مركز مساواة يبادر لمواجهة التحريض العنصري في الاعلام الروسي

بادر مركز مساواة، ولأول مرة، إلى بلورة برنامج لمواجهة التحريض على العرب في الاعلام الروسي. وجرى مناقشة البرنامج خلال يوم دراسي عقده المركز يوم الخميس حول "الاعلام الروسي والمواطنين العرب" حيث شارك فيه عدد من ممثلي وسائل الاعلام العربية والناشطين العرب في مجال الاعلام وعدد من الخبراء والاعلاميين الروس، ممثلي وسائل الاعلام باللغة الروسية في اسرائيل وممثلي مكاتب الاعلان والعلاقات العامة التي تتعامل في موضوع التسويق في أوساط المواطنين المهاجرين من الاتحاد السوفييتي.

افتتحت اليوم الدراسي منسقة الاعلام في مركز مساواة، عبير قبطي، حيث اكدت على ضرورة استغلال الاعلام الروسي من اجل الوصول الى جمهور المهاجرين الروس الموجهين من قبل قيادات اليمين الفاشي في اسرائيل، مؤكدة ان لمركز مساواة "برنامجًا استراتيجيًا لإختراق الحصار الاعلامي على الجماهير العربية".

وتضمن اليوم الدراسي عدة جلسات قدمت فيها المعلومات حول الجمهور الروسي وحول استهلاكه للاعلام وحول وسائل الاعلام المنتشرة في اوساط هذا الجمهور، واختتم بندوة حول تغطية قضايا المواطنين العرب في الاعلام الروسي شارك فيها ممثلو هذا الاعلام.

عنوان الجلسة الاولى كان "المميزات البارزة للمجتمع الروسي"، قدم من خلالها دافيد شوستاك، المدير العام المشارك في شركة انترسول المختصة بالتسويق للوسط الروسي، مسحًا شاملا لاهم المميزات والمعطيات التي تتعلق بالمجتمع الروسي. وقال إن للجمهور الروسي عدة مميزات حيث يفوق عددهم المليون نسمة ويشكلون 17% من مواطني الدولة، يعيشون في كافة انحاء البلاد وقرابة ثلثهم يعيشون في منطقة المركز. مستوى دخل الفرد لديهم شبيه بالمعدل العام. كما تطرق شوستاك الى كون المجتمع الروسي من مستهلكي الاعلام بشكل كبير الامر الذي يجعلهم قوة سياسية واستهلاكية كبيرة، مما يجعل الشركات الكبيرة في البلاد تتوجه لهم بشكل مباشر عن طريق حملات بالروسية، على الرغم من ان معظمهم يعرف اللغة العبرية.

ويتميز الروس بعادات مرتبطة ارتباطًا قويًا بثقافتهم الروسية الاصلية، حيث استطاعوا سد احتياجاتهم بواسطة بناء مؤسسات اعلامية وثقافية مستقلة مما ساهم ايضًا بانغلاقهم وانقطاعهم عن المجتمع الاسرائيلي الذي يعيشون فيه، فاقتصر الاندماج في المجتمع الاسرائيلي على الناحية الاقتصادية وبقيت اطرهم الاجتماعية والثقافية مغلقة. كما يتميز المهاجرون الروس باحترامهم للكلمة المكتوبة مما يجعلهم يستهلكون الاعلام المكتوب، كما تشير المعطيات الى انه فقط 20% من المهاجرون الروس يستهلكون الاعلام العبري.

وفي الجلسة الثانية قدمت ماريا داشكوف، مديرة عامة لشركة "برومو يسرائيل"، والتي تعمل في مجال التسويق للمجتمع الروسي، مسحًا شاملا لوسائل الاعلام باللغة الروسية، المكتوبة والمسموعة، الالكترونية والمرئية. حيث تبث في البلاد تسع محطات تلفزيونية باللغة الروسية، إذاعتان رسميتان وعدد من الاذاعات غير الرسمية وعدد كبير من الصحف والمجلات، كما يتم استخدام اكثر من 300 موقع انترنت باللغة الروسية في البلاد.

وفي الجلسة الثالثة اقيمت ندوة حول "الإعلام الروسي وتغطية قضايا المواطنين العرب" حيث شارك عدد من الصحافيين والصحافيات والخبراء في الاعلام الروسي. وهم فكتوريا مرتينوف (صحيفة نوفوستي ندلي) ودافيد ادلمن (خبير نفسي اجتماعي ومختص في مجال الاعلام الروسي) واسيا استوشينا (قناة RTVI) وادار الندوة باشا رومونوفسكي (المدير العام المشارك في شركة انترسول)، وفي بدايتها قدمت داليا روخمان، مستشارة في شركة انترسول، نصائح تسويقية تتعلق بالوسط الروسي وخصوصية الفعاليات بمجال الاعلام في الوسط الروسي.

يشار الى ان مركز مساواة بصدد اصدار دليل حول خبراء عرب متحدثي اللغة الروسية لتوزيعه على وسائل الاعلام والاعلاميين الروس. كما انه بصدد التعاون مع مؤسسات حقوقية روسية لمواجهة التمييز الثقافي والتحريض العنصري. كما قام المركز في السابق بنشر اعلانات في الصحف الروسية، لمواجهة تحريض الوزير السابق افيغدور ليبرمان وزمرته على العرب وبرنامجه السياسي الهادف الى طرد العرب من البلاد.