دسّاس لا يكلّ!

وُلد دافيد أبيل في العام 1950 في تل أبيب. وعلى الرغم من كون أبيه ناشطًا مركزيًا في حركة "حيروت" إلا أن عائلته عاشت في ضنك شديد. في الثامنة من عمره أرسل أبيل إلى عائلة حاضنة في بنيامينا. وقد كان زئيف بويم وايهود أولمرت أصدقاء طفولته. وكانت ليمور ليفنات وميخائيل كلاينر وميخا رايسر وميكي ايتان أصدقاءه المقربين، بالاضافة إلى دان مريدور وبيني بيغن وعوزي لانداو، وكلهم كانوا في شبيبة "غاحل" (سلف "الليكود") التي كان أبيل نشيطًا فيها.


لم يُؤدِّ أبيل الخدمة العسكرية لأن يده هُشمت في حادثة عمل أثناء عمله في مطبعة وهو في السابعة عشرة من عمره. في حرب 1973 كان سائق مناحيم بيغن الخاص. بعد الحرب بسنة تزوج وفتح دكانًا لمنتوجات الأطفال وأسس نفسه إقتصاديًا. في نهاية السبعينيات أصبح من مقربي وزير الاسكان (وقتئذ) دافيد ليفي، ثم مقاولَ بناء ناجحًا.
في منتصف التسعينيات أقام أبيل حي "غانيه أفيف" غربي مدينة اللد، وهو حي عملاق من 5،500 وحدة سكنية. في تلك الفترة تقرّب من أرييه درعي واعتبر ذا نفوذ كبير في مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وقد مكّنه نجاحه الكبير في "غانيه أفيف" من اقتناء أراضٍ باهظة الأثمان في القدس، في "غفعات شموئيل"، في السنوات 95-98، وفي موشاف غينتون وفي موشاف يغل. وبالمقابل، بدأ بدفع مشروع السياحة الكبير- Heaven on Earth ("الجنة على الأرض"). وقد حظي المشروع في إسرائيل بكنية "الجزيرة اليونانية".

وبحسب لائحة الاتهام التي قُدّمت إلى محكمة الصلح في تل أبيب في الحادي والعشرين من كانون الثاني/يناير 2004، نقدَ أبيل في نهاية التسعينيات رشوى لموظف في دائرة أراضي إسرائيل ولعضوة الكنيست السابقة نحاما رونين ولرئيس بلدية اللد، بيني ريغف. وبحسب لائحة الاتهام دفع أبيل رشوى أخرى لجلعاد شارون ولإيهود أولمرت ولرئيس الحكومة الاسرائيلية. ومن المفترض أن يبتّ المستشار القضائي للحكومة، ميني مزوز، بشأن تقديم لائحة اتهام ضد شارون حتى منتصف حزيران/ يونيو الجاري.

"أنا إنسان جبّار"!

- دافيد أبيل، أنت متهم بما لم يُتّهم أي إسرائيلي به في السابق: دفع رشوى لرئيس حكومة. أنت تمثل الفساد الاسرائيلي الجديد.

أبيل: "ما تقوله يضحكني. أنا إنسان شفاف. لا شيء لديّ لأخفيه. فأنا ترعرعت في السياسة. السياسة هي المياه التي نموْتُ فيها. المياه التي كبرت معها. وقد بدأتُ في الأعمال التجارية في سن الخامسة والعشرين. في الثلاثين أصبحت مليونيرًا. ولكنني لم أخلط بين جانبي السياسي وبين أعمالي التجارية، أبدًا أبدًا. ليس هناك من يستطيع أن يقول ذلك."

- ومع ذلك يقولون. يقول ذلك صحفيون. يقول ذلك ضباط في الشرطة. تقول ذلك النيابة العامة. قُدّمت ضدك لائحة اتهام خطيرة.

أبيل: "من يقف من وراء كل هذا هم عدد معين من الناس. وكما قلتَ، هؤلاء يأتون من الاعلام والشرطة والنيابة. واليوم تحوّلوا إلى شريحة واحدة. تحوّلوا إلى جهاز لا يعرف حدودًا. فهؤلاء الأشخاص لا يتورّعون عن اللجوء لأية وسيلة، ليست لديهم حدود حمراء. ولكي يحققوا هدفهم فإنّ كل شيء مقدس في أنظارهم. فهم يؤمنون، كما آمنت مجموعة "كو كلوكس كلان"، بأنّ كارثة ستحلّ هنا ما لم يتشبثوا بزمام القوة. وهم يعتقدون حقًا أنهم أصحاب البيت في الدولة. لقد سيطروا على إسرائيل مثلما سيطر مكارثي وقتئذ على الولايات المتحدة".

- هل تعتقد حقًا أنّ هناك نظامًا مكارثيًا في إسرائيل اليوم؟

أبيل: "توجد هنا مجموعة صغيرة تشكل بؤرة القوة صاحبة السلبية الأكبر في الدولة. سلطة القانون التابعة لهذه المجموعة زادت وتقوّت مثل سلطة القانون التي أسسها مكارثي في أمريكا في الخمسينيات. وكما حدث هناك فإنّ الاحساس بالقوة هنا أيضًا حدا بهذه المجموعة لفقد صوابها. ولكن هذه المكارثية ستنهار، لا شك. لأنني لن أكون مثل يعقوب نئمان وأرييه درعي وبيبي ( نتنياهو). لن أكون أضحية للذبح. سأحارب هؤلاء الأشخاص حتى تنفضح كل جرائمهم. إلى أن يقبعوا هم أنفسهم في السجون".

- هل تدعي بجدية أن هناك قوة كبيرة في إسرائيل تلاحقك من دون ذنب اقترفته؟

أبيل: "في إسرائيل قوة واحدة تتحكم بالاعلام والشرطة والسياسة. ويمكن لهذه القوة أن تسحقك إلى درجة إبادتك كليةً. وإذا أشارت صوبك هذه القوة فهذه نهايتك. ستنتهي. لن يتبقى منك شيء. حتى لو كنت رئيس حكومة، فبوسع هذه القوة أن تطيّرك بدقيقتين. وسيطرة هذه القوة كبيرة جدًا إلى درجة انعدام القدرة على استيعابها".

- وهذه القوة التي تتحدث عنها قررت مطاردة دودي أبيل بالذات؟

أبيل: "نعم، هناك ملاحقة ضروس. هذه الملاحقة تشبه مطاردة يقوم بها المئات في أعقاب أرنب يفرّ بكل طاقاته. كل الطاقات ضده. كل الولايات المتحدة وكل العالم ضده. ولكنه يفرّ ويفرّ. ولكن لا تُسئ فهمي، فأنا أضحك عليهم. أنا لا أتصبب عرقًا، بل هم من يتعرقون. لأنّ القوة الفاعلة ضدهم هي قوة جبابرة. فأي إنسان عادي لا يقوى على التصدي للضغوطات التي يشغلونها عليّ. ولكنني أملك قوىً حظيت بها لا أعرف من أين. لا أعرف. ولذلك فإنني لا أخشاهم. فأنا أضربهم بلا رحمة".

- أنت إنسان قوي بما يخرق العادة؟

أبيل: "أنا لست ممّن يتلاعبون معهم الألعاب".

- جلعاد شارون يقول عنك إنك "وحش بري"، تملك حواسًا غير طبيعية. هل هذا صحيح؟

أبيل: "نعم. أنا أقيّم الحقائق بشكل صحيح. والناس أيضًا. فأنا في حياتي كلها لم أخطئ إلا القليل القليل. القليل جدًا. هذا هو السبب من وراء عدم تمكنهم من إيقاعي حتى الآن. فأنت عليك أن تفهم أن القوى الهائلة التي يشغلونها من أجل الإيقاع بي هي كافية للإيقاع بأيّ أحد. أيّ أحد."


"لستُ مجرمًا، هم المجرمون"


- هل تشعر بأنك على علاقة مباشرة مع خالق الكون؟

أبيل: "أنا أعتقد أنّ الله جلّ جلاله يحبني جدًا. يحبّني جدًا."

- ولماذا يحبك؟

أبيل: "لأنه يرى أنني أصمد أمام كل هذه المحاولات التي يُخضعني فيها للتجربة دائمًا".

- ولكن اللعبة انتهت الآن. فأنت مُنتهٍ. بعد قليل ستدخل السجن.

أبيل: "من يقول مثل هذا الكلام هو غبي مطلق لا يفهم ما يقوله. فكل ما فعلوه سينهار. كل شيء. فليجلبوا الأدلة وستنكشف خدعتهم الكبيرة. وهل تعرف لماذا؟ لسبب واحد فقط. سبب واحد. لأنني كنتُ طيلة هذه السنوات شخصًا حذرًا. عملت دائمًا بحذر شديد. دائمًا. ولذلك فهم لا يملكون ضدي أيّ شيء. أيّ شيء. حتى ولا عشرة شيكلات. ولذلك فإنّ الضربة التي ستنزل بهم هذه المرة ستكون أكبر من المرات السابقة التي حاولوا فيها اتهامي. سقوطهم هذه المرة سيحطمهم فعلا".

- هل تؤمن حقًا بأنّ الشرطة لم تجد في آلاف الساعات من المحادثات التي سجّلتها حتى ولو حقيقة واحدة تُجرّمك؟

أبيل: "هل تسخر مني؟ في كل آلاف المحادثات التي تذكرها لا توجد كلمة واحدة أرغب في تغييرها. ولو كلمة واحدة".

- حسنًا، دعك من هذا. فلا يوجد أي رجل أعمال جدي في إسرائيل له ارتباطات مع الحكم، يخرج بريئًا تمامًا، لو تنصتوا له بهذا الحجم.

أبيل: "أوافقك مئة بالمئة. مئة بالمئة. أنا مستعد للتراهن معك على أنني لو تنصّتُ لك لمدة شهر، فإنك ستذهب إلى السجن. سيتضح أنك لم "تنقر" كرت العمل في يوم ما، أو أنك تناسيت استمارة ضريبية في يوم آخر. ولكنهم تنصتوا لي لثلاث سنوات ولا يملكون أيّ شيء ضدي. فقد حققوا معي عن أصيص بعثت به إلى شارون منذ عشرين سنة. أصيص! حققوا معي لنصف يوم عن أصيص".

- هناك ادعاء بأنّك إجرام منظم. أنت تمثل دخول الاجرام المنظم إلى الحكم.

أبيل: "من يقول هذا الشيء هم رؤساء الجريمة. هم مخططو الجريمة. هم من يقترفون الجريمة ويشيرون إلى شخص آخر ويقولون حذارِ منه، فهو مجرم. وأنا أقول لك، أنا لا أنشط جنائيًا ابدًا. صدقني، لن أقوم أبدًا بأيّ شيء يناقض التعاليم".

- يدّعون أنك ترافق وتخالط عناصر إجرامية.

أبيل: "سأريك قائمة المدعوّين لزفاف ابنتي وسترى من هم أصدقائي. هناك 65 وزيرًا وعضو كنيست. هناك كل رؤساء المرافق الاقتصادية. هؤلاء هم من أحيا حياتي معهم".

- هاكَ الدليل. أنت عنصر إجرامي ينجح في السيطرة على الدولة.

أبيل: "أنا لست مسؤولاً عن الأفكار النفسانية العِصابية عند من تحدثوا معك. كما أنني لا أملك أيّ احتمال ضدهم. فمن يصغي إليّ اليوم أصلا. من يسمعني. فقد شوّهوا صورتي تشويهًا فظيعًا. خلقوا في رؤوس الناس ما يشبه الوحش غير الموجود في الواقع. خلقوا دودي أبيل لا يشبهني بالمرة. والآن، أنا لست بكّاءً. لن أبكي أمامك. ولكن فكّر أنت بنفسك. فكر بنفسك، وليس بي. ستفهم أن هؤلاء الناس، الذين يسيطرون على كل الأنظمة، يمكن أن يفعلوا بك الشيء ذاته. فبوسعهم خلال نصف سنة أن يشلّوك تمامًا. بوسعهم أن يتنصتوا عليك، أن يصوروك، أن يعبثوا في قمامتك. بوسعهم أن يأخذوا كل ما تملك. ولذلك فقد سئمتُ. سئمتُ. أنا لن أشارك في لعبتهم المجنونة. لست ملزمًا بالرد على كل هذه الأسئلة المجنونة. أنا لست ملزمًا بأن أثبت لهم أنني إنسان نظيف".

من وراء الكواليس

- كنتَ إنسانًا معدومًا. واليوم أنت مليونير. كيف اغتنيتَ؟


أبيل: "بالعمل الشاق".

- ألم تربح أموالك بفضل علاقاتك السياسية؟

أبيل: "على العكس. السياسة أضرّت بي".

- إحكِ لي عن قوتك السياسية. كيف تعمل؟

أبيل: "قوتي تنبع من أنّ إنسانًا مثلي بوسعه أن يسمح لنفسه بقول أيّ شيء لأي شخص. وبأكثر ما يمكن من فظاظة. وليس هذا فقط. فلشخص مثلي ما يكفي من القوة لأن أقول لوزير أو لعضو كنيست "لم تقم بما يجب أن تقوم به". وبالتالي أن يؤدي ذلك إلى اختفائه".

- إذًا، فأنت حقًا تنصّب الملوك. أنت تجند عشرات ألوف المنتسبين (لـ "الليكود")، أنت تسيطر على مئات أعضاء المركز (مركز "الليكود").

أبيل: "أنا لا أومن بالسيطرة على أعضاء المركز. الناس ليسوا بهائم. ولكن من المحتمل أنني جنّدت عشرات آلوف المنتسبين. فبعد مرور خمسين سنة على وجودك في هذه السياسة، تصبح معروفًا لدى غالبية النشطاء الميدانيين. لدى ألوف الناس. وعندما تتوجه إليهم وتتحدث معهم فإنّ قدرتك على فعل ذلك تكون أسهل. فإنسان في مستواي يؤثر في نهاية الأمر على الناشط الميداني".

- يوجد هنا ما يشبه وظيفة "العرّاب"؟ رئيس حمولة؟

أبيل: "الحياة السياسية في إسرائيل تسير بحسب المبنى الهرمي. هناك وزير واحد، رئيس بلدية واحد، ولكن هناك الكثير من الناس في الميدان، لا يمكن الوصول إليهم. ولذلك فهم بحاجة إلى محطة انتقالية، إلى غربال يكون شبيهًا بالعنوان الضروري للوصول إلى أصحاب المناصب. أنا عنوان كهذا. أنا أساعد الناس".

- هل تحب قوة ما وراء الكواليس؟

أبيل: "أنا لا أجني المتعة من ذلك. أنا أكره هذه القوة. ولكنني أعتمد على تحكيمي الخاص. أنا أعتقد أنني أملك القدرات الفكرية التي تفوق تلك التي يملكها من هم في الحكم. ولذلك فإنني أنشط من وراء الكواليس. لأنني أرغب في دفع هؤلاء الأشخاص نحو تنفيذ أمور تلائم منظومتي الحياتية".

- ألا تستغل كل هذه القوى التي جمعتها في سبيل دفع مصالحك في العقارات غير المنقولة؟

أبيل: "إفحص تنصيصات المحادثات الهاتفية بيني وبين أريك (شارون). لن تجد كلمة واحدة عن أعمالي. لا عن الجزيرة اليونانية ولا عن الأراضي".

عُومري مُرهف وجلعاد يرتكب الحماقات!


- ما هو تأثيرك على عائلة شارون؟

أبيل: "تربطني بعائلة شارون صداقة عميقة منذ سنين طويلة. ليس بي وحدي. بل أنا وفريدة وليلي وأريك والأولاد. الكثير الكثير من السنين. فقد تناولوا الطعام عندنا عشرات المرات، ونحن عندهم. صداقتي معهم عميقة جدًا. ولكنني لم أتوقع أبدًا الحصول على شيء من هذه الصداقة".


- كيف يبدو شارون الانسان؟

أبيل: "أريك؟ جدي جدًا، جدًا. ولصالحه يُقال إنه إنسان عامل. ولكن من نقاط ضعفه أنه يصغي أحيانًا لأناس لا يجب الاصغاء لهم. فمثلا، في هذه الفترة يحيط به أشخاص يلحقون به الضرر. النصائح التي يتلقاها تدفع به إلى اتخاذ قرارات غير صائبة".

- شارون بنفسه يصمت. فهو لا يتحدث بأمور ضد سلطة القانون كما تتحدث أنت. هل تعتقد أنه خائف؟

أبيل: "نعم. لقد تجابنَ. فهو يعتقد أن مثل الكم الكبير من الهجوم يستوجب الانتظار ريثما يهدأ. ولكنه مخطئ. مثل هذه الأمور لا تختفي تلقائيًا. إسمع، أنا لا أفهم ما تعنيه سلطة القانون. أنا أفهم ما يعنيه القانون. أفهم أنّ على الدولة أن تُدار بحسب القانون. ولكنني لا أقبل بأن يتحدث الناس عن سلطة القانون، بينما ما يقصدونه فعليًا أنهم يملكون الحق في إدارة القانون بأنفسهم. أنهم يملكون الحق في أخذ القانون لأيديهم".

- كيف تنظر إلى إبنيْ شارون؟

أبيل: "نقيضان تامّان. عُومري يتميز بحسّه الاجتماعي والسياسي. أنا أحبه جدًا جدًا. ففيه خشونة ونعومة مذهلتان جدًا. وفيه النفس الرقيقة التي ورثها عن أمه، وخشونة جدته. مقابل ذلك فإنّ جلعاد هو "تكنوقراطي". جلعاد هو "بيزنس". أخذ على عاتقه دور رجل الأعمال. وهو شاب مع رأس منفتحة. ذكي. يقترف الحماقات، ولكنه ذكي".

- يقترف الحماقات؟

أبيل: "في المجمل أنا أرى في جلعاد قدرات هائلة. ولولا أبوه لكان بامكانه أن يصل بعيدًا. ولكنه ولد مدلل. ما يقوم به هو غباء. دلال. أن يقوم بتسجيل كل هذه الأمور يبدو لي أكثر ملاءَمة لأفلام جيمس بوند. هذا جنون عظمة معكوس. ففي تلك الفترة كان وقحًا كفايةً ليعتقد أنه يستحق. هذه وقاحة حقيقية. من أنت أصلاً؟ أنت ولد لا تملك شيئًا. فعلى أي أساس تعتقد أنك تستحق شيئًا؟ على أيّ أساس؟"

- هل تشعر بأنّ أبناء عائلة شارون خانوك؟

أبيل: "لقد ارتكبوا الحماقات. الحماقات. وقد تفاجأتُ من أنّ إنسانًا مثل جلعاد يقوم بتسجيلي. ماذا دهاه؟ بعد كل هذه السنوات. بعد كل هذه الصداقة".


- لقد دفعت لمزرعة الجُميز (مقر سكنى شارون) مئة ألف دولار ومليونيْن وخمسمئة واثنين وثمانين ألف شيكل. وظاهريًا يبدو هذا الأمر أمرًا فاسدًا. لا توجد أية طريقة لتبرير دفعات مثل هذه لرئيس الحكومة.

أبيل: "أولاً، في فترة العقد مع جلعاد كان شارون رئيس المعارضة. كان عندها مُسنًا بائسًا يجلس في مقصف الكنيست ولا يعيره أحدٌ أيَّ اهتمام. لم يفكر أحدٌ بأنه سيصبح رئيس حكومة. ولكن إذا كنتَ تسأل لماذا دفعتُ لجلعاد مثل هذه المبالغ، فإنّ الجواب كما يلي: لقد حققتُ وبادرت وخلقتُ منظومة من "ستارت أب" بالغ العظمة واحتياج البشر إليه بالغ الأهمية. فقد كنت بصدد بناء من 100 حتى 200 ألف غرفة. كنتُ بصدد تخفيض سعر غرفة معتبرة في فندق خمس نجوم من 150 دولارًا لليلة الواحدة إلى خمسة حتى ستة دولارات لليلة. وكانت مدخولاتي المتوقعة تعادل مئات المليارات. وكان الدخل المتوقع في يوم افتتاح المشروع 150 مليار (دولار). وفي مقابل هذه الـ 150مليارًا تبدو المبالغ التي تسأل عنها قروشًا معدودة لا غير. فكّة صغيرة".

(إعداد: "مدار")