على ذمة "هآرتس": أكثر من سبعة آلاف مُتطوِع عربي في "الحرس المدني الاسرائيلي"!

آثار تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية وتضمن معطيات وأرقام تشير إلى إزدياد أعداد المواطنين العرب المنخرطين في الخدمة بـ "الحرس المدني"، ردود فعل وتعليقات متباينة في أوساط الجماهير الفلسطينية داخل الخط الأخضر.

وبحسب معطيات التقرير الذي نشرته الصحيفة في عددها الصادر يوم أمس (الإثنين)، نقلاً عن مصادر مأذونة في الشرطة الإسرائيلية، فإن التطوع لـ "الحرس المدني" في الوسط العربي في إسرائيل إرتفع خلال السنة الحالية (2004) بنسب عالية ليصل إلى أكثر من سبعة آلاف مُتطوِع.

وطبقاً لما أوردته الصحيفة فإن عدد المتطوعين غير اليهود للحرس المدني، الذين يخضعون مباشرة لمسؤولية الشرطة الإسرائيلية، والذي كان قد وصل في العام 2001 إلى 3545 متطوعاً، ارتفع في السنة الحالية (2004) إلى 7092 متطوعاً غير يهودي. وأشارت إلى أن المنطقة الرئيسية التي سجلت فيها زيادة كبيرة على عدد المتطوعين (العرب) للحرس المدني هي منطقة اللواء الشمالي. ففي العام 2001، السنة الأولى بعد المواجهات والأحداث الدامية التي وقعت في تشرين الأول/ أكتوبر 2000، كان مجموع المتطوعين للعرب للحرس المدني في سائر مناطق اللواء الشمالي 700 متطوع، في حين ارتفع هذا العدد سنة 2004 إلى 4400 متطوع عربي، أي أكثر بستة أضعاف.

وتقول الصحيفة إن المتطوعين العرب في "الحرس المدني"، الذي تعارض قيادات ومؤسسات ومعظم أوساط الجماهير العربية داخل إسرائيل علناً وبصفة رسمية إنخراط المواطنين العرب فيه أسوة بالخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، ينقسمون إلى قسمين، فمنهم من يرتدي البزات الزرقاء ويعملون ضمن دوريات الشرطة كحال أفراد الشرطة الرسميين، في حين يعمل قسم آخر من المتطوعين بلباس مدني ويطلق عليهم "متطوع كلاسيكي"، وتُعطى لهؤلاء بندقية من نوع "كارابين" ومهام دوريات حراسة في المدن والقرى العربية.

غير أن الصحيفة تشير إلى أنه ونظراً لكون "الظاهرة" لا تزال جديدة نسبياً، فإن الشرطة تفرض قيوداً صارمة على عمل المتطوعين للحرس المدني في التجمعات العربية، غير موجودة أو متبعة في الوسط اليهودي، وبضمن ذلك التحقيق من "نظافة" سجلهم الجنائي ومن دوافعهم ...الخ.

من جهة أخرى إدعى مسؤولون في الشرطة الإسرائيلية أن الشرطة و"حرصاً منها على عدم الإساءة للمجموعات المختلفة في الوسط العربي" تجنبت نشر إحصائية حول الإنتماءات الدينية للمتطوعين العرب للحرس المدني، بمعنى عدد المتطوعين المسلمين والمسيحيين والدروز والبدو والشركس.... غير أن تحليل المعطيات بالنسبة لعدد من المناطق، يظهر، على ما تقوله الصحيفة في تقريرها، أن نسبة التطوع الأعلى في صفوف المواطنين العرب للحرس المدني سجلت في مدن وقرى المسلمين والمسيحيين التي شهدت صدامات عنيفة مع الشرطة خلال هبة أكتوبر 2000.

وبحسب ما أوردته الصحيفة فإن ما أسمته بـ "ظاهرة" إقبال المواطنين العرب المتزايد على الإنخراط في "الحرس المدني" تثير ردود فعل متباينة في "الوسط العربي" مشيرة إلى أن الحركة الإسلامية وزعت قبل عدة أشهر منشورات، في عدد من التجمعات العربية، حملت فيها بشدة على ظاهرة "التطوع" وسط التلميح إلى المتطوعين كـ "متعاونين" مع المؤسسة الإسرائيلية. كذلك هاجم الظاهرة بشدة حسن عاصلة من عرابة في الجليل، وهو والد الفتى أسيل عاصلة الذي سقط شهيدًا في أحداث أكتوبر 2000 برصاص الشرطة الإسرائيلية. وانتقد عاصلة الأب الذي يترأس "لجنة ذوي شهداء أكتوبر 2000"، في كلمة ألقاها قبل شهر في المهرجان السنوي لذكرى أحداث أكتوبر في سخنين، إقامة مراكز للحرس المدني الجماهيري في المدن والقرى العربية واصفاً المتطوعين العرب بأنهم "عملاء ومتعاونون" مع السلطات الإسرائيلية.

من جانب آخر اعتبر البروفيسور محمود يزبك وهو باحث في جامعة حيفا قتل إبن أخيه "وسام" برصاص شرطي إسرائيلي في الناصرة خلال أحداث أكتوبر 2000، أن ظاهرة تطوع المواطنين العرب للحرس المدني هي "عملية غير قابلة للتراجع" تندرج ضمن إفرازات عملية أوسلو التي "أصبح المجتمع العربي في إسرائيل يتبنى في أعقابه هويتين، هوية فلسطينية من جهة، وإنتماء للمجتمع الإسرائيلي من جهة أخرى" على حد قوله.