بيريس: على شارون أن يحسم أمره في غضون أيام

قال رئيس حزب "العمل"، شمعون بيريس، في كلمة ألقاها أمام مندوبي مؤتمر يعقده "المركز الإسرائيلي للإدارة"، إنه بقيت أمام شارون بضعة أيام كي يحدد استمرارية طريقه، إما لناحية تشكيل حكومة وحدة مع "العمل" وإما الذهاب إلى انتخابات مبكرة. وحسب أقواله "إذا كان رئيس الحكومة لا يحظى بتأييد الأغلبية داخل حزب "الليكود" فليس أمامه خيار سوى إجراء الانتخابات. سنعرف خلال يومين ما هي نتائج الانتخابات الأميركية وسنعرف في غضون أيام معدودة طبيعة المرض الذي يعاني منه ياسر عرفات وسوف يضطر رئيس الحكومة في غضون أيام أن يقرر ما الذي يود فعله".

وأضاف أن "العمل" قدّم حتى الآن أقصى ما يستطيع، وأن الكرة الآن أضحت في ملعب شارون.

في هذه الأثناء طغى الانشغال الاسرائيلي، الرسمي والاعلامي الشعبي، بالأنباء عن تدهور صحة الرئيس ياسر عرفات على الحرب المستعرة بين رئيس الوزراء اريئيل شارون ووزير المالية بنيامين نتنياهو على خلفية اشتراط الاخير بقاءه في الحكومة بقبول شارون باجراء استفتاء عام على خطة الفصل الاحادي عن قطاع غزة، وسط تأكيدات بأن كلا من الرجلين يتمترس خلف موقفه على نحو يؤشر الى ان انهيار الائتلاف الحكومي وحصول شرخ فعلي في حزب "الليكود" الحاكم باتا مسألة وقت.

وفيما رأى المعلق في الشؤون الحزبية في الاذاعة العبرية حنان كريستال ان الوضع الصحي للرئيس الفلسطيني قد يشكل سلماً كبيراً لنتنياهو لينزل عن الشجرة التي تسلقها بتوجيهه الانذار الى رئيس حكومته بالاستقالة اذا أصر على موقفه الرافض اجراء الاستفتاء، أكد ان غياب عرفات عن الساحة سيعزز الموقف الذي يتبناه نتنياهو ووزير الخارجية سيلفان شالوم والزعيم الروحي لحركة "شاس" عوفاديا يوسيف المتحفظ عن احادية الخطة وان هؤلاء قد يمارسون ضغوطاً على شارون لارجاء الاجراءات المتعلقة بالفصل الى حين ظهور قيادة فلسطينية جديدة.

وبدأ شالوم محاولاته لرأب الصدع في "الليكود". وقال انه ينبغي اطفاء ألسنة النيران والحفاظ على الائتلاف الحكومي الحالي حتى الموعد المقرر للانتخابات البرلمانية المقبلة أواخر العام 2006 لأن البديل سيكون تبكيرها ليخوضها حزب "الليكود" متفككا. وتوقعت اوساط اعلامية ان يدخل الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف على خط الوساطة بين قطبي الحكومة و"الليكود"، شارون ونتنياهو.

لكن يبدو حتى مساء أمس ان نتنياهو حسم أمره واتخذ قرارا استراتيجيا بمواجهة صدامية مع شارون. واعلن انه سيخوض الانتخابات الداخلية لزعامة "الليكود" امام شارون و"سأنتصر عليه لأنني أمثل الليكود الحقيقي". وقال في مقابلة مع صحيفة "يديعوت احرونوت" انه قرر اقامة معسكر داخل الحزب استعداداً للانتخابات الداخلية وانه واثق من تحقيقه الفوز على شارون "الذي لم يتحمل ذات مرة مسؤولية قراراته". وأكد عزمه على الاستقالة اذا لم يستجب شارون لمطلبه اجراء الاستفتاء "وهو الشيء الوحيد الذي سينقذ الليكود ويضمن وحدته وبقاء الحكومة الحالية".

وردت أوساط قريبة من شارون بأن وصفت وزير المالية بـ"الدساس الذي لا يكل" وتوقعت ان ينجح رئيس الحكومة في فرض عزلة على نتنياهو، بعد ارفضاض المتحالفين معه عنه، وزيرًا إثر وزير. وقال أحد القريبين من رئيس الحكومة إن شارون كذلك بصدد عقد صفقة مع حزب "العمل" تقضي بتقديم اعضائه في الكنيست "شبكة أمان" لتمرير مشروع موازنة الدولة في مقابل موافقته على تحديد موعد لانتخابات مبكرة فور تطبيق الانسحاب من غزة أواخر العام المقبل. وأضاف ان شارون توصل الى قناعة بأنه لن يكون قادراً على ضم "العمل" لحكومته حيال معارضة حزبه وانه لذلك باشر لعقد الصفقة المذكورة.

الى ذلك استغرب معلقون تعنت شارون ورفضه اجراء استفتاء وهو الذي يدرك ان هذه الفكرة لا تحظى بغالبية برلمانية وان 84 نائبا يعارضونها فيما يؤيدها 36 فقط. ونصح بعضهم رئيس الوزراء بقبول مطلب نتنياهو الذي سيصطدم بمعارضة الكنيست لكنه سيحل ازمة ائتلافية تهدد كرسيه (شارون) فتبقي نتنياهو وزيراً وتخفف حدة التمرد في "الليكود".

وأفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "معاريف" ان 56 في المئة من الاسرائيليين يرون في الانذار الذي وجهه نتنياهو الى شارون "خطأ"، فيما دعم موقفه 27 في المئة فقط. وقال 54 في المئة ان شارون هو الشخص المناسب لتزعم "الليكود" في مقابل 15 في المئة منحوا أصواتهم لنتنياهو. وارتفعت نسبة داعمي شارون في أوساط اعضاء "الليكود" الى 64 في المئة في مقابل 19 لوزير المالية. واعتبر المعلق نداف ايال النتائج بأنها تأكيد على أن نتنياهو "نفذ انتحارا سياسيا".

من ناحية أخرى شارك ما يقارب 15 ألف متظاهر في صلاة "إحتجاجية" ضد خطة فك الإرتباط، في القدس، مساء أمس. وكان معظم المتظاهرين من طلاب المدارس الدينية.

وقد تم الفصل بين النساء والرجال في المظاهرة الدينية. وقامت الشرطة بإغلاق الطرق المؤدية إلى موقع المظاهرة. وطالب الحاخام مردخاي إلياهو، رئيس الحكومة أريئيل شارون، بالإنصات إلى صلوات الآلاف. وصرح أحد كبار المسؤولين في مجلس المستوطنين بأن هذه مظاهرة لعرض قوة الصهيونية الدينية، وأن الحاخام أفراهام شابيرا الذي شارك في المظاهرة طالب الجنود برفض الإمتثال لأوامر إخلاء المستوطنات.
وأثناء المظاهرة قامت الشرطة باعتقال عشرة ناشطين من اليمين المتطرف، الذين قاموا بتوزيع مناشير تحمل إسم الراب كهانا، في حين اعتقل إثنان آخران قاما بجمع توقيعات من المارة للمطالبة برفض أوامر إخلاء المستوطنات.