاملة" اكد ليفنات الابن ان شارون خان القيم الوطنية وانه سينزل على اليهود مصيبة بالنوايا الفطرية الطيبة لافتا الى ان الطريق الى جهنم "مرصوفة بالنوايا الحسنة". واكد ضرورة قيام الاسرائيليين برفض السلام لانه يحول دون انجاز حلم ارض اسرائيل الكبرى من مصر الى العراق والتي يجب ان تقام بـ"الاحتلال والحروب". كما يؤكد الحاخام ليفنات انه لن يتردد في إخراج هذه الافكار الى حيز التنفيذ عند انتخابه رئيسًا للوزراء مشيرا الى إيمانه بضرورة تهويد نابلس ايضا حفاظا على ضريح يوسف المقدس لافتا الى قناعته بالعودة اليها. وتقول الصحيفة ان نوعام ليفنات يمثل نوعا ايديولوجيا يخلو من البراغماتية وهو منفصل عن واقع الحياة المحيط به حيث يقول عن طبيعة وشكل اسرائيل كدولة لو كان اليوم رئيسًا لحكومتها: "كانت حدودنا تمتد من النيل الى الفرات وفيما بينها، وكانت قامت مملكة دينية السيادة فيها لليهود فقط وعاصمتها القدس حيث الهيكل الذي يحج اليه بنو اسرائيل ثلاث مرات في السنة".

دولة يهودية خالية من العلمانيين والعرب

وأشاد نوعام بمبادىء الحاخام المتطرف المقتول مئير كهانا الذي دعا الى طرد كافة الفلسطينيين من فلسطين واطرى على محاولة تفجير عبوات ناسفة بجانب مدارس عربية في مدينة القدس المحتلة قبل سنوات. وأضاف "خلال الحروب انت تقوم بقتل عدوك وهناك اشخاص قرروا ان هذا العدو يشمل كل ابناء الشعب الاخر وليس كل من يحمل السلاح فقط". وأوضح موقفه حيال فكرة الترانسفير فقال "نحن في حرب مع الشعب الآخر، وهو شعب غاز وغريب، ويجب أن نفعل ما يفعلونه في الحروب من أجل التخلص منه". وعن الدولة الاسرائيلية المرتجاة استنادا الى تمنياته يقول ليفنات "في هذه الدولة لن يكون مكان للعلمانيين لان مصطلع العلمانية غير قائم بالنسبة لنا".

واختتم ليفنات الحديث معه بدعوة الاسرائيليين الى ثورة روحانية تدفعهم الى اقامة دولة يهودية دينية وبناء الهيكل في القدس "بعد نسف قبة الصخرة بالبلدوزر او الديناميت وجعل كسورها تتناثر الى السماء. لاشك لدي بأنه يجب محوها من هناك".

وردا على سؤال حول موقفه من جهاز الشاباك يقول نوعام ليفنات ان طريقه من أولها الى آخرها مرصوفة بالاكاذيب والغش. وهاجم قيامه بتتبع "الناشطين اليهود الوطنيين".

ورفض نوعام ليفنات التطرق الى شقيقته وزيرة التربية والتعليم ليمور ليفنات والى مواقفها او التعليق على حقيقة مشاركتها في حكومة شارون التي اعلنت نيتها اخلاء مستوطنات غزة. واضاف "هذه شقيقتي الوحيدة وهناك اتفاق بيننا على عدم التطرق الى الآخر وآرائه في الاعلام. بالنسبة لي هي اختي وليست وزيرة التربية".

يشار الى ان نوعام ليفنات هو ابن ليئة ليفنات وهي المسؤولة عن الأناشيد في القوات الصهيونية الضاربة "البلماح" وكان يسكن وعائلته العلمانية في حيفا قبل ان يصاب بالشلل نتيجة حادث طرق خلال خدمته العسكرية في سيناء.